استجابت الشركات الكبرى بأمريكا الشمالية لنداء المستثمرين الذين يتشوقون إلى الأرباح، وأغدقت الشركات المدرجة فى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأمريكية على حملة الأسهم بأرباح ضخمة، فى غياب أى مؤشرات على أنها على وشك تخفيضها.
ويعد عام 2013 عاماً ناجحاً للأسهم الأمريكية، حيث تشير وتيرة توزيع الأرباح التى قد تسجل رقماً قياسياً، إلى عدم رغبة الشركات فى إعادة استثمار الأرباح، حيث اختار العديد منها إعادة بعض الفائض من النقدية إلى المساهمين.
بحسب صحيفة الفاينانشيال تايمز، فإن هذا الاتجاه له انعكاسات مهمة على تعافى الاقتصاد الأمريكى المشكوك فى استدامته.
قال كيت وارنى، خبير استراتيجى بإدوارد جونز، إن اتجاه الشركات نحو توزيع أرباح أعلى من المرجح ان يستمر.
أضاف وارنى: ”الشركات لديها وفرة فى النقدية فى ميزانياتها العمومية فضلاً عن تيقظ المستثمرين الذين يفضلون توزيع أرباح الاسهم ليكونوا أقل عرضة للتقلبات”.
فى المقابل، نجد أن الشركات التى استثمرت جزءا كبيرا من أرباحها فى زيادة حجم أعمالها، كما هو الحال فى قطاعات التعدين والمعادن والطاقة، قد أزعجت مستثمريها، نظرا للشكوك التى تحوم حول توقعات نمو الاقتصاد الأمريكى على المدى الطويل، ما يفسر أيضا سبب تراجع الأداء فى الأسواق الناشئة التى تقودها توقعات النمو بشكل رئيسي.
قال فادم زلوتنيكوف، كبير استراتيجيى السوق فى شركة اليانس بيرنستين: ”تتأرجح الأسواق بين نقيضين من وقت إلى آخر، وعدم اليقين حيال من سيقود النمو الاقتصادى فى المستقبل يعنى أن الافضلية ستكون للشركات التى تعيد النقدية إلى حملة الأسهم”.
أضاف زلوتنيكوف أن هذا الأمر سيتغير بمجرد وضوح هوية مصدر النمو فى المستقبل، أو حتى نرى ارتفاعاً فى معدلات تضخم السلع والخدمات مما يتيح للشركات فرصة رفع الأسعار.
ويعد توزيع الأرباح سياسة ناجحة حتى الآن لدفع المستثمرين المترددين إلى شراء الأسهم عالية المخاطر، حيث بدأ الاقتصاد الأمريكى فى التعافى من ركود ما بعد الأزمة المالية.
وفى ظل حذر الفيدرالى الأمريكى بشأن الاقتصاد والحفاظ على تراجع أسعار الفائدة طويلة الأجل، يبدو أن النزعة نحو توزيع الأرباح باتت أمراً راسخاً.
وفقا لبيانات بنك أوف أمريكا ميريل لينش، شهدت صناديق السندات وصناديق الاستثمار هروب 15 مليار دولار من رؤوس الأموال منذ مايو الماضى، عندما أثار البنك المركزى الأمريكى احتمالية تقليص برنامج شراء السندات، فى حين شهدت صناديق الاسهم تدفقات رأسمالية بلغت 3 مليارات دولار خلال تلك الفترة.
قال بارى ناب، كبير استراتيجيى الأسهم فى بنك باركليز، إن بيئة النمو ستتحسن على المدى القريب ولكن ليس بالقدر الذى سيغير ديناميكية تلك الشركات، وأعتقد أن تستمر استراتيجية توزيع الأرباح على الأقل حتى العام المقبل.
لم يتغير الأمر بالنسبة لشركات مايكروسوفت وفيليب موريس وكروجر وتكساس انسترامنتس وفيريزون وماكدونالدز التى تزيد من توزيعات أرباحها.
قال هوارد سيلفربلات، محلل لدى ستاندرد آند بورز، :”توزع الشركات أرباحا أكثر من أى وقت مضى، ولكن مقارنة بأرباحها فإنها لا تدفع شيئا”.
تتمتع الشركات بوفرة قياسية فى النقدية بميزانياتها العمومية مع تخصيص جزء من رأس المال لاستخدامه فى توظيف المزيد من العمالة وتوسيع عملياتها التجارية.
بلغ إجمالى الأرباح التى وزعتها الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو %2.1 وأقل من أرباح سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنحو 50 نقطة أساس.








