التهمت منصات التواصل الاجتماعي نصيب الأسد من الإنفاق الإعلاني الرياضي في مصر، فيما يظل التلفزيون حاضرًا بقوة خلال المباريات الكبرى، خاصة دوري نايل ومواجهات الأهلي والزمالك.
وأكد متعاملون لـ”البورصة” أن التوجه الأخير حفز الشركات على تنويع أساليب الإعلان، حيث تستخدم أحدث التقنيات الرقمية والافتراضية للوصول إلى الجماهير وزيادة تأثير الرسائل الإعلانية، في سوق بلغت قيمته 2 مليار دولار.
وقالوا إن منصات التواصل الاجتماعي باتت تستحوذ على نحو 40% من حجم سوق الإعلان الرياضى مقارنة بـ10 و20% فى 2022، بينما يذهب حوالي 30% للتلفزيون، و20% للإعلانات الخارجية “أوت دور”، و10% للمطبوعات “البرنت”.
بشير: الرسائل الإعلانية على السوشيال ميديا تتكيف سريعًا مع الأحداث لجذب الجمهور
قال أسامة بشير، مدير وكالة الإعلان بمؤسسة الأهرام، إن السوشيال ميديا والتلفزيون أصبحا يمثلان دورًا رئيسيًا في السوق خلال إذاعة مباريات دوري نايل التي تحظى بشريحة كبيرة من المشجعين.
وأشار بشير إلى أن منصات السوشيال ميديا تتميز بقدرتها على الوصول المباشر للجمهور، واستهداف الفئات المطلوبة بدقة وسرعة، مع إمكانية تعديل الرسائل الإعلانية بشكل فوري لمواكبة الأحداث، ما يمنحها ميزة تنافسية واضحة، خاصة في مخاطبة فئة الشباب التي تعتمد بشكل أساسي على المنصات الرقمية المختلفة.
وأكد أن وجود الإعلان على السوشيال ميديا بشكل دائم، مع التحديث المستمر للمحتوى، يمنح هذه المنصات قدرة أعلى على جذب الانتباه وتحقيق الأثر المطلوب.
وأوضح أن هذا التوزيع يعكس تغير أنماط المشاهدة والاستهلاك الإعلامي، دون أن يلغي أهمية الوسائل التقليدية، التي تظل مؤثرة في أوقات الذروة والأحداث الكبرى.
وأشار إلى أن الأسعار الإعلانية ارتفعت بنسب أقل من 5%، وأن أربعة قطاعات رئيسية تقود سوق الإعلان في مصر، وهي: الاتصالات، الأغذية والمشروبات، البنوك، وبالتحديد خلال شهر رمضان، والعقارات رغم التباطؤ النسبي مؤخرًا.
ولفت إلى أن الإعلان الرياضي أصبح مرتبطًا بالمباريات الكبرى ويتفاوت أسعاره حسب الحدث وتوقيت البث والقناة الناقلة، ويتم تحديد الأسعار عبر باقات إعلانية متكاملة وفق الميزانية الإجمالية للحملة، وليس بالوحدة أو الثانية بشكل مباشر.
حسان: تكلفة الإعلان في مباريات الأهلي والزمالك تبدأ من 3 ملايين جنيه
قال ياسر حسان، عضو مجلس إدارة غرفة الإعلان باتحاد الصناعات المصرية، إن تكلفة الإعلان الواحد بالبث الأرضي لمباراة الأهلي والزمالك تبدأ من 3 ملايين جنيه، وتختلف حسب البطولة ومدة الإعلان وعدد المشاهدين.
وأضاف أن تكلفة الإعلان عبر البث الأرضي مرتفعة مقارنة بالإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأن وكالات الإعلانات تقدم عروضًا للشركات التي تشارك بصفة دورية مثل الدوري الكامل أو نصفه أو ربعه.
وأوضح أن تكلفة إعلانات الرعاة على قمصان لاعبي النادي الأهلي تصل إلى 100 مليون جنيه خلال بطولة الدوري، بينما الفرق الصغيرة تصل إلى 5 ملايين جنيه، فيما تصل تكلفة إعلانات بطولة كأس الأمم الإفريقية إلى ملايين الدولارات.
مصطفى: الإعلانات الافتراضية وتقنيات LED تزيد من قيمة البث الرياضي
قال مصطفى أبوزهرة، عضو اتحاد الكرة، إن مباريات دوري نايل تستخدم تقنيات متقدمة في الإعلان مثل لوحات LED المحيطة بالملعب بتقنية كاملة الوضوح، إضافة إلى الإعلانات الافتراضية «Virtual Advertising» التي يتم دمجها في البث التليفزيوني لتظهر للمشاهد دون أن تكون موجودة على أرض الملعب بالفعل.
