توقعات بتراجع أسعار الذهب والطاقة 15% الأشهر المقبلة
بعد عامين من احتلال السلع قائمة أسوأ الأصول أداءً، ليس من الغريب أن يشعر مديرو صناديق الاستثمار بالسلع بأنهم غير مرغوبين.
ولم يعد خبراء «وول ستريت» متحمسين للبترول والمعادن والحبوب مع تلاشى الانتعاشة التى دامت عشر سنوات، ويتردد المستثمرون فى تخصيص المزيد من الاستثمارات فى تلك الأصول، وبعضهم يخطط للخروج من هذا السوق.
وخروجهم لن يؤثر فقط على مصائر مديرى الصناديق وإنما على أسواق العقود الآجلة حيث يشكل المستثمرون طويلو المدى الذين يراهنون على ارتفاع الأسعار حصة كبيرة من عدد العقود الآجلة.
واكتسبت السلع زخما على مدار العقد الماضى لأنها قدمت ثلاث فوائد للمستثمرين، حيث ساعدت على تنويع المحفظة الاستثمارية، وقدمت عائدات مثل الأسهم، كما وفرت حماية من الصدمات التضخمية.
لكن الأزمة المالية العالمية قوضت وما تبعها من مرحلة التعافى حالة التنويع فى محافظ الاستثمار، لأن مؤشرات السلع ومؤشرات الأسهم تحركت معا وفقا للمخاطر العالمية.
ولكن هذا الارتباط تفكك فى 2013، فى صالح الأسهم حيث انخفض مؤشر «داوجونز – يو بى إس» للسلع بنسبة %10 هذا العام، بينما حقق مؤشر «FTSE» لجميع الأسهم العالمية أرباحا بنسبة %16.4.
وعندما تبنت البنوك المركزية برامج التيسير الكمى لتحفيز النمو، حذر مديرو صناديق السلع من العواقب التضخمية، وبعد 5 سنوات، ترتفع أسعار المستهلك فى الدول الغربية بنسبة سنوية %1.3، طبقا لمنظمة التعاون الدولى والتنمية.
وأدى ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا لأعلى مستوياتهما على الإطلاق إلى اندفاع الفلاحين حول العالم إلى زراعتهما بكثرة مما أدى إلى انخفاض أسعار الحبوب، وهذا العام هبطت أسعار 15 سلعة من بين 24 سلعة المدرجة فى مؤشر «ستاندرد آند بورز جى إس سى آى» للسلع، مقارنة بخمس سلع فقط العام الماضي.
وفقدت بنوك وول ستريت حماستها تجاه السلع حتى البنوك التى لطالما كانت متفائلة بشأن السلع، وقال بنك باركليز إن العائدات من سوق السلع سوف تبقى منخفضة لبعض الوقت، وتوقع جولدمان ساكس أن يشهد السوق انخفاضات كبيرة بأكثر من %15 للذهب والنحاس والحديد وفول الصويا، مضيفا أن مخاطر انخفاض الأسعار فى قطاع الطاقة تتنامى.
وقال فرانسيس هادسون، استراتيجى فى شركة «ستاندرد لايف إنفستمينت» الذى يدير أصولاً بقيمة 290 مليار دولار، لجريدة الفاينانشيال تايمز إن السلع ليست أصلاً تحوطياً عظيماً ضد التضخم، كما أنها ليست ملاذا آمناً.
وقام بنك باركليز بمسح على 912 صندوق تحوط ومدير صناديق استثمارية وشركات تداول سندات الشركات، ولم يتوقع سوى 65 منها فقط أن تقدم السلع أفضل عائدات خلال الثلاثة أشهر المقبلة، بينما اختارت الأغلبية الاستثمار فى الأسهم.