تستعد عدد من الشركات الروسية لزيارة استكشافية للقاهرة خلال ايام ,لبحث تطوير مجمع الحديد والصلب بحلوان ,بعد زيارة الرئيس محمد مرسى لروسيا الاسبوع الماضى لتعزيز التعاون الاستثمارى بين البلدين .
وقال اسامة صالح وزير الاستثمار “سنجرى مباحثات مع الوفد الروسى حول إمكانية تصنيع سيارة روسية بمصر “,مما يعزز قدرات شركة النصر للسيارات الانتاجية ويعيد إحيائها مرة اخرى بالتنسيق مع مسؤلى وزارة الانتاج الحربى .
جاء ذلك خلال لقاء وزير الاستثمار, أول أمس الإثنين, بمقر وزارة الاستثمار بصلاح سالم، بقيادات الشركة القابضة للصناعات المعدنية والشركة المصرية للحديد والصلب بحلوان التابعتين لقطاع الأعمال العام، لتقييم الأوضاع الحالية لقطاع الحديد والصلب بمصر، وأداء شركات الدولة العاملة والمنتجة به.
وناقش صالح مع قيادات شركات الحديد والصلب نتائج الزيارة الرئاسية التى قام بها الرئيس محمد مرسى منذ أيام إلى روسيا، مشيراً إلى أنها قد فتحت باباً جديداً للاستثمار المشترك بين البلدين، على خلفية العلاقات التاريخية القديمة والوطيدة مع روسيا، بكل ما لديها من علم وخبرة جيدة بالسوق المصرية، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسى على تطوير مجمع الحديد والصلب بحلوان ومصنع شركة النصر للسيارات التابع للشركة القابضة للصناعات المعدنية.
وطالب وزير الاستثمار رئيس الشركة المصرية للحديد والصلب بضرورة التواصل مع الملحق التجارى الروسى بالقاهرة بهدف البدء فوراً فى التحضير للزيارة الاستكشافية للشركات الروسية إلى مصر، والراغبة فى الدخول فى تطوير مجمع الحديد والصلب، وذلك بعد أن تم الاتفاق مع الجانب الروسى خلال الزيارة على البدء فى إجراء الدراسة الفنية خلال شهر على أقصى تقدير، للنظر فى كيفية تطوير الأفران الأربعة الموجودة بمجمع الحديد والصلب، نحو رفع التقنية وجعل المنتج النهائى للمجمع على مستوى يرقى إلى التصدير الخارجى.
كما أكد وزير الاستثمار أن الجانب الروسى قد أبدى رغبته أيضاً فى تصنيع جرارات زراعية بمصر، مشيراً إلى إمكانية تكثيف نشاط الشركة الهندسية التابعة لقطاع الأعمال العام، والتى من الممكن أن تقوم بهذا العمل وبتصنيع الجرارات والأوتوبيسات بالتعاون مع الشركات الروسية.. فضلاً عن رغبة الشركات الروسية فى تصنيع سيارة لها بمصر، مما يفتح المجال لبحث إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات والاستفادة من الإمكانيات الموجودة به.
قام صالح خلال الاجتماع بالتوجيه لسرعة قيام رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية بالتنسيق من جانبه مع الملحقية التجارية الروسية بالقاهرة، بهدف البدء فوراً فى الإعداد للزيارة التى من المتفق أن يقوم بها فريق من الشركات الروسية قريباً إلى مصر، من أجل تقييم قدرات مصنع شركة النصر للسيارات، نحو إعادته للعمل مرة أخرى بعد أن كان موضوعاً تحت التصفية فى أعقاب توقف الإنتاج به تماماً، وهو ما من شأنه أن يعيد له الروح الإنتاجية من جديد ويساعد على توطيد وتفعيل التعاون الصناعى والاستثمارى بين الجانبين المصرى والروسى بما يخدم كلا الطرفين.
وأكد صالح على أهمية التعاون بين كل من وزارة الاستثمار ووزارة الإنتاج الحربي في عمليات تطوير وإعادة هيكلة شركة النصر للسيارات، مشيراً إلى أن التقنية التكنولوجية التي من المقرر الاستقرار عليها في تصنيع سيارات الشركة يجب أن تكون الأكثر ملائمةً لتحقيق النفع الأكبر للمواطن، وهو ما يتم اختياره بشكل تفضيلي من جانب وزارة الاستثمار، ما بين التكنولوجيا الروسية واليابانية والإيطالية، إلتى تمثل بدائل أفضل من المقترح الصيني المقدم من الإنتاج الحربي، وهو ما من شأنه أن يعود بالنفع على الشركة والمواطن.
