نحن ثلاثة اشقاء ولكن علي الرغم من اننا قد نشأنا في بيت واحد وبأسلوب تربية واحد الا ان لكل منا شخصيته وتوجهاته واهتماماته. الكل يعرف عنا ذلك ونحن ايضا قد توصلنا إلي هذه الحقيقة وكثيرا ما ضحكنا كلما تطابقت بين الحين والاخر افكارنا رغم اختلاف اهتماماتنا.
وقد وقع في يدي مؤخرا مقال لأخي سميح ساويرس بعنوان « لماذا نجح المؤتمر الاقتصادي وفشلنا في تحقيق أهدافه؟»… وقد فوجئت بأني اتفق تماما مع كل كلمة كتبها فقد جاء تناوله وتحليله مطابقا تماما لتقييمي لوضع الاقتصاد والاستثمار الحالي في مصر…لذا استسمحكم اليوم لأشارككم مقال اخي سميح واؤيد ما جاء فيه من مخاوف وتوصيات اتمني ان يأخذها القائمون علي الامور بعين الاعتبار.
لماذا نجح المؤتمر الاقتصادي وفشلنا في تحقيق أهدافه؟
أعتقد أنني من القلائل الذين كانوا ينادون بتأجيل المؤتمر لأننا لم نكن مستعدين له، ولكن للأسف، وكعادتنا كمصريين، لا نحب أن نبلغ رؤساءنا بالأخبار السيئة. فلم يجرؤ أحد أن يبلغ الرئيس بأن دخول امتحان جذب المستثمرين يحتاج شهادة ولا يجدي تزويرها أو حتي دخول الامتحان والنجاح فيه لأن النتيجة لن تحتسب عند اكتشاف عدم حصولنا علي الشهادة المؤهلة لدخول هذا الامتحان أصلا!!!
والشهادة المؤهلة للمؤتمر الاقتصادي كانت بالفعل صعبة ومحتاجة لمجهود كبير وإعداد للأسئلة الآتية:
1- ما هو سعر الدولار؟
هل هو السعر المعلن وهو غير متاح إلا في بعض الأحيان؟
هل هو سعر السوق السوداء بالنسبة للدولار النقدي؟
هل هو سعر الدولار تسليم حسابات بالخارج؟
2- ما هي ضمانات تحويل الأرباح إلي الخارج وفترتها إذا أتيت كمستثمر أجنبي؟
شهر.
ستة أشهر.
سنة.
لا أعلم.
3- ما هي الضمانة أن الحكومة ستحترم تعاقداتها مادام هناك كم مهول من قضايا التحكيم الدولي تنظر حاليا، وغيرها في طريقها إلي التحكيم، وعدد لا بأس به من قدامي المستثمرين مازالت مشروعاتهم متعثرة بسبب عدم احترام الدولة للعقود السابقة رغم عدم وجود شبهة رشوة في إجراءات التعاقد.
4- ما هو سعر الطاقة، وما هي الضمانة أن الغاز والبترول أصلاً متوفران؟
هذه الأسئلة كان المفروض لو أن الحكومة السابقة أمينة في إسداء النصح للرئيس الذي تحمس للتنمية وبسرعة لم تحدث في تاريخ مصر الحديث! كان ينبغي أن تقول له: نحن غير مستعدين لأننا لا نملك الرد علي أسئلة المستثمرين، وبالتالي فلن يستثمر أحد مليماً لأنه إن كان جاداً فعلاً فلابد أن يقوم بدراسة جدوي تدخل فيها الأجوبة علي الأسئلة المذكورة أعلاه، ومادامت الأجوبة كلها عبارة عن علامات استفهام فلن يستطيع أن يجازف بأمواله، وهي في أغلب الأحوال، عهدة ائتمنه عليها مستثمرون في شركاته أو صناديق استثماره، ولن يغفر له أحد إذا فشل، خاصة لو عرفوا أنه استثمر دون دراسة، وكيف يدرس والرد علي أهم أسئلته: «معرفش»؟!
مسكين الرئيس، خاصة أن أغلب الناس الفاهمة لا ترغب في الاشتراك في منظومة الحكم خوفاً من تكرار ما حدث للناس الفاهمة «الذين سبقوهم»، الذين ضحي بهم النظام السابق أملاً في إلهاء الشعب عن ثورته، وللأسف فإن كلمة «آسفين يا سادة» لم تأت من أحد، وبالتالي ممكن أن تتكرر مأساة أحمد المغربي ويوسف بطرس غالي «15 سنة سجناً لتصوير ملصقات انتخابات بماكينة تصوير حكومية»، وغيرهم وغيرهم…
لن يأتي المستثمرون قبل حصولنا علي شهادة التأهيل، فهل آن أن تبدأ الحكومة بالمذاكرة؟
بقلم : نجيب ساويرس نقلا عن جريدة الاخبار







