أوضح المهندس هانى ضاحى وزير النقل والمواصلات أن القطار فائق السرعة الذي تأمل مصر بتنفيذه بالاشتراك مع الصين سيختصر مدة السفر من القاهرة إلى أسوان إلى 4 ساعات فقط.
وقال ضاحى فى تصريحات لـ”وكالة أنباء الشرق الأوسط” فى بكين قبيل مغادرته لها بعد زيارة استغرقت خمسة أيام، أن المشروع لا زال قيد البحث بين الجانبين ولكنه يعتقد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين بعد حوالى أسبوعين من الآن ستدفع المسألة من مرحلة التفاوض إلى مرحلة التنفيذ.
وأضاف أن المشروع سينفذ على ثلاث مراحل الأولى من الإسكندرية للقاهرة حيث يقطع القطار المسافة فى أربعين دقيقة فقط، والمرحلة الثانية ستكون من القاهرة إلى أسيوط أما الثالثة فمن أسيوط إلى أسوان.
وأكد ضاحى أن الجانب الصينى متحمس جدًا لتنفيذ المشروع وأن ما يزيد حماسه هو الزيارة الرئاسية المتوقعة. وقال إن المفاوضات تدور على أن يتم تنفيذ المشروع دون أن تتحمل ميزانية الدولة أي أعباء، إضافة إلى تعظيم دور الشركات المصرية في تنفيذ المشروع، وكذلك تعظيم دور الإنتاج المحلي المصري.
وحول مشروع القطار المكهرب الذى وقع بالأحرف الأولى على الاتفاقية الخاصة بتنفيذه يوم الخميس الماضى مع شركة أفيك التى تعتبر من أكبر الشركات الصينية فى هذا المجال، أوضح ضاحى أن القطار سيقوم بربط العاشر من رمضان ويصل حتى العاصمة الإدارية الجديدة لمصر والتى ستبنى فى المنطقة الواقعة بين مدينتى الأمل والرحاب.
وأشار المهندس هانى ضاحى وزير النقل المصرى إلى أن الوزارة نجحت فى تقليص مدة تنفيذ المشروع فى المرحلة الأولى إلى عامين، لافتًا إلى أن الاتفاقية تضمن حجم عمل لا يقل عن 40 فى المائة من إجمالي قيمة المشروع لشركات المقاولات المصرية والمنتجين المصريين للخامات وتبلغ إجمالي الاستثمارات فى هذا المشروع 1.5 مليار دولار.
وأكد المهندس هانى ضاحى أن المشروع سيسهم فى تخفيض الحركة المرورية من وإلى القاهرة، خاصة أنه سينفذ طبقًا لأحدث التكنولوجيات المطبقة فى هذا المجال. وقال إن المشروع بالكامل سيتم تمويله من الجانب الصيني بشروط ميسرة ومدة سداد تصل إلى 20 عامًا.
وذكر أن مشروع القطار هذا سيخدم فى مرحلته الأولى شرق القاهرة من مدينة السلام حتى هليوبوليس. وتعهد ضاحى أن ينتهى المشروع بأكمله فى فترة بين الثلاث إلى أربع سنوات مبينًا إنه سيخدم بعد الانتهاء من آخر مرحلة له ما يقرب من مليون راكب يوميًا.
وأشار إلى أن الجانب الصينى أبدى استعدادًا كبيرًا للعمل فى مشروع كبير لصيانة ورفع كفاءة الطرق القديمة فى جميع أنحاء مصر، وقال إن شركتين من كبريات الشركات الصينية تقدمتا للمساهمة فى المشروع وأنهما يعتزمان إرسال وفود إلى مصر خلال الأيام العشرة القادمة لتحديد الطرق التى سيقومون بالعمل بها، وأضاف أنهم سيقومون باستخدام أحدث المعدات لإعادة تدوير الأسفلت على البارد وأنهم سيكونون المسئولين عن البحث عن مصادر تمويل المشروع الذى يجب أن يتم من خلال شروط ميسرة تقبل بها الحكومة المصرية.
ثم تحدث الوزير عن اتفاقه المبدئي مع شركة هواوي الصينية حول مشروع التحكم فى الطرق إلكترونيًا وقال إن الشركة ستقوم بمشروع تجريبي تهديه لمصر وذلك بتركيب ذلك النظام على الطريق الدائرى. وبين أن الشركة عرضت أيضًا أن تقوم بتطوير نظم الاتصالات الخاصة بالسلامة والأمان فى مرفق السكك الحديدية.
وأضاف أن هناك ثلاث شركات تقدمت بعروض للقيام بأعمال صيانة وتطوير الشبكة الحالية للسكة الحديدية وأنهم سيرسلون إلى مصر مندوبين عنهم خلال الشهر القادم لإجراء دراسات مستفيضة عن الموضوع.
وكشف ضاحى أن إحدى أكبر الشركات الصينية تقوم حالي بتوريد 212 عربة قطار مكيفة تقوم بتصنيعهم بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع. وتحدث عن الاستعداد الكبير الذى أبدته الكثير من الشركات الصينية للمساهمة فى تنمية مينائي العين السخنة وشرق التفرعية وأنهما ينتظرون بفارغ الصبر حتى يطرح المشروع الخاص بكل منهما على المستثمرين فى مؤتمر مارس الاقتصادى العالمي فى مصر.
كما أكد الوزير أن كل الاتفاقات السابقة والحالية ومع الصين تتضمن تبادل للخبرات وتديب للكوادر المصرية. وقال إنه سيتم طرح دليل خلال مؤتمر مارس للمستثمرين الراغبين فى العمل فى قطاع النقل، ليوضح لهم الفرص والإمكانيات ومصادر التمويل والإجراءات القانونية الواجب اتباعها للعمل فى السوق المصرية.