و قام المهندس زكى بسيونى رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية باستعراض معدلات أداء الشركات التابعة وخطة عملها خلال العام الجارى، بينما قام المهندس محمد سعد نجيدة رئيس الشركة المصرية للحديد والصلب باستعراض الطاقة الإنتاجية الحالية للشركة وملامح الخطة المستقبلية لتحسين الأداء.
وقد اطمئن وزير الاستثمار على نسب المخزون من إنتاج الشركة المصرية للحديد والصلب، والتى انخفضت خلال العام الحالى فى مقابل ارتفاع نسبة المبيعات، ليصل إجمالى قيمة الإنتاج المخزون إلى 300 مليون جنيه فقط بعد أن كان يتعدى الـ 600 مليون جنيه، كما أكد القائمون على شركة الحديد والصلب الإتجاه مؤخراً إلى ربط معدلات الإنتاج بما هو مطلوب للبيع الفعلى، وذلك لتفادى تضاعف نسبة المخزون الراكد من إنتاج الشركة فى مخازنها.
و وجه وزير الاستثمار إلى ضرورة العمل على تطوير أداء وجودة المخزون ورفع كفاءة البيع بما يساعد الشركة على تحقيق الربح، مع التحسين من جودة منتجاتها.
كما تعرف صالح على الأوضاع المالية للشركة المصرية للحديد والصلب والتى باتت تتمتع بالاستقرار، حيث أكد رئيس الشركة بدء إنضباط الحالة المالية للشركة، بما أصبح يمكنها من الإنتظام فى سداد 60 مليون جنيه شهرياً من ميزانية احتياجاتها من الكوك، وكذلك المتأخرات المجدولة على الشركة من قيمة استهلاك الغاز والكهرباء والتأمينات، فضلاً عن سداد 46 مليون جنيه شهرياً قيمة أجور العاملين بها.
وشدد وزير الاستثمار على ضرورة التواصل اليومى مع جميع العاملين بالشركة على اختلاف تخصصاتهم، مع العمل على احتواء أية مشكلات تواجههم، والمضى فى خطة تدريب العمال ورفع كفاءتهم، بما يخدم حركة العمل والإنتاج ومن ثَمَّ يساعد الشركة على تحقيق معدلات الربح المستهدفة.
واستعرض رئيس الشركة المصرية للحديد والصلب أمام وزير الاستثمار ما تم الوصول إليه حتى الآن فى المناقصة العالمية التى قامت الشركة بطرحها على كبرى الشركات وبيوت الخبرة فى مجال التطوير الهيكلى والفنى، وذلك بهدف تقديم عروضها لتطوير الشركة، من أجل الوصول بمعدلات أداء القطاع والمستوى الفنى للعاملين به إلى ما هو موضوع فى خطة التطوير المتفق عليها مع وزير الاستثمار، والتى تستهدف تطوير وإنعاش صناعة الحديد والصلب بشكلٍ عام، وأداء مجمع الصلب بحلوان بشكلٍ خاص.
وقد أكد أسامة صالح وزير الاستثمار خلال اللقاء أن صناعة الحديد والصلب فى مصر تعد صناعة استراتيجية يجب الحفاظ عليها وتنميتها والتكاتف لحل جميع المشكلات التى تواجهها، حتى تعاود انطلاقها وتضاعف إنتاجها من جديد.
كما بحث وزير الاستثمار مع مسئولى الشركة خطة تطوير مجمع الحديد والصلب بحلوان، والتى من شأنها أن تعيد المجمع إلى مستواه العالمى ومعدلات الإنتاجية والأداء المنوط له القيام بهما.
وشدد صالح على ضرورة أن تشمل معايير خطة التطوير المثلى للشركة وجود أليات وسبل فعلية للحصول على تمويل للمشروعات وإقامة المصنع المستهدف إنشاؤه، فضلاً عن ضرورة تفعيل الورش بالشكل الأمثل إلى أن يتم الإنتهاء من إنشاء المصنع، مع ضرورة مراعاة الحفاظ على العمالة المنتجة ضمن شروط تطوير الشركة، وتأهيلها والاستفادة منها بأفضل صورة ممكنة، وكذا المواظبة على تدريب العمالة بهدف رفع كفاءة العامل والمنتَج، ومن ثَمَّ رفع معدلات البيع.
وكلَّف وزير الاستثمار قيادات الشركات بإعداد استراتيجية متكاملة وخطة للعمل، تستهدف تطوير المصانع خلال السنوات الخمس المقبلة، مع إعداد دراسة مقارنة لسبل استخدام الطاقة والتوفير فيها وفقاً للأنظمة المعمول بها على مستوى الدول المصنِّعة للحديد والصلب والمعادن فى العالم.








