علقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تراخيص خمسة مشروعات رئيسية لطاقة الرياح البحرية قيد الإنشاء على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بدعوى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، في خطوة أدت إلى هبوط حاد في أسهم شركات تطوير طاقة الرياح البحرية.
وأوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن القرار يشمل مشروعي “ريفوليوشن ويند” و”صنرايز ويند” التابعين لشركة “أورستد” الدنماركية للطاقة المتجددة، ومشروع “فين يارد ويند 1” الذي تطوره شركة “أفانجريد” بالشراكة مع شركاء البنية التحتية في كوبنهاجن، إضافة إلى مشروع رياح الساحل البحري لفيرجينيا التابع لشركة “دومينيون إنرجي”، ومشروع “إمباير ويند 1” الذي تطوره شركة “إكوينور”.
وانخفض سهم “أورستد” بأكثر من 12% أمس الاثنين، فيما تراجعت أسهم “دومينيون إنرجي” بنسبة 3.7%، و”إكوينور” بنسبة 1%. واستمرت أسهم “أورستد” و”إكوينور” تحت الضغط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء المبكرة في أوروبا، مسجلة تراجعاً طفيفاً إضافياً.
وأوضح محللون اقتصاديون أن تلك الخطوة تمثل “تحولاً من محاولات سابقة أوسع نطاقاً لتجميد تصاريح مشروعات الرياح البحرية الجديدة، وتدخلاً أكثر تحديداً يستهدف مشروعات متقدمة بالفعل في مراحل التنفيذ”. وأضافوا أن القرار «أكثر إرباكاً على المدى القصير»، لكنه «ليس بالضرورة أكثر استدامة»، مشيرين إلى أن المحاكم الأمريكية سبق أن ألغت إجراءات مماثلة.
من جانبها، أوضحت وزارة الداخلية الأمريكية أن القرار جاء عقب مخاوف أثارها “البنتاغون” بشأن احتمال تداخل حركة شفرات التوربينات الضخمة والأبراج شديدة الانعكاس مع أنظمة الرادار، مما قد يعيق رصد وتتبع التهديدات الأمنية.
وأضافت الوزارة أن التعليق سيمنح الوكالات الفيدرالية «وقتاً للعمل مع حاملي التراخيص وشركاء الولايات لتقييم إمكانية الحد من المخاطر الأمنية التي قد تشكلها هذه المشروعات».
وقالت ديبا فينكاتيسواران، المحللة لدى شركة “بيرنشتاين” للاستشارات والتحليل المالي، إن القرار يفرض وقف أعمال الإنشاء البحرية لمدة 90 يوماً، مع خيار تمديد هذه الفترة. كما لفتت إلى أن الأثر الأساسي سيقع على المطورين، مثل “أورستد”، “سواء من حيث تكاليف التأخير أو فقدان الإيرادات والقيمة المرتبطة بالمشروعات”.
وأفادت بأن المشروعات المتأثرة كانت في مراحل متقدمة من التطوير، وكان من المتوقع أن تبدأ بتزويد نحو مليون منزل بالكهرباء في ثلاث ولايات اعتباراً من العام المقبل.
في المقابل، حذرت شركة الطاقة الأمريكية “دومينيون إنرجي” من أن تعليق المشروع قد يقوض موثوقية شبكة الكهرباء في ولاية فيرجينيا، مما قد يؤثر على عملاء من بينهم منشآت عسكرية ومراكز بيانات مرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الشركة: «هذه الكهرباء ستشغل مراكز البيانات التي ستحسم سباق الذكاء الاصطناعي، وتدعم قواتنا المسلحة، وتساهم في بناء السفن الحربية النووية اللازمة للحفاظ على التفوق البحري».
من جهته، قال المحلل الأمريكي مارك فريشني، إن تعليق التراخيص من المرجح أن يؤدي إلى توقف محتمل في أنشطة البناء، مضيفاً أن جزءاً كبيراً من المخاطر السلبية بالنسبة لشركة “أورستد” قد يكون انعكس بالفعل في سعر السهم عقب موجة البيع الحادة.
وأضاف أن هذه المخاطر قد لا تتلاشى بالكامل قبل أن تبدأ المشروعات في توليد الكهرباء فعلياً واستكمال هياكل التمويل الضريبي الخاصة بها.








