يتبع البنك الأهلى المصرى إستراتيجية التوسع الجغرافى محلياً وعالمياً وتكثيف نطاق خدماته وتعزيز تواجده الدولي.
وظهر ذلك واضحاً، عند افتتاح أول فروعه فى عاصمة المملكة العربية السعودية «الرياض» فى أكتوبر الماضي، وسط تطلعات بدخول أسواق خارجية أخرى.
أكد محمد الإتربى، الرئيس التنفيذى للبنك الأهلى المصرى، فى حوار لـ«البورصة»، أن البنك يعمل على تطبيق أحدث التقنيات المصرفية فى فرعه بالرياض، مع اختيار أفضل الكوادر البشرية فى سوق العمل السعودى، بعد أن تم تدريبها لضمان أعلى مستويات الجودة فى الخدمة، مع الحفاظ على الهوية المؤسسية المتميزة للبنك فى تصميمات الفرع وتجهيزاته الداخلية.
وأضاف أن الفرع سيقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المصرفية للشركات والمستثمرين العاملين فى السوق السعودى، لتشمل تمويل التجارة بمختلف أنواعها.
أوضح «الإتربى»، أن البنك يواصل زيادة شبكة فروعه فى جميع المحافظات خلال العام الحالى، إذ وصل عدد فروعه إلى 690 فرعاً فى أغسطس 2025، منها 17 فرع خدمة إلكترونية مستقل، و21 فرعاً تقليدياً مزوداً بقسم إلكتروني، ووحدة متنقلة.
كما ارتفع عدد ماكينات الصراف الآلى «ATM» إلى 7.37 ألف ماكينة فى أغسطس 2025، بدلاً من 7.23 ألف ماكينة فى ديسمبر 2024، وكذلك زاد عدد ماكينات الـPOS إلى أكثر من 731 ألف ماكينة، مقابل 633 ألف ماكينة بنهاية 2024.
وفيما يخص مشروعات الدولة القومية ودور البنك فى تطوير البنية التحتية الكبرى، أشار «الإتربى» إلى الشراكة الإستراتيجية الأخيرة فى افتتاح المتحف المصرى الكبير، باعتباره مشروعاً وطنياً فريداً، ما يعكس إيمان البنك بأهمية دور المؤسسات المالية فى حماية حضارة مصر، مؤكداً أن دوره لم يقتصر على دعم الاقتصاد الوطني، وإنما يمتد إلى دعم الثقافة والفنون والتراث المصري.
كما جدد البنك الأهلى المصرى بروتوكول التعاون المبرم مع شركة أوراسكوم بيراميدز المسئولة عن إدارة وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة، بهدف تقديم وتطوير منظومة الخدمات البنكية والمدفوعات الإلكترونية داخل المنطقة الأثرية، ما يعكس التزامه بدوره كشريك استراتيجى فى رعاية وتطوير منطقة الأهرامات منذ عام 2021، بحسب «الإتربى».
93.52 مليار جنيه صافى الأرباح نهاية يونيو بمعدل زيادة 32%
وفيما يخص الأداء المالى للبنك الأهلى المصري، أشار الرئيس التنفيذى إلى أن صافى الأرباح قفزت إلى 93.52 مليار جنيه بنهاية يونيو الماضى، مقابل 70.63 مليار جنيه خلال الفترة نفسها 2024، بمعدل زيادة 32.4%، ما يعكس استمرار النمو القوى فى ربحية البنك مدعوماً بزيادة العوائد التشغيلية.
وأوضح أن صافى الدخل من العائد ارتفع إلى 175.1 مليار جنيه، مقارنة بـ125.3 مليار جنيه، فيما سجل صافى الدخل من الأتعاب والعمولات نحو 15.8 مليار جنيه، مقابل 11.2 مليار جنيه، ما يؤكد نجاح البنك فى تنويع مصادر إيراداته وتحقيق نمو مستدام فى مختلف أنشطته.
5.6 تريليون جنيه إجمالى ودائع العملاء بنهاية أغسطس 2025
وذكر أن الحصة السوقية للبنك الأهلى المصرى وصلت إلى 48% من إجمالى حصة القطاع المصرفي، بأصول بلغت 8.8 تريليون جنيه فى أغسطس الماضى.
وأشار إلى أن إجمالى ودائع العملاء ارتفعت إلى 5.6 تريليون جنيه بنهاية أغسطس 2025، مقابل 5 تريليونات جنيه فى ديسمبر 2024، بمعدل نمو 12%.
كما صعد إجمالى قروض العملاء والبنوك لنحو 4.45 تريليون جنيه، مقابل 3.95 تريليون جنيه بنهاية 2024، بمعدل زيادة 13%.
جدير بالذكر أن حصيلة شهادات الادخار لدى البنك زادت بنسبة 6.63%، لتصل إلى 3.119 تريليون جنيه بنهاية مارس 2025، مقابل 2.925 تريليون جنيه بنهاية 2024.
