إشغالات فنادق الأسكندرية وقرى الساحل الشمالي كاملة العدد والأسعار ترتفع 30%
القاضي : تحسن مؤشرات النشاط السياحي يدل على تحسن الأوضاع الأمنية في الدولة
محيى الدين : المحافظة تشهد نقص شديد في حجم الطاقة الفندقية
يوسف : بدء توافد السياحة الأجنبية للأسكندرية لأول مره منذ 2011
الاسكندرية وساحلها الشمالي لطالما مثلت مقصد المصطافين من كافة محافظالت مصر ،إلا أن حركة السياحة بها عانت خلال السنوات الثلاث الماضية من ركود شديد نتيجة لإنهيار الأوضاع الأمنية وإنتشار ظاهرة البلطجة على شواطئها في حين جاء موسم الصيف الحالي ليلقي بطوق النجاة للنشاط السياحي الذي يعد أحد أهم الانشطة الاقتصادية في المحافظة .
وقد أجمع العاملون في النشاط السياحي على نجاح الموسم الحالي على تحسين مؤشرات النشاط السياحي على الرغم من إرتفاع أسعار الخدمات السياحية خلال الموسم الحالي إلا أن فنادق وشواطئ المحافظة وكذلك قرى الساحل الشمالي وصلت إلى نسب الإشغال الكاملة وحتى نهاية الموسم الصيفي ،مؤكدين على إحتياج المحافظة الشديد إلى زيادة الطاقة الفندقية بها .
من جانبه أشار المهندس مدحت القاضي نائب رئيس مجموعة كادمار أن النشاط السياحي من أكثر الانشطة الاقتصادية التي تضررت خلال فترة الإضطرابات الأمنية حتى أن العديد من العاملين في ذلك المجال تعرضوا للإفلاس وغلق أعمالهم .
وأكد على تحسن مؤشرات النشاط السياحي في الأسكندرية أهمها وصول حجوزات الفنادق إلى نسب الإشغال الكاملة وحتى بدايات شهر سبتمبر المقبل بالإضافة إلى تزايد أعداد السياحة الخارجية خاصة العرب والخليجيين خاصة في الفنادق على طرق الكورنيش كما يمتلك العديد منهم شقق سكنية ومصايف بالأسكندرية .
كما لفت إلى بدء عودة نشاط سفن الرحلات “الكروز” الوافدة من أوربا لميناء الأسكندرية خلال شهر أكتوبر المقبل وذلك بعد أن ألغت رحلاتها إلى مصر منذ عام 2011 ،مؤكدا أن إعادة وضع الاسكندرية على خريطة رحلات الكروز بعد رفع أغلب الدول الأوربية حظر السفر إلى مصر يدل على تحسن الأوضاع الأمنية في الدولة .
وأضاف أن سياحة الكروز من أكثر الأنشطة المربحة للدولة والتي لا تحتاج إلى طاقة فندقية لإستيعاب السائحين الذين يقيمون في المركب ،لافتا إلى أن أعلى معدلات حققتها ميناء الأسكندرية وصلت إلى نحو 500 ألف سائح قبل ثورة 25 يناير وكانت تستعد لإستقبال أعداد أكبر خاصة وأن الميناء لديه إمكانيات وبنية تحتية تؤهله لإستقبال أعداد ضخمة من تلك الرحلات .
وأشار إلى زيادة أعداد المنشآت السياحية من المطاعم والكافيتريات كما أن الإهتمام مؤخرا بالبنية التحتية والطرق يساعد في تحسين الشكل العام للمحافظة وإستعادة رونقها ،في حين تحتاج الأسكندرية إلى زيادة أعداد المنشآت الفندقية التي تشهد نقص شديد ،لافتا إلى أن عدد من المستثمرين الأجانب أبدوا إهتمامهم بضخ إستثمارات جديدة في النشاط السياحي .
أن إرتفاع أسعار الخدمات السياحية لا يؤثر على النشاط لإعتبار مصر من أرخص المقاصد السياحية في العالم كما أن أسعار الفنادق تنخفق نسبيا حتى بالمقارنة مع الدول العربية المحيطة حتى أنه هناك مجال كبير لتحريك الأسعار مسبقلا بما لا يؤثر على حركة السياحة التي يعد عنصر الأمان هو المحرك الرئيسي لها .
كما أكد وسيم محي الدين رئيس مجلس إدارة مجموعة سان جيوفاني السياحية أن متوسط نسب إشغالات فنادق الأسكندرية خلال موسم الصيف الحالي تخطى 90% بينما وصل إلى 100% لقرى وفنادق الساحل الشمالي كما شهدت شواطئ الأسكندرية والساحل الشمالي إقبالا ملحوظا مقارنه بالأعوام القليلة الماضية .
