أبدي وكلاء السيارات مخاوفهم من تأثر القطاع بأحداث 30 يونيو التي قد تصيب السوق بحالة من الركود من جديد، بعد أن شهد تحركاً نسبياً علي مدار الأشهر الماضية.
توقع مسئول مبيعات بفرع هيونداي غبور بشارع المرغني الواقع علي بعد 50 متراً فقط من قصر الاتحادية، أن يتأثر الفرع سلبياً وتنخفض مبيعاته بنسبة تصل إلي نحو 60% في حالة التظاهر لأكثر من 3 أيام أمام قصر الاتحادية.
أشار إلي أن إدارة « غبور » لم تبلغ الفرع حتي الآن بأية مستجدات بشأن الاستعدادات للتداعيات المتوقعة لمظاهرات يوم 30 يونيو الجاري حتي الآن، مؤكدأ أنه لا توجد خطط محددة وواضحة الملامح لمواجهة تبعات ذلك اليوم.
أضاف أن قرارات الإدارة بهذا الشأن ستتضح بعد نتائج اليوم المرتقب، موضحاً أن المعرض لا يتم غلقه نهائياً في حالة حدوث مظاهرات عند قصر الاتحادية إلا في حالة وقف حركة السير تماما بشارع المرغني وغلق الشارع سواء بالأسلاك الشائكة أو بالكتل الخرسانية.
وداخل معرض « كيا » التابع لـ « الميكانيكيون العرب » والذي يقع بشارع المرغني بجوار القصر الجمهوري أيضاً قال أشرف فتحي، مسئول مبيعات بالمعرض إن الشركة أصدرت تعليمات صارمة بعدم غلق المعرض إلا في حالة انعدام الحركة المرورية بالشارع.
أشار فتحي إلي أنه من المتوقع انخفاض حركة البيع بالمعرض يبنسبة تصل إلي 50% مع بداية المظاهرات، مضيفا أن الاستراتيجية العامة للشركة تجاه يوم 30 يونيو المقبل لم تتحدد بعد.
من جانبه، كشف المهندس وليد منصور، نائب مدير فرع معرض « القرش » بشارع المرغني كذلك أن الشركة تخطط لنقل السيارات إلي مخازن قريبة للمعرض قبل بدء المظاهرات تحسباً لأي أخطار قد تقع في محيط قصر الاتحادية.
واوضح المهندس يحيي نزيه، المدير الإداري لشركة « القرش للسيارات » أن الفترة التي من الممكن أن يستغرقها عمال المعرض المذكور لنقل السيارات إلي المخازن لن تتعدي الساعتين، مؤكداً أنه من المخطط بدء إخلاء المعرض خلال يومي 28 و29 يونيو.
وتوقع نزيه أن تشهد حركة البيع بالمعرض ركوداً في نسبة المبيعات يصل إلي أكثر من 90%، مشيراً إلي أنه سيتم توجيه العملاء إلي معارض الشركة الأخري الواقعة بعيداً عن محيط القصر من قبل موظفي المعرض أو إلي المخازن.
أوضح أن “القرش” قامت بشراء مخازن جديدة ذات حراسة مشددة لتخزين السيارات بالقرب من قصر الاتحادية، لافتا إلي أن الخطة الأمنية لإخلاء المعرض وتأمينه يتم وضعها من قبل مسئولي الشركة واعتماداً علي الجهود الذاتية للشركة.
أشار إلي أن هناك تخوفاً كبيراً لدي مالكي المعرض من تداعيات ذلك اليوم واحداثه وتأثيره علي السوق عامة وقطاع السيارات خاصة، مطالباً المتظاهرين بمراعاة خصوصية الملكيات الخاصة وألا يتعدوا علي أي محال في محيط القصر الجمهوري.
أكد محمود عبدالعظيم، مشرف مبيعات بمعرض شركة “أبو غالي أوتوموتيف” بشارع المرغني أيضاً والواقع علي بعد أمتار من قصر الاتحادية، أنه من المتوقع أن تشهد حركة البيع بالمعرض حالة من الركود التام خلال تلك التظاهرات، مشيرا إلي أن المعرض خلال أيام التظاهرات أمام الاتحادية يتحول إلي مخزن للسيارات فقط.
