أوصى خبراء أمنيون مصريون بضرورة وجود إيجاد خط واضح للحكومة في تعاملها مع الإرهاب، وتغيير طريقة التعامل مع جرائمهم، والتصريحات الحكومية تجاه هذه الجماعات الإرهابية.
أسفر انفجار قنبلة بدائية الصنع، قبل ساعات قليلة، بالقرب من الكنيسة اللاتينية بشارع سعد زغلول بالسويس، عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح طفيفة، وأكد شهود عيان بالسويس، أن انفجاراً شديداً حدث داخل صندوق كبير للقمامة بشارع سعد زغلول، بالقرب من الكنيسة، ما آثار حالة من الفزع والرعب، كما فرضت قوات الشرطة كردوناً أمنياً حول موقع الانفجار.
وكانت موجة أخرى من التفجيرات قد توالت، مع العثور على قنابل وعبوات ناسفة بدائية قبل انفجارها، فقد شهد يوم الجمعة الماضي، بالتوازي مع تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين, خمسة حوادث من هذا النوع، حتى إن هذا اليوم حاز على لقب “جمعة القنابل”.
وكان انفجار قد وقع فجر الجمعة, بكمين ثابت للشرطة أسفل كوبري مسطرد، بمحافظة القليوبية جراء قيام مجهولين بإلقاء قنبلة من أعلى الكوبري على الكمين، ما أدى إلى إصابة مجندين ومدنيين وإتلاف عدد من السيارات التي كانت موجودة وقت الحادث.
وانفجرت قنبلة يدوية بدائية الصنع أسفل الكمين الأمني بمنطقة باسوس على الطريق الدائري والتابع لدائرة مركز القناطر الخيرية، بنفس المحافظة (القليوبية)، إثر قيام مجهول بتركها بجوار الكمين، وأسفر الانفجار عن تدمير سيارة الشرطة وغرفة الكمين، دون خسائر في الأرواح.
كما نجح خبراء المفرقعات، في إبطال مفعول قنبلة عثر عليها, تم لصقها بواسطة مغناطيس على خزان وقود سيارة للشرطة أمام قسم شرطة إمبابة بالقاهرة، لتفجيرها عن بعد.
وعثر أهالي حي العباسية بمدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان جنوب القاهرة على قنبلة داخل المعهد الأزهري الابتدائي، وتمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعولها، وتبين أنها قنبلة غاز يدوية.
العبوات الناسفة البدائية
اللواء دكتور إيهاب يوسف، الخبير الأمني وأمين عام جمعية الشرطة لإدارة مكافحة المخاطر الأمنية، أكد لـ”العربية.نت” أن “مثل هذه العبوات الناسفة والقنابل البدائية وراءها أسباب عديدة وأهمها، أن تنظيمي الإخوان المسلمين، و”الجماعة الإسلامية”، ليس لديهم أي مكاسب على الأرض لكي يبكوا عليها أو يخسروها، وبالتالي فهم يعملون الآن على تصدير فكره للمجتمع الدولي، أنهم مضطهدون ومقهورون داخل مصر”.
وأضاف اللواء يوسف، أنه “رغم سماعنا خلال العامين الماضيين عن دخول كميات كبيرة من السلاح المتطور إلى سيناء وداخل البلاد، إلا أننا نجد عبوات بدائية جداً تستخدم في التفجيرات وكأن هؤلاء الإرهابيين يبعثون برسالة يقولون إنهم بأقل سلاح يمكنهم زعزعة الأمن داخل البلاد.
ولمحاربة هذا النوع من الإرهاب العشوائي، أوضح اللواء يوسف عدة خطوات لابد من اتباعها، تبدأ بالتوعية وبكيفية التعاون بين المواطنين وجهاز الشرطة للتصدي لهؤلاء الإرهابيين، وأن تكون هناك قنوات للاتصال بين الشرطة والشعب.
ونبه اللواء على أهمية الاختراق المعلوماتي لهذه الجماعات الإرهابية، حتى يمكن التصدي لها، معرباً عن رفضه العمل بطريقة رد الفعل التي يتبعها جهاز الشرطة الآن.
وحث اللواء أجهزة الدولة على التواصل مع المنظمات العالمية والمجتمع الدولي، لاطلاعهم على حقيقة هذه الجماعات الإرهابية، وتوضيح الصورة لهم، ليتأكدوا أن هؤلاء ليسوا مظلومين، لكنهم مجرمون آثمون.
وأنهى اللواء يوسف تصريحاته مشدداً على ضرورة وجود خط واضح للحكومة في تعاملها مع هذه الجماعة الإرهابية، حيث إنه يرى خللا واضحاً وتخبطاً في التصريحات الحكومية تجاه هذه الجماعة الإرهابية، بما يعبر عن مواقف حكومية متناقضة من الإخوان، ومثل هذا التخبط يدفع المواطن بعيداً عن التعاون مع الحكومة ومساندتها .
الإعدام للإرهابيين
اللواء محمد عبدالفتاح عمر، الخبير الأمني، توقع لهذه الموجه من العنف والإرهاب أن تزداد خلال المرحلة القادمة، وأبدى لـ”العربية.نت” السبب من وجهة نظره، بأنه لا يوجد رادع قوي للإرهابيين المرتكبين لهذه الجرائم والحوادث التي تضر بالمجتمع.
واستنكر على المؤسسات الحكومية، أنها تعمل حسابا كبيرا في مواجهة الإرهاب للمجتمع الدولي، الذي يضع لافتة حقوق الإنسان كستار يتخفى وراءه لممارسة ضغوطه على المجتمعات العربية ومن ضمنها مصر.
وطالب اللواء عمر بتوقيع عقوبات الإعدام شنقا ورميا بالرصاص على هؤلاء الجناة الإرهابيين، ممن يثبت تورطهم في عمليات إرهابية، وأن يتم تسليط الضوء على تنفيذ هذه العقوبات إعلاميا، حتى تكون رادعاً لمن يفكر في إرهاب الوطن والمواطنين.
ولفت عمر إلى أن “الجماعات” بدأت مؤخراً في استئجار بلطجية، وعتاة إجرام، مقابل مبالغ مالية كبيرة للقيام بهذه الجرائم الإرهابية والتفجيرات والاعتداءات على رجال الشرطة، وخلص اللواء عمر إلى أن ما يحدث الآن هو شفافية مطلقة من جانب جهاز الشرطة، يواجهها إنكار مطلق من جانب الإرهابيين. على حد تعبيره.
