مخاوف من وقوع «تومبينى» تحت ضغط سياسى لتقليص برنامج التدخل لرفع قيمة العملة
عندما أطلق الكسندر تومبيني، محافظ البنك المركزى البرازيلي، عنان سياسته الصارمة التى ترمى إلى التعامل مع مشكلة تراجع قيمة العملة التى اجتاحت الأسواق الناشئة، فلابد وأن البنوك المركزية الأخرى فى الدول المتعثرة قد نظرت بعين الحسد إلى البرازيل.
سمحت المشتقات المالية الضخمة فى البرازيل لتومبينى بالتدخل فى العملة من خلال المقايضة مما ساعد الريال البرازيلى الذى تراجع بنسبة %15 منذ بداية هذا العام على ادراك خسائره سريعا.
ولكن ثارت التساؤلات الآن حول ما اذا كان برنامج محافظ البنك المركزى ناجحا إلى حد كبير، فقد عادت قيمة الريال البرازيلى إلى 2.17 مقابل الدولار، اى ارتفعت بنسبة %12 فى اغسطس الماضي، ما أدى إلى انتشار الشائعات فى السوق بوجود توترات بين البنك المركزى ووزارة المالية التى تريد عملة أضعف لتساعد الصناعة الواهنة فى البرازيل على الانتعاش.
قال تونى فولبون، خبير اقتصادى لدى شركة نومورا، دائما ما يكون هناك جانب يريد تضخم اقل وجانب آخر يريد تنافساً أقوي.
كان من المستحيل تخيل مثل هذا الجدال فى اغسطس الماضى عندما كان المستثمرون يفرون من الأسواق الناشئة على خلفية احتمالية قيام الاحتياطى الفيدرالى الامريكى ببدء تقليص برنامجه التحفيزى الضخم الذى غذى نمو هذه الأسواق.
كما يبدو ان تداعيات الكارثة السياسية فى الولايات المتحدة بشأن رفع سقف الدين من شأنها ان تؤدى إلى تأجيل تقليص برنامج التيسير الكمى على الاقل حتى اوائل عام 2014، مما دفع المحللين لتوقع إحياء عملية الاقتراض بفائدة منخفضة بعملات الاسواق الناشئة.
ويعد تأجيل تقليص برنامج التيسير الكمى للاحتياطى الفيدرالى بمثابة هدنة مؤقتة مرحب بها بالنسبة لبعض البلدان الناشئة، حيث سيمنح صانعى السياسة فى الهند واندونيسيا، على سبيل المثال، مزيدا من الوقت لاقناع المستثمرين بأن الاصلاحات الهيكلية لتضييق عجز الحساب الجارى وتحرير أسواق رأس المال جارية.
بينما سوف يكون البعض اقل حماسة لرؤية فيضان جديد من القروض الرخيصة، يرى المتداولون أن البنك المركزى فى كوريا الجنوبية يتدخل بقوة لمنع الارتفاع السريع لقيمة الوون مقابل الدولار.
يواجه الكسندر تومبيني، محافظ البنك المركزى البرازيلى معضلة من نوع خاص، حيث انه الزم نفسه، بمقتضى برنامج تدخله لرفع قيمة العملة، بمزادات مقايضة العملة يوميا ومبيعات ريبو أسبوعية على الاقل حتى نهاية العام الحالي.
ومع تعليق الحد من برنامج التيسير الكمى قال المحللون لدى بنك باركليز إن استراتيجية البنك المركزى البرازيلى المعلنة مسبقا ببيع المشتقات المالية لم تساعد فقط على احتواء وتيرة تراجع العملة بل زادت ايضا من الضغوط للحفاظ على قوة العملة.
اثار الاجتماع الذى انعقد يوم السادس عشر من الشهر الجارى بين جويدو مانتيجا، وزير المالية البرازيلي، وديلما روسيف، رئيس البرازيل، التكهنات بأن يقع البنك المركزى تحت ضغط سياسى لتقليص برنامج تدخله، فعندما تأخر البنك المركزى هذا اليوم عن اعلان خططه لمزاد المقايضة، تراجعت قيمة الريال بشكل حاد مما اوضح مدى حساسية السوق لاى تلميح بتغيير السياسة.
تعد قيمة الريال الاقوى بالنسبة للبنك المركزى سلاحا قويا فى محاولات احتوائه لمعدلات التضخم التى تزيد أو تنخفض بنسبة %2 عن النسبة المستهدفه له التى تبلغ %4.5.
رفع تومبينى اسعار الفائدة مرارا وتكرارا لمعالجة مشكلة التضخم الا انه تم التصدى لها بسياسات التحفيز المالى من قبل الحكومة التى تحتاج إلى تحفيز النمو والوظائف قبيل الانتخابات العام المقبل.
قالت فلافيا كاتان ناسلاوسكي، خبير استراتيجى فى ار بى اس، سواء ما كان هناك خلاف بين البنك المركزى ووزارة المالية، فهم فى الواقع فى حاجة إلى احتواء التضخم والبنك المركزى وجد طريقه للقيام بذلك من خلال سعر الصرف.








