مع تلاحق الأحداث التى تمر بها البلاد، وتزايد المظاهرات، والمليونيات التى تحتشد فى ميدان التحرير، وبعض الميادين الأخرى بالمحافظات تتأثر جودة خدمة المحمول بها، ويصبح من الصعب الوصول لأى شخص متواجد فى هذه المظاهرات، الشركات تستعد من جانبها فى كل مليونية بسيارات متنقلة لزيادة سعة شبكاتها بعد أن وصلت للسعات القصوى لها.
الخبراء طالبوا الشركات بضرورة ضخ مزيد من الاستثمارات، لتطوير شبكاتها وتقويتها خاصة على الطرق السريعة وألا تكتفى فقط بالمنافسات السعرية فيما بينها.
حدد الخبراء الموافقات الأمنية وأسعار قطع الأراضى وسرقة الأبراج بأنها أبرز التحديات التى تواجه المحمول ووفقاً لأحدث دراسات المنتدى الاقتصادى العالمى فإن مصر تحتل المرتبة 42 عالمياً والسادسة عربياً من حيث تغطية الشبكات، فيما جاءت فى المرتبة 79 عالمياً والتاسعة عربياً من حيث جاهزية الشبكات.
أكد عدد من الخبراء أن الابراج المتنقلة هى الحل الأمثل لميدان التحرير بدلا من زيادة سعة الابراج الموجودة هناك وذلك من ناحية الجدوى الاقتصادية لشركات المحمول , وان العديد من الدول تستخدم هذه الأبراج لمواجهة حالات الطوارئ أو الضغط على الشبكة فى اماكن موسمية معينة كالمملكة العربية السعودية التى كانت تستخدم خلال فترة الحج فى منتصف التسعينات مايزيد على 30 سيارة متنقلة لتغطية الشعائر وخدمة الحجاج.
قال حمدى الليثى، رئيس مجلس إدارة شركة “ليناتل“ للاتصالات ان إقامة أبراج إضافية للمحمول فى ميدان التحرير أو أى مكان يتطلب أمرين الأول وجود مكان لإقامة البرج وموافقة السكان أو أصحاب الارض على انشاء الابراج , والثانى هو وجود استخدام عال وضغط على الشبكة فى هذا المكان طوال الوقت وهو امر لا يوجد فى ميدان التحرير لانه لا يعج بالازدحام المستمر على الشبكات طوال العام.
أوضح أن المملكة العربية السعودية كانت تستخدم مثلا خلال الفترات الموسمية كفترة الحج فى منتصف التسعينات ما يزيد على 30 سيارة متنقلة لتغطية الشعائر, وأن عدد هذه السيارات تضاعف فى الوقت الحالى، وأن الابراج المتنقلة هى الحل الأمثل لميدان التحرير بدلا من زيادة سعة الابراج الموجودة هناك.
أوضح الليثى أن الأبراج المتنقلة تحتاج يوماً تقريبا لتوصيلها وربطها بالابراج الموجودة فى نقطة التغطية , وأن تكلفة الابراج المتنقلة تعتبر أقل بكثير عن زيادة سعات الابراج باضافة شبكات، وأن شركات المحمول وصلت بأبراجها الموجودة بالتحرير لاقصى سعات التغطية وأن أى زيادة فى السعة يتطلب منها اما انشاء ابراج جديدة أو متنقلة , وأن شركات المحمول رأت ان المتنقلة افضل لها من حيث الجدوى الاقتصادية.
وأكد الدكتور عبدالرحمن الصاوى، رئيس لجنة الصناعة بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أن زيادة سعات التغطية بصورة ثابتة يحتاج لتكلفة أعلى تختلف عن السيارات أو الابراج المتنقلة التى تستخدم فى حالات الطواريء أو ضغط الشبكات كما يحدث فى مظاهرات ميدان التحرير.
أوضح أن زيادة سعات المحطات بصورة ثابتة يتطلب وضع اجهزة اضافية على ابراج المحمول ويتطلب فى احيان اخرى زيادة عدد الابراج.
وحول ما إذا كانت تكلفة الابراج المتنقلة أقل من زيادة سعة الشبكات بابراج اخرى ثابتة أشار الصاوى إلى أن تكلفة المتنقلة الاقل مقارنة بالابراج الثابتة.
