“نجم”: رواد الأعمال لم يستنسخوا تطبيقات عالمية.. والدعم المادى سبب النجاح خارج مصر
“شكرى”: تطبيق “تريب تاب” مشابه لتطبيق “بوكينج” العالمى.. وبدأنا مشروعنا بـ120 ألف جنيه
“التحلى بالصبر”.. هو المفتاح السحرى الذى يستخدمه رواد الأعمال لإنجاح مشروعهم واستمراره، فنجاح مشروع رائد الأعمال، وحصوله على أرباح قد يستغرق عامين من إطلاق المشروع. وإذا لم يتحل رائد الأعمال بالصبر، فعليه ألا يخوض مجال ريادة الأعمال من البداية.
ويعد التمويل الكافى الذى يضمن استمرارية المشروع، من التحديات التى تواجه رواد الأعمال فى مصر، ما يضطرهم إلى السفر للخارج، للحصول على تمويلات مناسبة.
ويؤكد عدد من رواد الأعمال أن تطبيقاتهم لم يستنسخوها من تطبيقات عالمية، وأن رائد الأعمال لا يعمل أو يبتكر إلا خارج مصر.
قال أحمد نجم، الرئيس التنفيذى لشركة “رايح” المتخصصة فى توفير وسيلة مواصلات جماعية عبر تطبيق على الإنترنت، إن أكثر ما يقف عائقاً أمام رائد الأعمال لتحقيق حلمه ونجاح تطبيقه وخروجه للعالمية، هو غياب الدعم الكافى وعدم الحصول على الاستثمار المناسب. ورائد الأعمال يحتاج أيضاً إلى بيئة عمل معينة حتى يستطيع أن يبتكر. ويجب توافر عدة عوامل رئيسية فى بيئة رائد الأعمال أبرزها التمويل اللازم، بالإضافة إلى قدرات رائد الأعمال فى الابتكار والإبداع.
أضاف نجم، أن رواد الأعمال لم يقلدوا أو يستنسخوا تطبيقات عالمية، فغالباً رائد الأعمال لا يعمل ويبتكر إلا خارج مصر، إذ إن مصر تزخر بشبابها المبدع.. ولكن مناخ مصر لا يساعد على الابتكار والإبداع، وإطلاق تطبيقات عملاقة وعالمية لتستطيع مصر منافسة العالم فى هذا المجال.
وأشار إلى أن جميع الأرقام والإحصاءات الحكومية من عدد السيارات والسكان وغيرها من الأرقام، جميعها مبهمة بالنسبة لرواد الأعمال، وهو ما يعد من الصعوبات التى تواجههم خاصة إذا كانت التطبيقات والأفكار التى يدشنونها فى صميم هذه الأرقام.
وعلى رائد الأعمال الإلمام بجميع جوانب المشكلة والظروف التى تكون حول التطبيق أو الفكرة التى يعمل عليها حتى يستطيع ان يبتكر ليحل هذه المشكلة.
أضاف نجم أنه يصبح ضرباً من المستحيل، حصول رائد الأعمال على تمويل كاف لمشروعه، ليستطيع الاستمرار فى السوق.. ولكى تتسنى له أيضاً منافسة التطبيقات العالمية.. لذلك يخرج رواد الأعمال إلى الخارج بحثاً عن المنقذ الذى سيهبهم قبلة الحياة لمشروعهم، ويساعدهم على الاستمرار والنمو والنجاح.
وعن تمصير فكرة تطبيق “رايح”، أكد نجم أن “رايح” مختلف تماماً عن أى تطبيق آخر خاص بالتاكسى، إذ إن “أوبر” و”إيزى تاكسى” يعملان بفكرة التاكسى المتعارف عليها منذ زمن، عكس “رايح” لأنه تطبيق لاستخدام سيارة واحدة مملوكة لأحد الأشخاص لتوصيل عدد من الأشخاص يقطنون بنفس المنطقة، ويساعد على تنمية العلاقات الاجتماعية بين أفراد المنطقة الواحدة، كما يساعد على الحد من عدد السيارات فى الشوارع، وتخفيف الزحام فى المواصلات.
وعبر نجم، عن عدم تفاؤله ببيئة ريادة الأعمال فى مصر رغم قيام جهات أكاديمية بالاهتمام بريادة الأعمال، منها الجامعة الأمريكية، وهى الخطوة التى لم تتخذها الجامعات الحكومية حتى الآن.
ووافقه الرأى وليد شكرى، المدير العام لشركة “تريب تاب” المتخصصة فى اتاحة حجز الرحلات السياحية على الإنترنت، مؤكداً أن أهم ما ينقص بيئة ريادة الأعمال هو التمويل الكافى، ليستطيع رائد الأعمال الاستمرار فى السوق وزيادة نمو مشروعه ووصوله للعالمية.
وقال شكرى، إن رائد الأعمال يرى فى بادئ الأمر أن فكرته صغيرة، لا تحتاج إلى تمويل كبير. ثم يكتشف بعد ذلك أنه يحتاج إلى أكبر دعم مالى ممكن حتى يواصل فى السوق وينمو، معللاً ذلك بأن معظم الخامات والأدوات التى يحتاجها رائد الأعمال فى عمله، تأتى من الخارج.
وأضاف أن “تريب تاب” تشجع دائماً العنصر المصري، لذلك فريق عمل “تريب تاب” جميعه من المصريين.
وأضاف شكرى أن “تريب تاب”، بدأ مشروعه بحوالى 120 ألف جنيه. ولكن مع تضخم التكاليف وصل إلى مليون ونصف المليون جنيه حتى الآن، ومازال “تريب تاب” يسعى للحصول على استثمارات أخرى ليتحول للعالمية.