أوضح عبد العظيم أن إدارة الشركة اتخذت قراراً بإخلاء المعرض من السيارات خوفاً من سرقتها، لافتاً إلي أن مظاهرات الاتحادية الأخيرة شهدت تهشيم زجاج المحال المجاورة للمعرض، ومتوقعاً أن تكون الشوارع المؤدية للقصر مغلقة تماماً، وأن يشعر العميل بقلق شديد من الذهاب لحيز قصر الاتحادية.
أبدي مشرف المبيعات بمعرض أبوغالي أوتوموتيف تخوفه من اندساس بلطجية وسط المتظاهرين يوم المقبلة، وأنه من الممكن أن تستمر الاحتجاجات لأجل غير مسمي، ما ينذر بشلل تام في الحركة وتراجع حاد في نسبة مبيعات المعرض.
وقال اللواء عفت عبدالعاطي، رئيس شعبة السيارات في الغرفة التجارية بالقاهرة، وصاحب أحد المعارض القريبة من التحرير إن السوق مرتبط بالوضع السياسي والأمني في الشارع، وقد تؤدي أحداث 30 يونيو إلي شلل تام في سوق السيارات المصرية، ما يؤدي لإغلاق معارض السيارات التابعة لحين استقرار الأوضاع، مشيراً إلي أن ركود الاقتصاد يتبعه جمود المبيعات، خاصة أن شرائح عديدة من الذين يرغبون في شراء سيارات جديدة يؤجلون قراراتهم خشية تعرضها لأي اضرار، كما أن الذين يرغبون في أقتناء سيارة للمرة الأولي يتراجعون بسبب عدم اتضاح الرؤية لمستقبل أعمالهم، خاصة أن الوقت الحالي يعد غير مناسب لشراء السيارات، بسبب مخاوف الافراد من سرقتها.
ومن جانبه، قال وليد ربيع، مدير معرض ” بيجو ” بالمهندسين، إن إغلاق المعارض لن يقتصر فقط علي مناطق الاتحادية والتحرير بل ستمتد إلي جميع انحاء القاهرة، مبدياً تخوفه ان يؤدي تراجع المبيعات إلي حذر البنوك في تقديم أي قروض إلي العملاء لشراء السيارات في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة، مؤكدا أن هذا الأمر ليس جديداً حيث شهد سوق السيارات تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة التي أعقبت الثورة، بسبب عدم الاستقرار السياسي وغياب الأمن، وهو ما أثر علي نفسية المواطنين وزيادة مخاوفهم من أعمال السرقة التي تجلت بوضوح خلال الفترة السابقة، مشيرا إلي تأجيل تسليمات السيارات لما بعد أحداث 30 يونيو لحين استقرار الاوضاع السياسية.
قال عبدالرحمن حجازي، مدير شركة ألفا موتورز لبيع وتوزيع السيارات، إن السوق سوف يتأثر سلباً بأحداث 30 يونيو وقد يؤدي استمرار الاحداث إلي تأجيل استيراد موديلات 2014، معربا عن أمله في عدم وقف الشركات الأم توريد قطع السيارات للسيارات الجديدة إلي السوق المصري في ظل تراجع مبيعاته في الوقت التي تتزايد في دول أخري.
وأوضح جورج سليمان، مدير مبيعات بالمجموعة البافارية وكيل BMW ، أن الظروف التي تعانيها البلاد بعد الثورة من عدم الاستقرار والانفلات الأمني، أدت إلي تراجع الاقتصاد المصري، مما أدي إلي تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، مشيراً إلي أن الاضطرابات السياسية قد تؤدي إلي إرتفاع سعر العملة الأمريكية بصورة كبيرة مما يؤثر علي القطاع.
وأوضح محمد حلمي، عضو شعبة السيارات بالجيزة، أن أحدا ث 30 يونيو سوف تؤدي إلي ركود تام، و إرتفاع سعر العملات الأجنبية، الأمر الذي يؤدي إلي زيادة الجمارك وزيادة التكلفة الإجمالية، لافتًا إلي أن القيمة الجمركية تحسب علي تكلفة السيارة بالدولار وبالسعر اليومي دون النظر إلي ما كان عليه قبل دخولها الميناء، بالإضافة إلي زيادة ضريبة المبيعات نظرا لارتفاع التكلفة.
قال دسوقي سيد دسوقي، رئيس شعبة قطع غيار السيارات، إن هناك زيادة في حجم الطلب علي أجهزة الانذار تخوفاً من عمليات السرق خلال احداث 30 يونيو، خاصة بعد أن زادت عمليات السرقة إلي 15 ألف حالة منذ بداية الثورة.