البنك يوازن بين التمويلات المقدمة للشركات الكبرى والمشروعات الصغيرة
وأكد «الإتربى»، أن البنك يعمل على تنويع تمويلاته الممنوحة بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لما يحققه ذلك القطاع فى تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة ومتوازنة وتوفير فرص عمل فى جميع القطاعات والعمل على الحد من البطالة، كما يعزز تمويل الشركات الكبرى نظراً لتعاظم دورها فى دعم نمو الاقتصاد القومى الذى يمس احتياجات المواطنين.
وذكر أن البنك توسع فى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ليصل إجمالى التمويلات الممنوحة إلى 194 مليار جنيه بنهاية أغسطس الماضى بعد أن كانت 172 مليار جنيه فى ديسمبر 2024، بمعدل نمو 12.8%.
فيما تجاوزت التمويلات المقدمة للشركات الكبرى 3.84 تريليون جنيه بنهاية أغسطس 2025، مقابل 3.41 تريليون جنيه بنهاية 2024، بمعدل نمو 12.6%.
وأضاف «الإتربى»، أن البنك الأهلى المصرى احتفظ بمكانته الرائدة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث جاء فى المركز الأول كبنك المستندات، والرابع كوكيل للتمويل، ومرتب رئيسى والمركز الخامس كمسوق للتمويل على مستوى المنطقتين، وفقاً لتصنيف مؤسسة بلومبرج العالمية، بعد أن تمكن من إدارة 25 صفقة تمويلية بقيمة إجمالية بلغت 402 مليار جنيه، ما يعكس قوة نشاطه فى القروض المشتركة خلال الربع الثالث 2025.
وأكد أن تلك التمويلات أسهمت إيجابياً فى دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتوطين الصناعة وتوفير مزيد من فرص العمل للشباب وتقليل الاستيراد وزيادة معدلات التصدير، ما يعكس تحسناً فى أداء الميزان التجارى وتحسين موارد مصر من العملات الأجنبية.
أشاد «الإتربى» بسياسة البنك المركزى المصرى بتحرير سعر الصرف الذى أسهم فى اختفاء السوق الموازى بشكل كامل، ما يدعم اجتذاب المستثمرين الأجانب ظهور ملحوظ فى تزايد الأموال الساخنة للسوق المصرية، لا سيما نمو الموارد الدولارية الأخرى.
وفيما يخص التحول الرقمى الداعم لرفع معدلات الشمول المالي، قال «الإتربى»، إن البنك يعمل على توظيف الذكاء الاصطناعى فى ابتكار منتجات وخدمات جديدة للعملاء حسب طبيعة كل عميل، ما يعزز من أعداد الأفراد المشمولة ماليًا.
وذكر «الإتربى»، أن البنك لديه أكثر من 21 مليون عميل، ما يمثل ثروة بيانات ضخمة تساعد على تحليل سلوك العملاء وتصميم منتجات وخدمات مخصصة لهم، ما يُتيح مواصلة النمو وتحقيق الكفاءة المطلوبة لمواكبة الثورة الرقمية، مؤكداً أن للبنك استثمارات متنامية فى تطوير البنية التكنولوجية.
كما يعزز «الأهلى المصري» شراكاته لتعزيز التحول الرقمى داخل الهيئات الحكومية، حيث وقع البنك بروتوكول تعاون مشتركاً مع وزارة الاتصالات وشركة «أورانج – مصر» و«إى فاينانس»، لتطوير منظومة الخدمات الرقمية للنيابة العامة وتيسير عمليات الدفع والتحصيل الإلكترونى من خلال محفظة كاش.
وكذلك وقع البنك عدد من بروتوكولات التعاون مع عدد من الجامعات المصرية الكبرى، منها جامعة الإسكندرية وجامعة الأزهر، بهدف دمج طلاب الجامعات فى المنظومة المصرفية.
دمج أهداف التنمية المستدامة فى ممارسات عملية لجميع الإجراءات والأنشطة الداخلية
وفى خطى جادة نحو التحول الأخضر والاستدامة لمواجهة تغير المناخ وتحقيق تنمية اقتصادية وبيئية متوازنة، أكد «الإتربى» أن البنك يدمج أهداف التنمية المستدامة فى ممارسات عملية فى جميع الإجراءات والأنشطة الداخلية وعمليات تقييم المخاطر، مشيراً إلى أنه لديه إدارة مختصة تعمل على وضع الإستراتيجية والحوكمة، إلى جانب وحدات موجهة للعملاء داخل قطاعات الائتمان لدعمهم فى تمويل مشروعات مستدامة.
وكشف «الإتربى» أن البنك نجح فى ضخ أكثر من 350 مليون جنيه لتمويل مشروعات مستدامة، بين المجال البيئى والاجتماعى والتعليم والرعاية الصحية.
فيما وقع البنك الأهلى المصرى بروتوكول تعاون مع شركة أوروبا للمقاولات الكهروميكانيكية والطاقة الشمسية، بهدف تمويل المشروعات المرتبطة بتطبيقات الطاقة الشمسية وتحديث نظم الرى واستصلاح الأراضى الزراعية، بما يسهم فى تعزيز كفاءة الموارد وتحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر، وهو ما يأتى فى إطار دور البنك الريادى كأكبر مؤسسة مالية فى مصر وداعم رئيسى لخطط الدولة نحو التنمية المستدامة.