وقال إنه يتطلع للتعاون مع وزارة السياحة، وغرفة شركات السياحة، ليتسنى له التوسع والنمو أكثر، ومنافسة الشركات العالمية، مشيراً إلى أن الحكومة يجب أن تلتفت لرواد الأعمال والأفكار المبدعة التى يمكن أن تساعد على نمو قطاعات الدولة المختلفة.
وأشاد شكرى، بدور مركز ريادة الأعمال “تيك” بالقرية الذكية، مؤكداً أن “تيك” يعتبر من أفضل حاضنات ريادة الأعمال فى مصر، خصوصاً أنه يعمل تحت مظلة حكومية.. ولكن يجب أن تتكاتف جميع القوى لدعم هذا القطاع الواعد فى مصر.
أوضح شكرى أن مصر لم تدرك بعد مجال الأعمال.. فرجال الأعمال يستثمرن فى هذا القطاع من أجل العمل والحصول على أرباح. وعلى العكس تماماً، إذ يجب أن يقف رجال الأعمال والحكومة بجانب رائد الأعمال من بداية الفكرة.
أضاف أن رواد الأعمال خارج مصر، يحصلون على التمويل الكافى للمشروع، كما أدركوا أهميه قطاع ريادة الأعمال، وتوفير المناخ والبيئة الملائمة لرائد الأعمال ليبدع ويبتكر.
أما فى مصر، فيدخل رائد الأعمال فى دوامة مشاكل لا حصر لها من إجراءات وقوانين، وتمويل وغيرها، ويتشتت ذهنه.. لذلك البيئة فى مصر لا تساعد على انطلاق رواد الأعمال.
وعن تمصير الأفكار العالمية، قال شكرى إن “تريب تاب” مشابه بعض الشىء لتطبيق “بوكينج” العالمى، ولكن ما يميز “تريب تاب” أن العميل يستطيع تصميم رحلته بنفسه من حجز تذاكر حتى حجز الفندق المناسب له واماكن السفر.
كما أن الشركة لها مقر فى مصر يستطيع العميل اللجوء إليه عند حدوث أى مشكلة، عكس “بوكينج”.. فالعميل يتعامل مع أشخاص عبر الإنترنت ولا يستطيع التواصل الحقيقى معهم.
وقال عمر حسين، مؤسس شركة “كشك كوميكس” المتخصصة فى إتاحة مجلة إلكترونية للكوميكسات، إن الابتكار فى مصر موجود وبشكل كبير.
ولكن محاوله تمصير بعض التطبيقات العالمية لطرحها فى السوق المحلى يجب أن يضيف إليها رائد الأعمال نكهته الخاصة التى ترتبط بعادات وتقاليد مجتمعه، حتى يتسنى له الاستمرار، ودون إضافة إلى تعديلات على التطبيق فهو لن يستمر طويلاً وسيختفى فى خلال فترة وجيزة.
أضاف أن مصر تزخر بشبابها المبتكر، ضارباً مثالاً على ذلك بتطبيق “بيقولك”.. فالتطبيق لشباب مصريين فكروا خارج الصندوق وأطلقوا تطبيقاً مصرياً، ليناسب المجتمع، ويناسب مشكلة الزحام التى تعانى منها مصر طوال السنوات الماضية.
وحول عدم ملاءمة البيئة المصرية لانطلاق شباب رواد الأعمال، أكد حسين أن بيئة ريادة الأعمال فى مصر تحتاج إلى عوامل كثيرة، لأنها قد تسبب الإحباط لرواد الأعمال. ورغم ذلك، فقد بدأت تتجه للأفضل خلال الفترة الماضية.
وقال إن حاضنات الأعمال تستهدف غالباً الفئة العمرية بين 25 و35 عاماً، وهذه الفئة قد تكون لديها العديد من الأعمال الأخرى التى تريد إنجازها كالزواج وعدم التفرغ الكامل للمشروع بسبب العمل.. وهذا قد يؤدى لتأخير المشروع لفترات طويلة.
فيجب على حاضنات الأعمال استهداف الفئة العمرية من 18 عاماً إلى 25 عاماً.. فهذه الفئة لديها الوقت ومتفرغة تماماً لإنجاز عملها.
وأشار حسين إلى أن أكثر المشاكل تعقيداً يمكن أن يواجهها رائد الأعمال هى التمويل والاستثمار، فمن الصعب الحصول على تمويل كاف لاستمرارية المشروع، على العكس تماماً فى المجتمعات خارج مصر، فرائد الأعمال لديه بيئة مناسبة للعمل، بالإضافة إلى الحصول على الدعم بسهولة حيث يقدمون دعماً يتراوح بين 200 و500 ألف دولار، يمكن أن يزيد حسب احتياج رائد الأعمال، وذلك بالإضافة إلى توفير مكان وبيئة مناسبة له.
ونصح حسن رائد الأعمال بالتحلى بالصبر، فهو المفتاح السحرى لنجاح مشروعه، مؤكداً أن أى مشروع صغير لا يدر ربحاً إلا بعد عامين على الأقل، ويستطيع حينها رائد الأعمال التعاقد مع مستثمرين، مشيداً بدور مركز ريادة الأعمال “تيك” فى تنمية قطاع ريادة الأعمال فى مصر.
وأشار إلى أن من ضمن التحديات التى يمكن أن تواجه رواد الأعمال فى مصر تناقض الأجيال. فالأجيال الكبيرة تنصح رائد الأعمال دائماً بالحصول على وظيفة براتب ثابت، أفضل من إطلاق مشروع قابل للخسارة فى أى وقت.