قال حسن محمد الشاعر استاذ المراعى و الانتاج الحيوانى و مدير مشروع الزراعة الملحية و خبير بمنظمة الفاو لتدبير المخلفات الزراعية ، ان المشكلة فى مصر تتمثل فى التصحر و الجفاف و التملح و هناك 3 مليون فدان سوف يتم استبعادهم من الرقعة الزراعية بسبب الملوحة، لذلك يجب الخروج إلى الصحراء و ترك الوادى للعمليات الزراعية.
تعتبر مصر بيئة هامشية غير مستغلة و على رأسها الصحراء الغربية بما تحويه من موارد طبيعية هائلة غير مستغلة، و من ضمن الطاقات التى يجب اللجوء عليها هى الوقود الحيوى لان كافة المحركات الحديثة تعتمد على الوقود الحيوى، و الذى يتم انتاجه من النبات و الحيوان، و هناك نوع يسمى ايثانون بايولوجى من النشا و السكر و الذى يواجه انتقاد كبير فى الشرق الاوسط، أما النوع الاخر فالزيت البايوليجى الذى يتم انتاجه من البذور المختلفة، و هناك دوافع كثيرة لانتاج الوقود الحيوى خاصة فى مصر .
هناك جيلين من الوقوع الاول من النشا و السكر و يحتاج انزيمات متخصصة لانتاجه و هو مرفوض على مستوى العالم لانه يأتى على حساب الفقراء لانه يشاركهم فى غزاءهم و 231 كيلو جرام درة ينتج 13 لتر ايثانول و هذه الكمية تكفى لوجبة طفل فقير فى العام، اما الجيل الثانى يعتمد على تحويل بقايا النباتات الملحية و الذى لا يتغذى عليه لا الانسان و لا الحيوان و يمكن زراعته فى اراضى غير صالحة لزراعة أى شئ و من الممكن ان يتم انتاجه من المخلفات الزراعية، و المتاح لدينا من المخلفات الزراعية العضوية 440 مليون طن سنوى حول العالم و فى مصر لا توجد احصائيات ثابتة تبدأ من 30 مليون طن .
و هناك مشكلة تتمثل فى تكاليف انتاج الوقود الحيوى من المخلفات الزراعية و يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة حاليا، و لا يبقى سوى انتاج الوقود الحيوى من النباتات الملحية و التى لا يجب ان تنافس النباتات العادية و لا يجب ان تروى بمياه تصلح للزراعة و لا يجب ان تزرع فى اراضى صالحة للزراعية و تكلفتها منخفضة و لا تتطلب تكنولوجيات نادرة، غير ان هناك منها نباتات حولية تستغرق 3 شهور فقط ثم يتم حصادها فى انتاج الطاقة .
النباتات الطبيعة المتواجدة على شواطئ البحر الاحمر و البحر المتوسط يوجد نحو 20 نوع نبات و تم تدميرها فيما قبل و حاليا يتم البحث عن تلك النباتات و بذور تلك النباتات لتنميتها و استخدامها فى انتاج الوقود الحيوى، و تلك النباتات تبحث عنها كافة الدولة و لدى مصر وفرة كبيرة منها و يتم استخدامها ايضا فى انتاج الاوراق و الالياف و الادوية و ليس الوقود الحيوى فحسب .
نبحث فكرة انشاء مركز للزراعات الملحية و الذى لديه ما يسمى بنك الجينات الوراثية و الذى يتم خلاله حفظ كافة البذور الوراثية لمئات السنين و قد حاول الكثيرون اثناء الانفلات الامنى اقتحامه للحصول على تلك البذور الهامة و النادرة، كما انه تم زراعة 10 الاف فدان من نحو 50 الف فدان فى منطقة سهل الطينة رغم ان اهالى المنطقة تستخدم تلك المناطق فى زراعة الاسماك رغم انها غير مخصصة لذلك و هى اراضى غير صالحة للزراعة، كما أن لدينا وفرة كبيرة من نبات البوص الذى يستخدم فى انتاج الوقود الحيوى و تبحث عنه كافة الدول و لا تروى الا بمياه الصرف الصحى .
ساهمت فى انشاء معهد انتاج الوقود الحيوى بباكستان و اصبحت من الدول الرائدة فى انتاج الوقود الحيوى، و مع ذلك لم تخطو مصر اى خطوة نحو مجال الوقود الحيوى رغم توافر كافة الامكانيات لديها .