وأشار إلى أن هذه التقنية تكلف ملايين الدولارات لكل 30 ثانية إعلانية، وتتكيف مع حركة الكاميرا واللاعبين دون التأثير على تجربة الجمهور داخل الملعب.
وأوضح أبوزهرة أن تكلفة الإعلانات تتغير من موسم لآخر وفق حجم الإعلان الإجمالي حول الملعب، وأن هذه التجربة الرقمية جزء أساسي من اقتصاد كرة القدم، وتتضمن أشكالًا متنوعة من اللوحات الثابتة إلى الإعلانات الرقمية والإفتراضية التي تستهدف شرائح مختلفة من الجمهور.
أوضح عمرو صلاح، عضو مجلس أمناء القنوات بالشركة المتحدة للرياضة، أن شركته تلعب دورًا محوريًا في زيادة حجم الإعلانات خلال دوري نايل، من خلال حقوق البث الحصرية، مما يسهم في تسويق المساحات الإعلانية بشكل كبير للمعلنين عبر قناة ON TIME SPORT.
وأضاف أن الشركة تقدم عروضًا سنوية لمجموعة من الشركات لتغطية المباريات المحلية والإفريقية وتحويلها إلى منصة إعلانية شاملة تشمل الإعلانات التقليدية والحديثة لزيادة القيمة التجارية للبطولة.
وأشار إلى أن الشركة المتحدة قامت ببث 15 لعبة مختلفة في البطولات المحلية والإفريقية والعالمية، بجانب دعم ورعاية اتحادات الألعاب الفردية بتكلفة تقترب من 800 مليون جنيه، ما أسفر عن زيادة حجم الإعلانات بنسبة 30%.
وأضاف أن الشركة حققت أكثر من 6.1 مليار مشاهدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووصل الإنتاج التليفزيوني إلى نحو 500 مباراة بجودة HD.
وتشير أحدث توقعات مؤسسة Statista إلى نمو متسارع لسوق الإعلانات في مصر خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بالتوسع الكبير في الإعلانات الرقمية والتحول المتزايد نحو المنصات الإلكترونية.
ووفقًا للتقديرات، من المتوقع أن يتجاوز حجم الإنفاق الإعلاني في السوق المصري حاجز 2 مليار دولار بحلول عام 2026، بينما يُرجح أن يصل إلى 1.79 مليار دولار بنهاية عام 2025، محققًا معدل نمو سنوي يبلغ 8.7% مقارنة بعام 2024.
وتُظهر بيانات Statista أن سوق إعلانات البحث يتصدر المشهد الإعلاني في مصر، حيث يُتوقع أن يصل حجمه إلى 772.65 مليون دولار في عام 2025، ليستحوذ على أكثر من 40% من إجمالي الإنفاق الإعلاني.
كما تشير التوقعات إلى أن الإعلانات الرقمية ستواصل توسيع حصتها في السوق، لتبلغ نحو 79% من إجمالي الإنفاق بحلول عام 2029، في حين ستسهم الإعلانات البرمجية بنحو 85% من إجمالي الإيرادات، ما يعكس التحول الهيكلي نحو النماذج الرقمية المعتمدة على البيانات.
وفيما يتعلق بالقنوات الرقمية الأخرى، من المتوقع أن يصل الإنفاق على إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي إلى 304.55 مليون دولار في 2025، مع نمو سنوي بنسبة 10% ليبلغ 445.88 مليون دولار في 2029، بينما يصل الإنفاق على الإعلانات داخل التطبيقات إلى 304.56 مليون دولار في 2025، قبل أن يرتفع إلى 402.29 مليون دولار بحلول 2029.
ويُتوقع أن ينمو سوق اللافتات الرقمية ليصل إلى 287.36 مليون دولار بحلول 2029، في حين يتجاوز حجم سوق إعلانات الفيديو والتلفزيون الرقمية 218 مليون دولار في 2025.
وفي المقابل، تتنوع أشكال الإعلان الأخرى، حيث تُقدر قيمة الإعلانات الخارجية بنحو 159.88 مليون دولار في 2025، والإعلانات الصوتية 158.18 مليون دولار، والرسائل المباشرة 115.02 مليون دولار، والبث المباشر 74.45 مليون دولار.
كما تصل إيرادات إعلانات المؤثرين إلى 42.22 مليون دولار في 2025، مع نمو متوقع إلى 60.36 مليون دولار بحلول 2029، بينما تتراجع الإعلانات المطبوعة إلى 18.97 مليون دولار، وتبقى إعلانات السينما محدودة عند 1.83 مليون دولار، ما يؤكد توجه السوق الإعلاني المصري بقوة نحو الرقمنة والابتكار.








