سماسرة وتجار : 225 ألف جنيه ثمن المتر بـ”وكالة الجوهرجية” و200 ألف لـ”شارع السقالية”
“فهمى”: الأنظار تتجه لـ”الدراسة” كامتداد للموسكى وباب الشعرية
“راشد”: المنطقة تحتاج منظومة إطفاء متكاملة لتجنب تكرار حوادث الحريق العام
“عبدالشافى”: الأسعار قفزت فى “البرقوقية” بعد انتخاب الرئيس “السيسي”
ارتفعت أسعار المحال التجارية بمنطقة حارة اليهود والجمالية بالقاهرة، خلال العام الحالى بنسبة تتراوح بين 25 و50%، ليصل سعر المتر المربع بوكالة الجوهرجية إلى 225 ألف جنيه وهو مبلغ يشترى شقة سكنية فى مناطق أخرى.
كما شهدت الأسعار فى المنطقة التى تبدأ من شارع بورسعيد وتمتد حتى قسم الجمالية، ارتفاعاً غير مسبوق مقارنة بالأسعار خلال الأعوام الأربعة الماضية التى شهدت ركوداً كبيراً فى حركة البيع والشراء خاصة بمنطقة الموسكى.
واختلفت أسعار المحال من منطقة عن الأخرى حسب الشوارع الرئيسية والمساحات الخاصة بالمحلات التجارية، بينما استمر أيضا ارتفاع أسعار الوحدات التجارية والإدارية.
وجاء شارع “المقاصيص- وكالة الجوهرجية” على رأس الشوارع الأعلى سعراً، رغم أن طوله لا يتعدى 100 متر، ويضم نحو 50 محلاً. وتبدأ الأسعار من 225 ألف جنيه للمتر، وبمساحات تبدأ من 10 أمتار للمحل الواحد.
ويشتهر شارع المقاصيص بتجارة الذهب الجملة، ويتواجد به أشهر تجارة “الصاغة” فى مصر ومنهم “إيميل ذكا”، و”أنطون رؤوف” ، و”مراد شفيق”، و”حسن نصار”، و”ملاك وبشرى”.
واعترض عدد من تجار منطقة حارة اليهود، على سوء حالة المرافق فى المنطقة التى تم تطويرها خلال عام 2009.. ولكن مع الازدحام الشديد وزيادة عدد المحال التجارية فى مناطق ضيقة ظهرت العديد من المشاكل التى تحتاج إلى تطوير.
كما انتقد بعضهم تواجد الورش المصنعة للمنتجات الجلدية التى تشكل خطورة على المنطقة لاستخدامها مواد سريعة الاشتعال، بالإضافة إلى مصانع الألعاب النارية التى تسببت فى احتراق نحو 60 محلاً فى أغسطس 2014.
وقال نبيل عبدالمنعم عبد الشافى، رئيس مجلس إدارة شركة برفكت للاستثمار العقاري، وأحد تجار حارة اليهود، إن المنطقة عاشت حالة من الركود غير المسبوق منذ اندلاع ثورة يناير.
وشهدت بعض الشوارع وعلى رأسها شارع المعزلدين الله الفاطمى الواقع بوسط منطقتى الصاغة وحارة اليهود، انتشار لافتات “المحل معروض للبيع ويمتنع الوسطاء” نتيجة انخفاض حركة البيع والشراء.
لكن مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، بدأت حركة السياحة العودة تدريجياً ، ما ساهم فى ارتفاع أسعار المحال التجارية بنحو 50% لتبدأ أسعار المتر من 100 ألف جنيه خلال العام الحالي.
أما شارع “البرقوقية” الذى تربى فيه “السيسي” والذى يتميز بانتشار الورش والصناعات اليدوية، فشهد زيادة كبيرة فى أسعار الوحدات السكنية والصناعية بنحو 30% عما قبل 2011، ليتراوح سعر المتر فى المحال بين 50 و70 ألف جنيه.
وأكد عبدالشافى أن شارع “السقالية” اشتهر ببيع الملابس والإكسسوارات ولعب الأطفال، وشهدت أسعار المحال التجارية به ارتفاعاً خلال العام الجارى بنحو 25% عما قبل 2011، ليتراوح سعر المتر بين 180 ألفاً و200 ألف جنيه بمساحات تبدأ من 40 متراً.
