التنسيق مع «السياحة» و«الآثار».. وتعويض الملاك حال اكتشاف آثار ..و السكان يوافقون على خطة التطوير والانتقال إلى أماكن بديلة
د. ليلى إسكندر: إزالة 850 وحدة بالمنطقة الأولى وتوفير قطعتى أرض أوقاف للأهالى
على عبدالرحمن : انتهينا من إعداد دراسة لتطوير المنطقتين وتتم مناقشة التعويضات
كبير مفتشى منطقة الأهرامات: حملة تطوير المنطقة لن تلائم جميع السكان
رئيس قطاع المتاحف: نقل المساكن مسافة كيلو متر من المنطقة.. ودعم مالى للمشروع
حصرت وزارة الدولة للتطوير والعشوائيات، عدد المنازل التى تحتاج إلى تطوير حضارى بمنطقة سن العجوز بنزلة السمان، حيث وصل العدد إلى 850 وحدة.
كما قامت بتوفير قطعتى أرض أملاك أوقاف، تتمثل فى «وقف الست عباسية – وقف غالب عبود» لبناء وحدات سكنية للأصحاب هذه المنازل للبدء فى تطوير المنطقة وجعلها امتداداً لمنطقة الأهرامات الأثرية .
قالت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير والعشوائيات، إن الوزارة تعمل حالياً على إعداد خطة تنفيذية لتطوير المناطق العشوائية تشمل خطة عمرانية وأخرى زمنية وخطة مالية، ليتم على أساسها تحديد البرنامج الزمنى للتنفيذ والتدخل المناسب لتطوير العشوائيات بشكل ملائم وفى وقت أسرع.
وأكدت أنه تم إعداد تصور تخطيطى كامل لتطوير منطقة نزلة السمان منذ عام 2011 من قبل وزارتى السياحة والآثار والهيئة العامة للتخطيط العمرانى، وذلك ضمن مخطط تطوير هضبة الأهرام.. ولكن لم يتم تنفيذه حتى الآن. وأوضحت ان وزارة التطوير والعشوائيات، معنية حالياً بتطوير منطقة السكن غير الملائم بمنطقة سن العجوز، مشيرة إلى أن هذه المنطقة ضمن مناطق السكن غير الملائم التى تتطلب تدخلاً للتطوير.. وجار التشاور المجتمعى لتحديد التدخل المناسب.
وأضافت د. إسكندر، انه تم حصر عدد المنازل التى تحتاج إلى تطوير بمنطقة سن العجوز من قبل المحافظة.. وبلغ عدد الوحدات التى لابد من إزالتها وتطويرها 850 وحدة، موضحة أنه لم يتم حتى الآن تحديد التدخل المناسب لتطويرها، وجار التشاور المجتمعى مع سكان المنطقة والوزارات ذات الصلة.
وأضافت إسكندر، أن الوزارة قامت بعقد جلسات حوار مجتمعى مع جميع الأطراف المعنية بتطوير المنطقة لتحديد التدخل الأمثل لتطوير «سن العجوز»، مشيرة إلى اعتراض السكان على مخطط قديم تم طرحه فى الإعلام.
وقالت إن دور الوزارة حالياً، يتمثل فى فتح حوار مجتمعى للتوصل إلى التدخل الأمثل لتطوير المنطقة بما لا يضيع حق السكان وحق الدولة، مؤكدة أنه تمت موافقة من جميع السكان حالياً على خطة التطوير والانتقال إلى أماكن أخرى يتم بناءها بالقرب من المنطقة، حيث تم توفير قطعتى أرض أملاك أوقاف، من «وقف الست عباسية» و«وقف غالب عبود»، لبناء وحدات سكنية مميزة.. وتوفير الخدمات اللازمة لهم ومركز صحى، بالإضافة إلى تعويض الملاك فى حالة وجود منطقة أثرية.
وأشارت وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، إلى أنه تم التنسيق مع وزارتى السياحة والآثار لحضور اجتماع مشترك مع الوزارة والأهالى بعد عدة اجتماعات وزيارات ميدانية للمنطقة سبقتها مع السكان، لطرح الموضوع بشفافية.
ونفى الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، أن يتم تهجير أهالى منطقتى نزلة السمان بالهرم وسن العجوز، قصرياً بدون موافقتهم، وذلك قبل البدء فى أعمال التطوير والإزالة فى المنطقتين.
وقال المحافظ لـ «البورصة»، إن «الجيزة» انتهت من إعداد دراسة لتطوير وإزالة أجزاء من منطقتى نزلة السمان بالهرم وسن العجوز وذلك بالتعاون مع وزارات التطوير الحضرى والعشوائيات، والتنمية المحلية، والسياحة.