وأضاف محي الدين أن الموسم الحالي إستطاع تعويض خسائر النشاط السياحي في محافظة الأسكندرية و الأزمات التي مر بها خلال الثلاث أعوام السابقة والتي لم يتعدى نسب الإشغالات خلالها 50% وخاصة خلال العام الماضي الذي شهد سلسلة من الإضطرابات السياسية والأمنية بداية من ثورة 30 يونية وحتى فض إعتصام رابعة بالإضافة إلى المسيرات والمظاهرات التي قضت تماما على الموسم الصيفي .
وأشار إلى أن الشهر الحالي يشهد أعلى نسب الإشغالات خلال العام ،متوقعا أن تنخفض تلك النسب قليلا بحلول شهر سبتمبر إستعدادا لبداية الدراسة على الرغم من إعتباره أفضل شهور العام من حيث درجات الحرارة ودرجة نقاء المياه .
وأوضح أن الأسكندرية بدأت مؤخرا في جذب فئات السياحة الشعبية بينما تتجه الفئات الأعلى إلى الساحل الشمالي على الرغم من نقص أعداد الفنادق وإعتماده على القرى السياحية والفلل والمنتجعات ،لافتا إلى أن تراخيص قرى الساحل الشمالي تم إصدارها وفقا لمواصفات وزارة السياحة التي تقضي بإنشاء فنادق مساوية لمساحة الجزأ السكني الذي يتم إقامته إلا أنها لم تلتزم بتلك الإشتراطات مما خلق أزمة نقص في أعداد الفنادق في الساحل الشمالي .
ولفت إلى ان عودة النشاط إلى القطاع السياحي أظهر حاجة المحافظة إلى تطوير القطاع السياحي بها لا سيما قطاع الفنادق الذي يعاني من نقص شديد ففي الوقت الذي تحتاج فيه الأسكندرية إلى ما لا يقل عن 10 ألاف غرفة فندقية لا يتعدى المتوافر منها حاليا سوى نحو 4 ألاف غرفة تتراوح من مستوى نجمة حتى 5 نجوم ،كما قدر الطاقة الفندقية التي يحتاجها الساحل الشمالي من 5 ألاف إلى 6 ألاف غرفة فندقية بينما لا يتعدى المقام منها حاليا 500 غرفة فقط .
وأكد أن محافظة الأسكندرية مازالت تمتلك عدد من المواقع المميزة التي يمكن إستغلالها في مشروعات منشآت فندقية أهمها موقع مسرح السرايا التابع لمحافظة الأسكندرية على البحر مباشرة في منطقة جليم وتصل مساحته إلى حوالي 15 ألف متر ،بالإضافة إلى أرض كوتة على مساحة 20 ألف متر بالشاطبي .
وأضاف أنه بإنتهاء موسم الصيف ستبدأ فنادق الأسكندرية الإستعداد لحجوزات المؤتمرات والمعارض التي تتميز بها المحافظة خلال موسم الشتاء والتي إنحصرت بشكل كبير خلال فترة الإضطراب السياسي إلا أنه من المتوقع أن تستعيد سياحة المؤتمرات نشاطها خلال موسم الشتاء المقبل .
بينما أشار محمد يوسف رئيس مجلس إدارة شركة رمسيس للسياحة أن نسب إشغالات الفنادق حاليا وخاصة بعد شهر رمضان الماضي تصل إلى 100% محققه إرتفاع ملحوظ مقارنة بموسم الصيف الماضي .
ولفت إلى أن محافظة الأسكندرية قد إستقبلت خلال الموسم ما لا يقل عن 3 ملايين مصيف مصري وذلك على الرغم من إرتفاع أسعار الخدمات السياحية بدءا من أسعار الغرف الفندقية التي زادت بنسبة تتراوح من 20% إلى 30% وأسعار المطاعم من 30% إلى 40% وحتى زيادة تعريفة النقل السياحي بنسبة تصل إلى 50% خلال الموسم الحالي .
وتابع يوسف أنه جائت على رأس قائمة أسعار غرف الفنادق بالأسكندرية فندق الفورسيزن الذي رفع أسعار الغرفة به من 400 إلى 500 دولار بزيادة تقارب 30% عن العام الماضي .
وأوضح أن أهم ما يميز الموسم الحالي بدء توفد بعض المجموعات من السياح الأجانب من القاهرة في رحلات اليوم الواحد وذلك بعد توقفها دام على مدار الثلاث سنوات الماضية ،متوقعا تحسن معدلات الإقبال خلال موسم السياحة الخارجية الذي يبدأ من الشهر المقبل ويستمر لمدة 3 أشهر .