وطالب متخصصون فى شركات المحمول بضرورة ضخ مزيد من الاستثمارات لتطوير شبكاتها وتقويتها خاصة على الطرق السريعة، بالاضافة إلى عدم الاكتفاء فقط بالمنافسة السعرية فيما بينها.
ولخص الخبراء الصعوبات التى تواجه شركات المحمول فى مد الخدمة لبعض المناطق فى صعوبة الحصول على موافقات من الجهات الامنية لاقامة نقاط تغطية أو أبراج محمول، بالاضافة إلى المغالاة فى أسعار قطع الاراض المطلوبة للأبراج، علاوة على مشكلة سرقة الابراج التى تكبد الشركات عشرات الملايين سنويا.
قال المهندس طلعت عمر، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات إن جودة خدمة شبكات المحمول على الطرق السريعة تعتمد على ضخ الاستثمارات فى البنية التحتية لمشغلى المحمول لتنفيذ محطات تقوية لتغطية الطرق السريعة التى تعانى العديد منها من ضعف اشارات استقبال المكالمات تصل احيانا لاستحالة اجراء مكالمات على بعض الطرق، مشيراً إلى أن جودة الخدمة تتحسن بتحسن البنية التحتية لشركات الاتصالات بصفة عامة.
أضاف، أنه لاتوجد عقبات كبيرة امام شركات المحمول لتحسين خدمات شبكاتها على الطرق، مشيرا إلى أن الاهم فى ذلك الامر هو توجيه استثمارات لتحسين خدماتها المقدمة.
وفيما يتعلق بطرق سيناء واحتياجها لتحسين جودة خدمات المحمول بها أوضح طلعت، أن طرق سيناء من المناطق الاولى بالرعاية، وأن شركات المحمول يمكنها بالتنسيق مع الجهات الامنية توفير التغطية اللازمة لمستخدميها فى هذه المنطقة المهمة.
اشار طلعت إلى أنه ضرورة ان يتخذ مشغلو المحمول فى مصر جميع التدابير اللازمة لتحسين خدماتهم المقدمة على الشبكة ألا يكتفوا ـ فقط ـ بالمنافسة السعرية، مبينا أن المنافسة المشتعلة بين الشركات ـ حاليا ـ فى أسعار الدقائق والباقات لجذب اكبر شريحة من العملاء وهو ما أثر على جودة الخدمات التى تقدمها بشكل كبير.
واكد طارق عبدالمنعم، رئيس شركة «سينكس» للاتصالات على ضرورة أن تقوم شركات المحمول بصورة جدية بعمل قياسات لأبراجها من خلال سيارات متنقلة تقيس اشارات الشبكات والاماكن التى تضعف فيها الاشارة والاماكن الاخرى التى تنعدم بها، مبينا أن الاماكن التى لاتوجد بها تغطية أو خدمة للمحمول لابد وان تسهل الجهات السيادية اجراءات تغطيتها.
واوضح أن إحدى الصعوبات التى تواجه شركات المحمول فى ذلك الامر صعوبة الحصول على موافقات من الجهات الامنية لاقامة نقاط تغطية أو أبراج محمول، مضيفا أن هناك مشكلة أخرى تواجه مشغلى المحمول وهى المغالاة فى أسعار قطع الاراضى المطلوبة للأبراج، مشيرا إلى أن أسعار بعض الاراض تكون مرتفعة للغاية مما يحجم معها اقامة ابراج عليها، فيما تعد سرقة الابراج التى تكبد الشركات عشرات الملايين ضمن اهم التحديات التى تواجه الشركات خاصة انها تضعف الشبكة مطالبا بضرورة تغليظ عقوبتها.
أضاف رئيس شركة «سينكس» للاتصالات أن أغلب الطرق فى مصر لابد وان تحصل على موافقات جهات سيادية قبل اقامة أبراج، وأن طرق سيناء ليست ببعيدة عن تأثر جودة الشبكات بها نتيجة لتصاريح الجهات السيادية.
وحول الطرق الاكثر تأثراً بضعف جودة الخدمة أوضح أن الامر لايرتبط بمحافظة أو منطقة بعينها وإنما هناك مناطق تكون ضعيفة التغطية فى بعض المحافظات وعلى سبيل المثال بعض الأماكن بطريق مصر اسكندرية الصحراوى ارسال الشبكات ضعيف للغاية ويكاد ينعدم وعلى الطريق الدائرى أيضا.
كتب – محمد فوزى ومحمد علاءالدين