بلغت مخاطر تعطل سلاسل توريد الشركات السلع الأساسية أعلى مستوى لها تقريباً، وفقاً لمؤشر منظمة التجارة العالمية لهذا القطاع.
ووفقاً لمعهد تشارترد للمشتريات والتوريد، فإنه فى الوقت الذى بدأت فيه مخاطر الشركات فى الانحسار، جاء انخفاض أسعار السلع وتباطؤ النمو فى الصين أكبر مستهلك لها فى العالم ليزيد المخاطر التى تتعرض لها سلاسل التوريد.
وبحسب بيانات مؤشر ربع سنوى جديد للمشتريات والتوريد (CIPS) الذى يرصد البيانات بأثر رجعى اعتباراً من عام 1995، فإنه على الرغم من تراجع مخاطر سلسلة التوريد فى أمريكا الشمالية وغرب أوروبا العام الماضى، فإنها زادت بشكل حاد فى أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا وآسيا ودول جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز، فى تقريرها حول أداء المؤشر، إن «درجة المخاطر» تضاعفت أكثر من ثلاث مرات من 23.7 فى عام 1994 إلى 78.7 فى نهاية الربع الثانى من 2015.
أوضح جون جلين، الخبير الاقتصادى فى المعهد المسئول عن إصدار المؤشر، ومن كبار أساتذة الاقتصاد فى كلية كرانفيلد للإدارة، أنه كان هناك تغيير متصاعد فى المخاطر منذ الأزمة المالية فى عام 2008 والتى تتزايد منذ ذلك الحين.
قال جلين، إن سلاسل التوريد أصبحت أكثر تعقيداً فى السنوات الـ20 الماضية، مضيفاً أن المخاطر ذاتها لم تتزايد بالضرورة، لكن التعرض لها والاقترب منها هو الذى يتزايد.
ففى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يتعرض قطاع التصنيع المهم فى الصين والصناعات الثقيلة لخطر التخلف عن سداد القروض المدعومة من الدولة.
وفى الوقت نفسه، تعانى شركات التوريد فى أمريكا اللاتينية خصوصاً البرازيل وتشيلى والأرجنتين من هبوط أسعار فول الصويا والنحاس.
وبالفعل خفضت البرازيل، على وجه الخصوص، الاستثمارات فى البنية التحتية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضى والأشهر الثلاثة الأولى من العام الجارى، بينما تسعى لتحسين تصنيفها الائتماني.
وعلى الرغم من أنها ثانى أكبر منتج للطاقة الكهرومائية فى العالم، فإنها تكافح للحفاظ على إمدادات ثابتة من الطاقة للشركات خلال موسم الجفاف.
وبحسب تحليل معهد تشارترد، فإن تنامى المخاوف بشأن إمكانية الاعتماد على توفير الامدادات من خام الحديد والذهب والدواجن وقصب السكر إلى الصين والولايات المتحدة وأوروبا يؤدى فى النهاية إلى تراجع حجم التجارة العالمى مع ضعف نشاط هذه الشركات.
وتسهم دول جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا، أيضاً، للمستوى القياسى من المخاطر التى تتعرض لها سلاسل التوريد العالمية؛ لأن الإيرادات الحكومية قد انخفضت نتيجة انخفاض أسعار البترول والغاز فى نيجيريا وأنجولا وغانا.
ومن المتوقع تدهور الوضع المالى أكثر فى عام 2016، وبالتالى يتباطأ الاستثمار فى مجال النقل التجاري، ما يقوض مصداقية سلاسل توريد الذهب والمطاط والكاكاو وكذلك البترول.
وتظهر نفس المخاطر فى أجزاء من الشرق الأوسط، فعلى الرغم من أن البحرين تتمتع بتنوع اقتصادى أكبر من دولة مثل نيجيريا، فإنها لا تزال تعتمد على السلع الأساسية بنسبة 80 % من إيراداتها، وساعد على الركود الاقتصادى، ما أدى إلى تأجيج الاضطرابات السياسية.
وفى أستراليا التى تشهد أعلى معدلات البطالة منذ 13 عاماً، ساءت أسعار خام الحديد واستمر الاستثمار فى الانخفاض.
ولا تزال مخاطر سلاسل التوريد، مصدر قلق منذ الأزمة المالية فى 2008، خاصة أن الضغط لإبقاء التكاليف منخفضة، يعنى أن المصنعين متعددى الجنسيات، غالباً، ما تعمل من خلال شبكات معقدة من إمدادات المكونة على أساس سعر عادل فى وقت معين.








