فى حين تغيب مدن الشرق الأوسط عن القائمة التى أعدتها مؤسسة «نيو وورلد ويلث» لأهم المدن فى العالم من حيث عدد الأثرياء، تشير التوقعات إلى أن المنطقة ستشهد زيادة بمقدار %37 فى عدد الأغنياء بحلول عام 2023 ولابد أن مدناً مثل دبى والدوحة ستنال حظها من تلك القائمة عما قريب.
يظل شغف الناس بجمع المال حقيقة مؤكدة حتى فى أحلك الأزمنة وأشدها اضطراباً، فقد سجل العام 2012 رقماً قياسياً فى عدد الأثرياء بلغ 12 مليوناً، وذلك وفقاً لتقرير «وورلد ويلث» لعام 2013، إذ ازداد عدد الأغنياء الذين يملكون ثروة قابلة للاستثمار مجموعها مليون دولار أو أكثر بمعدل %9 كما تستمر الأرقام بالارتفاع فى ظل توقعات بأن يصل المقدار الإجمالى لثروات أغنى أفراد العالم إلى 55.8 تريليون دولار بحلول العام 2015، لكن الواقع يفرض على معظمنا أن يبقى الحلم بعيش حياة الثراء مجرد حلم، فالتقرير الذى أعدته مؤسسة «كاب جيمينى» الاستشارية والبنك الملكى الكندى لا يرصد الحقيقة سوى أقل من %2 من السكان الراشدين فى العالم، أين توجد صفوة الأثرياء فى العالم إذن؟ على ما يبدو أنها ليست فى الشرق الأوسط.
لقد أتاحت البحوث المتعلقة بمجتمع أثرياء العالم لمؤسسة «نيو وورلد ويلث» الاستشارية فى جوهانسبرج أن تنشئ قائمة بأهم مدن العالم التى تضم الأثرياء لعام 2013، لكنها لم تشمل أى مدينة عربية من بين المدن الـ 30 التى وصلت إلى القائمة، كان هناك 12 مدينة آسيوية و10 أمريكية و8 أوروبية، فى حين احتلت لندن المرتبة الأولى إجمالاً، تستضيف العاصمة الإنجليزية عدداً ضخماً من الأغنياء يبلغ 339.200 مليونير، وتتلوها بفارق ضئيل مدينة نيويورك بواقع 300.100 مليونير، لكن رغم أن المدينة البريطانية تنال الصدارة من حيث عدد الأثرياء، تهيمن الولايات المتحدة على عدد من المدن فى القائمة، إذ إن هناك 7 مدن أمريكية تضم ما مجموعه 3.73 مليون فرد من بين الأغنى فى العالم.
مع ذلك، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التى تشمل إيران وتركيا بموجب بحوث «نيو وورلد ويلث»، تحوى عدداً لا بأس به من الأغنياء، فعدد سكان مدينة لندن المتصدرة للقائمة يتعدى 8 ملايين شخص، مقارنة بـ 2.1 مليون نسمة فقط فى دبى، لكن المدينة الإماراتية تحتضن عدداً لافتاً من الأثرياء يبلغ 26 ألفاً. من جهة أخرى، تضم دولة قطر بكاملها عدداً مماثلاً من السكان وتحتضن 22 ألف مليونير يتركزون فى العاصمة الدوحة.
بالنظر إلى المستقبل، وفى ظل استمرار النمو السريع للعديد من اقتصادات البلدان العربية، يتوقع أندرو أمويلز، كبير المحللين فى مؤسسة نيو وورلد ويلث، أن يصل عدد من مدن الشرق الأوسط بفضل أثريائها إلى مراتب متقدمة فى القائمة فى المستقبل القريب.
ويوضح بالقول: نتنبأ أن يزداد عدد الأثرياء فى أسطنبول بمعدل %38 خلال السنوات الـ 10 المقبلة وصولاً إلى عام 2023، ووفقاً لأمويلز، من المتوقع أن ينمو عدد الأثرياء فى دبى بنسبة تتخطى %25 خلال الفترة ذاتها، فيما تشير التكهنات إلى أن إيران ستشهد الزيادة الأكبر بنمو مقداره %66، كما يتوقع أن يزداد عدد المليونيرات فى الشرق الأوسط إجمالاً بواقع %37 لعل غالبيتنا لن تتمكن من الوصول إلى القائمة، لكن مع تبقى عقد من الزمن تقريباً على تحقق نبوءات «نيو وورلد ويلث» لا يزال هناك أمل!








