مواطنون: الحكومة فشلت فى حل الأزمة بـ«الديلفرى» و«الكروت الذكية»
فشلت الحكومة حتى الآن فى حل أزمة أسطوانات البوتاجاز على الرغم من تصريحات المسئولين بوزارتى التموين والبترول عن قرب انفراج الأزمة.
من جانبها، نفت وزارة التموين والتجارة الداخلية مسئوليتها عن أزمة أسطوانات الغاز مشددة على دورها الرقابى فقط، وذلك وسط تفاقم الأزمة فى محافظات الصعيد.
وقال الدكتور محمد أبو شادى، وزير التموين والتجارة الداخلية إن دور الوزارة فى أزمة البوتاجاز، التى أوشكت على الانتهاء مراقبة نشاط المستودعات فى بيع الأسطوانات ومتابعة ما تقوم بضخه وزارة البترول من غاز.
وأشار إلى أن الجهود التى قام بها مفتشو ومباحث التموين على مستودعات البوتاجاز فى جميع المحافظات لضبط المتاجرين باسطوانات البوتاجاز خلال الفترة الماضية أسفرت عن تحرير 1089 قضية لمستودعات بوتاجاز مخالفة وضبط 18 ألفاً و285 أسطوانة بوتاجاز منزلى وتجارى مهربة للبيع فى السوق السوداء.
وميدانياً رصدت «البورصة» استمرار الأزمة، فقد استنكر شعبان فريد، مدير مصنع السخنة لتعبئة أسطوانات البوتاجاز موقف شركة بتروجاس التى تقوم بتسليم معظم إنتاجها إلى مصانع القطاع العام فقط.
وأضاف فريد أن حصة المصنع تبلغ 161 ألف طن يومياً، ولكن نظراً لتزايد الأزمة فإنها تضطر إلى طرح أكثر من 261 ألف طن للمتعهدين وتحسب من مخزونها، وبالرغم من ذلك فإن بتروجاس لا تقوم بتعويضه فى حين قيامها بضخ كميات إضافية إلى مصنع عجرود فى المحافظة والتابع للقطاع العام.
وكشف تيسير عبدالفتاح، رئيس حى جنوب الجيزة فى تصريح خاص لـ«البورصة» أنه تم الدفع بـ 40 عربة فى المناطق التى تعانى من الأزمة كمنطقتى المنيب والأصبجى، على أن تحمل كل عربة 400 أسطوانة بوتاجاز فى إطار سعى المحافظة إلى القضاء على الأزمة، موضحاً أن الحى لا يعانى بصورة كبيرة من أزمة البوتاجاز، نظراً إلى وجود الغاز الطبيعى فى بعض المناطق.
وأضاف عبدالفتاح أن بعض سكان مناطق الحى التى لا يصل إليها الغاز الطبيعى يستخدمون أسلوب الإرهاب للحصول على أسطوانات البوتاجاز، مما يتسبب فى اندلاع اشتباكات، لافتاً إلي أن الكثيرين يشترون أسطوانات إضافية تخوفاً من الأزمة الحالية.
وأشار إلى أن مديرية التموين تبذل مجهودات بالتنسيق مع المحافظة لشن حملات تفتيشية على المستودعات بالمنطقة وضبط تهريب البوتاجاز، وتمكنت بالفعل من ضبط عربة تحمل 290 أسطوانة بالمنيب لتهريبها إلى السوق السوداء وبيع الأسطوانة مقابل 40 جنيهاً.
وقامت «البورصة» بجولة على مستودعات متفرقة فى محافظة الجيزة، وفى البداية أمام مستودع أنابيب المنيب، قالت صابرة حسن «ربة منزل» إنها تأتى منذ 3 أيام حتى تحصل على أنبوبة ولكنها فشلت، وذهبت إلى البيت لإحضار بطانية حتى تحميها من البرد القارس، قررت أن تمكث بعد الفجر أمام المستودع حتى يتسنى لها الحصول على الأنبوبة، موضحة أنها لا تملك أن تشترى الأنبوبة بـ 40 جنيهاً.
وأضاف أحمد شتى «مهندس» أن الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة هو غياب الرقابة الأمنية والتموينية عن المستودعات، حيث يقوم أصحابها ببيع معظم الحصة للباعة وتجار السوق السوداء، مما أدى إلى وصول سعر الأسطوانة إلى 40 و50 جنيهاً.
وأوضح أشرف فتحى «موظف» أنه اضطر إلى عدم الذهاب إلى عمله لكى يشترى أنبوبة بوتاجاز من مستودع البدرشين، مؤكداً أن المستودع يبيع الأسطوانة بـ 10 جنيهات، فى الوقت الذى يستغل فيه الباعة الجائلون الأزمة ويبيعونها بـ 40 و50 جنيهاً.
وأشارت مديحة النجار «ربة منزل» إلى أن الحكومة فشلت فى توفير أبسط حقوق المواطنين فى توفير أسطوانة بوتاجاز، موضحة أنها احتارت بين خدمة «الدليفرى» وخدمة «الكروت الذكية» وكلاهما فشل.
وقال سامى عزيز، وكيل وزارة التموين ببنى سويف إن الأزمة بدأت بعد العيد نتيجة انخفاض حجم الواردات، مشيراً إلى أن المحافظة كانت تستقبل 22 إلى 23 ألف أسطوانة يومياً فى الوقت الذى تستهلك فيه نحو 33 ألف أسطوانة ما أدى إلى تراكم المشكلة، التى بدأت تجد طريقها للحل بعد زيادة الحصة اليومية بمعدل 5 آلاف أسطوانة.
وأشار إلى قيام بعض المواطنين بالاتجار فى الأسطوانات فى السوق السوداء، إضافة إلى تخزين الكثيرين لأكثر من أسطوانة خوفاً من نقصها فى أى وقت، مما أدى إلى تراكم المشكلة.
وأضاف مجدى سليم، وكيل وزارة التموين بأسيوط أن الأزمة ستنتهى خلال أسبوعين بعد زيادة الحصة اليومية بمعدل 3 آلاف أسطوانة، لافتاً إلى زيادة معدلات التوزيع اليومية من 53 ألفاً إلى 57 ألف أسطوانة لمواجهة النقص الذى يعانى منه السوق.
توقع شمس الدين محمد يوسف، وكيل وزارة التموين بسوهاج انتهاء الأزمة خلال أسبوع بعد زيادة ضخ عدد الأسطوانات اليومية إلى 50 ألف أسطوانة، التى تكفى معدلات اليومية للمواطنين، مشيراً إلى استقبال المحافظة حوالى 30 ألفاً فقط يومياً طوال الأسابيع الماضية، الأمر الذى خلق نوعاً من السوق السوداء بالمحافظة.
من جهته، قال المهندس عادل الشويخ، رئيس مجلس إدارة بتروجاس إن الشركة تضخ بمعدل 1.1 مليون أسطوانة يومياً، وذلك بدلاً من 900 ألف خلال الأيام الماضية، مؤكداً أن الشركة مستمرة فى زيادة كميات الأسطوانات التى تضخ للسوق المحلى منذ الأسبوع الماضى وحتى انتهاء الأزمة.
وأرجع الأزمة إلى تأخر دخول شحنات البوتاجاز إلى مصر خلال الأسبوع الماضى، وقيام الوسطاء بيع الأنابيب إلى موزعين خارج المناطق المخصص لها تلك الكميات.