وأشار عبدالشافى، إلى أن الشارع شهد بعد اندلاع ثورة يناير العديد من مخالفات البناء التى تمت إزالتها خلال العام الماضى، و تراخيص البناء فى منطقة القاهرة الفاطمية يتم استخراجها بواقع طابق أرضى وطابقين متكررين فقط.
قال محمد فهمى، أحد تجار الذهب والمسبوكات بمنطقة حارة اليهود، إن أسعار محال الذهب ارتفعت كثيراً خلال العامين الماضيين، خصوصاً فى “وكالة الجوهرجية” ليصل سعر المتر إلى 225 ألف جنيه فى بعض المحال وفقاً لآخر عملية بيع.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار محال الذهب فى الوكالة، يرجع إلى سمعة الشارع الذى يعد من أشهر مناطق تجارة الذهب بالجملة فى مصر.
وأوضح أن منطقة حارة اليهود، اشتهرت بهذا الاسم لكونها كانت معقل تجارة اليهود فى مصر، والذين كانوا يعيشون فيها قبل تركها وسفرهم إلى خارج البلاد تباعاً، نتيجة للظروف السياسية وقتها.
واشتهرت منطقة حارة اليهود بتجارة الملابس الجاهزة والمفروشات ولعب الأطفال والذهب.
أما بالنسبة لشارع “السبع قاعات البحرية والسبع قاعات قبلية”، والذى اشتهر ببيع الملابس الجاهزة ولعب الأطفال، فقد شهدت أسعار المحال التجارية ارتفاعاً بنحو 25% خلال العام الحالى لتبدأ من 180 ألف جنيه للمتر المربع بمساحات تبدأ من 21 متراً للمحل الواحد.
وأشار إلى أن أصحاب المحال التجارية اتجهوا مؤخراً لنقل تجارتهم إلى منطقة “الدراسة” كامتداد لمنطقة حارة اليهود والموسكى وباب الشعرية، نتيجة انخفاض أعداد المحال الشاغرة مع زيادة عدد المترددين يومياً.
ويقول هانى راشد، تاجر إكسسوارات بحارة اليهود والموسكي، إن العديد من التجار اتجهوا مؤخراً لشراء محال تجارية بشارع “درب الكتاب” المحيط بحارة اليهود، لوجود عدد من المحال فيه لاتزال شاغرة حتى الآن.
أضاف أنه مع زيادة الطلب على شراء المحال فى الشارع، ارتفعت الأسعار لتتراوح بين 180 حتى 200 ألف جنيه للمتر، خلال العامين السابقين، بدلاً من 30 ألف جنيه للمتر قبل ثورة يناير.
وأشار إلى أن الارتفاع غير المسبوق فى الأسعار فى “شارع الكتاب” يرجع إلى عدم وجود مساحات خالية فى منطقة حارة اليهود، ما دفع عدداً من المقاولين لبناء العديد من العقارات التجارية فى المنطقة الواقعة بين الموسكى وباب الشعرية مروراً بحارة اليهود، بهدف التغلب على انخفاض أعداد المحال التجارية.
وأوضح أن المقاولون خصصوا المحال الأرضية لعرض البضاعة الخاصة بهم، على أن تخصص الأدوار العلوية كمقار إدارية للمحال الأرضية لبيع الملابس الجاهزة.
وطالب راشد بتركيب منظومة إطفاء متكاملة بمنطقة حارة اليهود، لضيق الشوارع ما يعرضها لوقوع كوارث فى أى وقت، مثل العام الماضى الذى شهد نشوب حريق أتى على عشرات المحال التجارية فى الشارع، إذ التهمت النيران أكثر من 40 محلاً ومخزناً تجارياً مليئة بالألعاب النارية والملابس والإكسسوارات والمواد البلاستيكية.
أما بالنسبة لشارع “الخرونفش” الذى اشتهر قديماً بتفصيل كسوة الكعبة، وحالياً بصناعة الذهب الصيني، فيعد أقل الشوارع سعراً، رغم ارتفاع أسعار المحال التجارية خلال العامين الماضيين، إذ يتراوح السعر بين 30 و50 ألف جنيه للمتر.
وأضاف أنه قبل اندلاع ثورة يناير كانت أسعار المحال التجارية فى الشارع تصل إلى 10 آلاف جنيه للمتر، بمساحات تتراوح بين 10 و20 متراً للمحل.
أما الأعوام الأربعة الماضية، فقد انتشر الركود فى الشارع نتيجة رفع نسبة الجمارك على البضائع المستوردة، خصوصاً الذهب الصيني، ما ساهم فى انخفاض الإقبال على الشراء.