المبادرات تتوالي لحل الأزمة.. و« النور » يبدأ وساطة جديدة
أدانت قوي سياسية ومنظمات حقوقية الاشتباكات التي حدثت فجر أمس بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول أمام النصب التذكاري بمدينة نصر وراح ضحيتها نحو 75 شخصاً ونحو ألف مصاب.
وأصدر النائب العام المستشار هشام بركات تعليماته ببدء التحقيق في أحداث النصب التذكاري ، فيما دعا الرئيس المؤقت عدلي منصور مجلس الدفاع الوطني للانعقاد لمناقشة تطورات الوضع الأمني بالبلاد مساء أمس.
وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية إن قواته لم تطلق النار علي المتظاهرين، بل خاطبتهم لفض الاعتصام والعودة لميدان رابعة، وحمل إبراهيم قيادات جماعة الإخوان المسئولية عمن قتلوا في هذه الاشتباكات.
وأشار إبراهيم إلي أنه سيتم فض اعتصامي رابعة والنهضة قريباً.
من جانبه، دعا الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل لوقف المجازر ضد أنصار الرئيس المعزول. وحمل البلتاجي الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع مسئولية قتل أنصار مرسي.
وأدان حزب مصر القوية أحداث النصب التذكاري محملاً المسئولية للرئيس المؤقت ورئيس الحكومة.
وقال د. عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس الحزب إنه تجب محاسبة المسئولين عن هذه الأحداث وتشكيل لجنة تقصي حقائق لإظهار الحقيقة أمام الشعب.
وطالب حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي بتحقيق قضائي مستقل لكشف حقيقة أحداث طريق النصر والقائد إبراهيم محملاً الشرطة مسئولية حماية كل متظاهر أياً كان رأيه.
وفي محاولة للخروج من الأزمة، دعا عدد من المفكرين والمثقفين المحسوبين علي التيار الإسلامي وهم د. سليم العوا ود. طارق البشري ود. محمد عمارة لمبادرة تتضمن أن يفوض الرئيس المعزول محمد مرسي سلطاته لرئيس وزراء يشكل حكومة وطنية ثم تجري انتخابات برلمانية تليها انتخابات رئاسية.
ونددوا بما وصفوه بالانقلاب العسكري علي الشرعية، التي أدت إلي سقوط ضحايا ومحاولات لإقصاء فصيل سياسي من المشهد.
وقال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية عبر حسابه الشخصي علي موقع «تويتر» أزف الوقت لإنهاء الاستقطاب البائس الذي نعيشه بأسلوب عقلاني، وأن نتحلي بروح التسامح لنبدأ في البناء بسواعد كل مصري ومصرية.
وكان قد سقط عشرات الضحايا في اشتباكات بين معتصمي رابعة العدوية وقوات الأمن بجانب مئات المصابين.
فيما قال المهندس سيد خليفة، نائب رئيس حزب الوفد إن هذه المبادرة جاءت بدعم من شيخ الأزهر للقيام بدور الوساطة بين الجماعة والقوات المسلحة للوصول إلي حل وسط يرضي الطرفين.
وأضاف خليفة أن الحزب سيعقد لقاءات منفردة مع كل من الطرفين يليها اجتماع يجمع بعض قيادات الجماعة مع القوات المسلحة والرئيس المؤقت للاتفاق علي المبادرة للخروج من الأزمة.
وكشف مصدر داخل حزب النور أن المبادرة التي ستعرض علي قيادات جماعة الإخوان المسلمين والقوات المسلحة تتضمن الإفراج الفوري عن مرسي مع عدم عودته كرئيس للدولة مرة أخري، وإعداد خارطة طريق جديدة تتضمن العودة للعمل بالدستور الجديد لحين إجراء انتخابات برلمانية يتم بعدها إجراء تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية.
وأضاف المصدر أن الحزب سيعرض علي القوات المسلحة مبادرة الدكتور محمد سليم العوا مع حذف البند الأول منها والخاص بعودة الدكتور محمد مرسي للحكم وتفويضه لرئيس مجلس الوزراء في إدارة شئون البلاد.
من جانبه، رفض القيادي الإخواني صابر أبوالفتوح إقصاء عودة الرئيس من المبادرات التي سيتم طرحها علي الجماعة، مؤكداً أن الجماعة أعدت مبادرة من جانبها تتضمن عودة الرئيس وإلغاء حل مجلس الشوري وإعادة العمل بالدستور، وأنها لن تقبل التنازل عن أي من بنودها.
وأكد أبوالفتوح أنه لن يقبل بتقديم تنازلات في حالة عودة الرئيس في المقام الأول ومن بعدها يمكن الحديث عن أي إجراءات أخري.
نعي حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان قتلي أحداث شارع النصر والإسكندرية، وطالب بتحقيق فوري وعادل في أحداث العنف.
وأوضح أبو سعدة أن الحكم في مثل هذه الأحداث يتوقف علي من بدأ بإطلاق النار، فإذا كان الإخوان هم من بدأوا، فالرد علي إطلاق الرصاص بحق الدفاع الشرعي عن النفس، ولكن في حال كونهم تجمعاً سلمياً لا يجوز أن يتم إطلاق الرصاص عليهم.
وأكد أبو سعدة أن الإخوان علي مدار شهرين يهددون بالعنف ثم يأتون بعد ذلك يدعون للسلمية علي الرغم من أنهم يملكون السلاح فعلاً.
وأعرب الحقوقي نجاد البرعي عن أسفه وانزعاجه من أحداث شارع النصر التي أسفرت عن سقوط أكثر من 29 قتيلاً، مؤكداً أن الدم المصري كله حرام، ولابد من وجود حل لإيقاف سيل الدماء.
وطالب نجاد بضرورة اتباع القوانين في حالات فض الاعتصامات أو التظاهرات واتباع الإجراءات القانونية في استخدام السلاح.








