بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
أتقدم لحضراتكم بخالص العزاء فى عقل النخبة السياسة المصرية التى أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها قد فشلت فشلاً ذريعاً فى قيادة مشروع الدولة المدنية العصرية، عقب ثورة نبيلة، إلى الأمام.
لم تفشل النخبة السياسية المصرية فحسب فى تطوير مبادئ ثورة يناير 2011 إلى أفكار وبرامج وسياسات تنفيذية، لكنها شاركت عن وعى أو بدونه، وساهمت عن تآمر أو عن غباء سياسى، فى إحباط أى أفكار تنويرية ثورية، وتكريس الفشل والجمود فى إنجاح المرحلة الانتقالية المؤقتة.
إن إحدى سمات أى فترة انتقالية أنها تلك «المرحلة الجسر» التى تنقل البلاد والعباد من حالة تذبذب وحيرة ومعاناة من نظام قديم إلى مرحلة إيجابية واضحة لنظام جديد.
تحول النظام القديم بفضل غباء النخبة إلى نظام أقدم، وظل الزمن المؤقت الانتقالى مؤقتاً أبدياً لا يتزحزح إلى الأمام خطوة واحدة بل يتراجع بمعدل يومى مخيف.
هذه النخبة ستكون مسئولة تاريخياً أمام دفاتر الزمن حينما يأتى محلل سياسى محايد ويحاول رصد الذى حدث فى تلك الفترة الزمنية من تراجعات غير مفهومة فى خطوات الانتقال من أفكار ومبادئ إلى خطوات تنفيذية.
هذه النخبة سوف يكون حسابها عسيراً مع التاريخ، ولن يرحمها الزمن، ولن يعطيها أحد أى عذر فى التسبب فى تفكيك الدولة والانحراف تماماً عن قواعد بناء الدولة المدنية الحديثة.
هذه النخبة سوف يحاسبها الناس ذات يوم على أنها أفقدت الدولة هيبتها، ودعمت فكر أن يأخذ الناس حقوقهم بقوتهم الغاضبة فى الشوارع والمصالح الحكومية والمنشآت الخاصة.
تسقط الدولة منطقياً بعد سقوط الهيبة، وتسقط الهيبة بعد سقوط مشروع الدولة، ويسقط المشروع بعدما يسقط أصحاب المشروع، ويسقط أصحاب المشروع حينما تسقط النخبة السياسية، وتسقط النخبة حينما تفقد الأمة أهم ما يمكن أن تمتلكه وهو عقلها!
لك الله يا مصر