وأضاف انه تم الاجتماع بأهالى المنطقتين وتمت مناقشة التعويضات التى سيحصل عليها الأهالى المرحبون بإزالة منازلهم، وذلك إما من خلال صرف تعويضات مالية وفقاً لاتفاق الطرفين، وإما من خلال إيجاد مساكن بديلة قريبة.
وأكد عبدالرحمن أنه لم تتم إزالة المنطقتين بالكامل ولكن ستتم إزالة المناطق العشوائية بهما لتنفيذ مخطط استراتيجى لتوسيع المنطقة الأثرية حول أهرامات الجيزة، ولتجميل المظهر الحضارى للأهرامات والمعالم السياحية الموجودة فى المنطقة.
وأوضح أن المخطط لاقى اعتراضاً كبيراً من سكان منطقة سن العجوز والذين يؤكدون رفضهم إزالة مساكنهم، على ذلك بأن المنطقة ليست عشوائية.
وقال رضا عبدالحليم، مشرف إدارة التعديات وكبير مفتشى منطقة الاهرامات الآثرية، إن حملة تطوير المنطقة والتى تشمل نقل سكان منطقتى نزلة السمان وسن العجوز لقربهما من مدخل الهرم.. لن تلائم جميع السكان.
أضاف ان المنطقتين تشملان كثافة سكانية كبيرة بحيث يصعب نقلهم إلى مكان آخر، فضلاً عن أن معظمهم يعمل بالمجال السياحى كإنتاج العاديات والسلع السياحية.
وأوضح أن منطقة سن العجوز هى الأقرب من مدخل الهرم، حيث تقع فى اخر الطريق الصاعد لهرم خوفو.. ومن المعروف ان نهاية كل طريق صاعد يوجد معبد فرعونى يقابل الهرم الموجود فى اول الطريق.
ومن المتوقع أن يتم نقل منطقة سن العجوز باعتبارها الاقرب من الأهرامات ومعظم البيوت بها متهالكة وقديمة، ويقدر عدد سكانها بنحو 20 إلى 30 ألف أسرة.
وكانت وزارة الآثار قد وقعت بروتوكول تعاون بين كل من وزارات السياحة، والإسكان والبيئة والعشوائيات لتطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات والتى تشمل منطقتى نزلة السمان وسن العجوز.
وقال يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية فى تصريحات سابقة لـ «البورصة»، إن منطقتى «نزلة السمان» و«سن العجوز» تعتبران من أهم المناطق التى يجب تأهيلها حالياً لقربهما من المنطقة الأثرية واحتوائهما على العديد من العشوائيات، إلى جانب اشتغال أغلب سكانهما بالحرف والمنتجات السياحية كالعاديات والتماثيل أو أصحاب الخيول والكارتات.
أوضح أنه سيتم تطوير منازلهم ونقلها لمسافة 900 متر أو كيلو من موقعها القديم.. وستُبنى على طراز جيد يحاكى تاريخ المنطقة، مشيراً إلى ان وزارة السياحة ستقدم دعماً مالياً مفتوحاً لإنهاء هذا المشروع.
قال رئيس قطاع الآثار المصرية، إن الوزارة رصدت مؤخراً 3 مقابر جديدة بمنطقة الأهرامات الأثرية، تقع أسفل مكاتب التفتيش القديمة التى سيتم نقلها قريباً إلى المبنى الجديد.
أضاف انه سيتم تجهيز تلك المقابر الجديدة وتنظيفها وعمل الترميمات والصيانة اللازمة لها، لافتتاحها أمام حركة الزيارة عقب نقل مكاتب التفتيش.
قال أيمن ميمونى، عضو الجمعية الأهلية لتنمية وتطوير نزلة السمان، تحت التأسيس إن الدولة لديها هدف غير معلن ويدور داخل الغرف المغلقة، وهو إزالة منطقة نزلة السمان بالكامل وليس منطقة سن العجوز فقط.
أضاف ان خطة إزالة نزلة السمان، طرحت من قبل وزير السياحة الأسبق فاروق حسنى ورئيس هيئة الآثار السابق زاهى حواس، وذلك لإقامة قرى سياحية فى المنطقة لخدمة مصالحهم الشخصية – بحسب «ميمونى».
وأضاف أن الأسباب التى تبنى عليها الدولة فكرة الإزالة، تتعلق بوجود مناطق آثرية اسفل المبانى، مشيراً إلى أنها أسباب واهية ليس لها أى اساس من الصحة، مرجعاً ذلك إلى انه تم توصيل جميع الخدمات مثل الصرف الصحى والكهرباء إلى هذه الوحدات تحت إشراف منظمة اليونسكو.. ولم يتم اكتشاف اى قطع أثرية، موضحاً أن عملية الحفر تصل إلى 10 أمتار تحت الأرض.
وتابع أن منطقة نزلة السمان تاريخياً منطقة بحرية تغمرها مياه النيل، منذ عصر الفراعنة.
