بقلم : عماد الدين أديب
حسناً فعل الرئيس الدكتور محمد مرسى، بأن أعلن موقفه الواضح مما يحدث فى «مالى» من جنون وإرهاب وتشدد، وذلك من خلال كلمته المهمة فى مؤتمر قمة دعم التنمية فى العالم العربى بالرياض.
هذا التأكيد بالغ الأهمية فى هذه المرحلة بالذات لأنه يؤكد الالتزامات التالية من الرئيس المصرى فى كلمة أمام زعماء العالم العربى:
أولاً: أن رئيس مصر، الذى يعتبر أول رئيس يفوز من خلال انتخابات حرة بالرئاسة، معبراً عن أكبر جماعة سياسية معبرة عن تيار الإسلام السياسى فى المنطقة، يؤكد رفضه لأفكار وسياسات وممارسات قوى متطرفة تحسب نفسها على هذا التيار.
ثانياً: وضع خطوط فارقة بين الإسلام والإرهاب، وأنه ليس كل من يستخدم آيات قرآنية أو أحاديث نبوية فى غير موضعها هو مجاهد إسلامى.
ثالثاً: أن أخطر ما فى التطرف فى مالى أنه يشكل حائطاً أمام الالتحام بين مثلث: العروبة والإسلام وأفريقيا السوداء، وأن انتشار هذه الحالة قد يؤدى إلى إحداث حالة من الانقسامات الممهدة لعمليات تقسيم عمودية ورأسية لأنظمة وجغرافيا المنطقة.
رابعاً: تحذير الرئيس مرسى من مبدأ التدخلات الدولية فى أزمة مالى، وهو أمر مهم من الناحية المبدئية، لكنه قابل للنقاش من الناحية العملية والواقعية.
إن التدخل الفرنسى فى مالى اعتمد على 3 مخاوف رئيسية:
1- انتقال حالة التطرف من مالى إلى أفريقيا الفرانكفونية السوداء، وهى «منطقة مصالح ونفوذ فرنسية تزيد على المائة عام».
2- وجود أكثر من 7 ملايين مهاجر نصفهم من أفريقيا يشكلون عبئاً ضاغطاً على المجتمع الفرنسى وأهمية تصويتية لا يستهان بها.
3- محاولة فرنسا إعادة هيبتها السياسية ونظامها الاستخبارى الذى تأثر بعمليات الاختطاف والمقايضة بالمال من جماعات مسلحة فى مالى والجزائر والصومال.
ويعتمد التدخل الفرنسى فى حالة مالى على المادة رقم 51 من ميثاق الأمم المتحدة التى تعطى حق التدخل المنفرد لدولة إذا ما تعرضت مصالحها أو حدث اعتداء صارخ على حقوق مواطنيها أو رعايا دولة من قوى غير شرعية.
الأمر المهم لنا فى مصر، هو تأثير كلمة الدكتور مرسى على مستقبل العلاقات بين القاهرة وباريس وهذا هو ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.








