سكان هونج كونج يتمتعون بأفضل خدمات طبية في العام
تفوقت سنغافورة على هونج كونج، وأصبحت صاحبة المركز الأول في أكثر أنظمة الرعاية الصحية كفاءة، نتيجة تعزيز الحكومة للإنفاق على الخدمات الصحية لدعم المسنين من السكان.
وجاءت دولتا جنوب شرق آسيا في المرتبة الأولى بين 51 دولة، وفق التصنيف السنوي الذي تجريه وكالة أنباء بلومبرج، والذي يتتبع عوامل مثل متوسط عمر الفرد، وتكلفة الرعاية الصحية بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، وإجمالي الإنفاق الطبي للفرد الواحد، وتراجعت هونج كونج للمركز الثاني، بينما جاءت إيطاليا في المركز الثالث، والولايات المتحدة في المرتبة الـ44، وروسيا في آخر القائمة.
ورفعت سنغافورة الإنفاق على الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة نتيجة شيخوخة القوة العاملة لديها، ومواجهة الحكومة لضغط سياسي لتخفيف الحمل على فقراء الدولة، وتدعم الدولة بعض النفقات الطبية، ويتحمل المرضى تكاليف أعلى إذا اختاروا خدمات متميزة، في حين يستخدم المواطنون المدخرات الإلزامية المخصصة من رواتبهم الشهرية لمتطلبات الرعاية الصحية.
وقال جيريمي ليم، مدير شركة “أوليفر وايمان آند كو” للعلوم التطبيقية في الصحة والحياة، إنه يستطيع وصف نظام الرعاية الصحية في سنغافورة بأنه أكمل الأنظمة الموجودة في العالم، موضحاً أنه إذا استطاعت سنغافورة بنجاح الموازنة بين توافر التمويل وتدابير وقائية للحد من الإفراط في الاستهلاك الذي يقبله المجتمع ككل ويشجعه، فإن مستقبلها سيكون واعداً جداً.
وسوف تنفق حكومة رئيس الوزراء، لي هسين لونج، ما يقرب من 4 مليارات دولار سنغافوري، أي ما يعادل 3.2 مليار دولار أمريكي، على مدار السنوات الخمسة المقبلة لمساعدة السنغافوريين على الاستفادة من خطة التأمين الصحي المعروفة بـ”ميديشيلد لايف” التي سيتم تطبيقها نهاية العام الجاري، وفقاً لوزارة الصحة.
كما جنبت الحكومة 9 مليارات دولار سنغافوري للرعاية الصحية، وغيرها من الأنظمة التي يستفيد منها كبار السن كجزء من خطة التأمين الصحي العروفة بـ”بايونير جنرايشن باكيدج”.
ويقوم تصنيف “بلومبرج” لأكفأ الأنظمة الصحية على الدول التي لا يقل عدد سكانها عن 5 ملايين نسمة، ويتعدى ناتجها المحلي الإجمالي للفرد 5000 دولار، ويبلغ متوسط عمر الفرد فيها 70 عاماً.
وطبقاً لتصنيف وكالة الأنباء ارتفعت تكاليف الرعاية الصحية للفرد في هونج كونج 38% في عام 2014، مقارنة بالعام الذي يسبقه، إلى 1944 دولاراً، بينما صعدت النسبة في سنغافورة 13% إلى 2426 دولاراً.
كما ازداد متوسط عمر الفرد في سنغافورة خلال نفس الفترة بمقدار 0.4 سنة إلى 82.1 سنة، مقارنة مع ازدياد المتوسط في هونج كونج بنسبة 0.06 سنة إلى 83.5 سنة.
وقال فوا كاي هونج، أستاذ مساعد في كلية “لو كوان يو” للسياسة العامة فى سنغافورة، إن معدلات الانتفاع بالمستشفيات والإنفاق الحكومي الطبي أعلى في هونج كونج، إلا أن الإنفاق على الرعاية الصحية في سنغافورة أعلى.
وأثارت صورة فوتوغرافية نشرت في صحيفة “سترايتس تايمز” الماليزية لمجموعة من المرضى في خيمة خارج مستشفى شانجي العام في سنغافورة القلق بشأن عدم قدرة المستشفيات على استيعاب شيخوخة السكان.
وطبقاً لبيانات الإدارة الوطنية للسكان والمواهب، فإن عدد كبار السن في سنغافورة أو هؤلاء من تتعدى أعمارهم 65 عاماً سوف يتضاعف ثلاثة أضعاف إلى 900 ألف نسمة بحلول2030، وأوضحت الإدارة أنه استناداً إلى معدل المواليد الحالي، وبدون فتح الباب أمام القوة العاملة الأجنبية، سوف يصل العمر المتوسط (الذي يفصل السكان إلى فئتين متساويتين في العدد، أي أن نصف السكان تقل أعمارهم عن هذا العمر والنصف الآخر تزيد عليه) إلى 47 عاماً بحلول 2030 من 39 عاماً في 2011.
وزاد متوسط بقاء كبار السن في المستشفيات إلى 8.2 يوم في 2013، من 7.8 يوم في 2010، طبقاً لوزارة الصحة السنغافورية، ما دفع الحكومة لزيادة الأسرة العام الماضي بعدد 1200 سرير، وتخطط لإضافة 10.000 سرير بنهاية 2020.
وتصدرت سنغافورة تصنيف آخر لوكالة “بلومبرج” في عام 2012 عن أصح دول العالم، بينما كانت هونج كونج في المرتبة السابعة عشرة، والولايات المتحدة في الثالثة والثلاثين من بين 145 دولة.
ويستضيف مجلس تحسين الصحة السنغافوري برامج تدريب مجانية في المناطق التجارية والمدرسية الرئيسية لمساعدة الأطفال زائدي وناقصي الوزن على الوصول للوزن المثالي.
وباختصار تبنت سنغافورة 4 تحولات في نهجها تجاه الرعاية الصحية ساعدتها على اعتلاء تصنيفات بلومبرج وغيرها:
• تقديم دعم أشمل للعلاج بالعيادات الخارجية بموجب مخطط “كوميونيتي هيلث أسيست” والذي يدعم تكاليف العلاج للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل، وموظفي القطاع الخاص.
• استبدال مخطط “ميديشيلد” بمخطط أشمل وإلزامي يعرف بـ”ميديشيلد لايف” ويعطي حماية أفضل من أسعار فواتير المستشفيات الآخذة في الارتفاع.
• تقديم نظام “رايت سيتينج” الذي يقدم للمرضى أفضل عناية في أفضل المواقع على أيدي فرق متخصصة بأدنى تكلفة ممكنة، ويتضمن إقامة مستشفيات إقليمية وعيادات شاملة.
• تشجيع السنغافوريين على الاهتمام بصحتهم بقدر أكبر من خلال حملات الترويج للأغذية الصحية، وإرشادات للتقدم في العمر والمحافظة على النشاط.








