مزج التفكير الابتكارى والنقدى بالتقنيات المتطورة بوابة النجاح ارتفع فى العقدين الماضيين تدفق الأطفال الى المدارس فى جميع انحاء العالم أكثر من أى وقت مضى بهدف منحهم المهارات اللازمة ليعيشوا حياة منتجة.
91% من الأطفال فى الاقتصادات الناشئة فى المدارس الابتدائية، مقابل 83% قبل 15 عاما، كما تراجع معدل تسرب الأطفال من التعليم عالميا الى 57 مليون طفل بدلا من 100 مليون طفل سنة 2000، كما قفز معدل الالتحاق بالمدارس الثانوية ومع ذلك لا تزال الفعالية هى التحدى الأكبر للتعليم فى جميع أنحاء العالم.
ومن أجل الفعالية صب العالم اهتمامه على ضمان تجهيز التلاميذ للمشاركة فى القوى العاملة فى عصر التغير التكنولوجى السريع.
وتقول إيمى كارزمين خبيرة التعليم فى نيودلهى بالهند إنه فى الوقت الحاضر تعطلت العملية التعليمية فى العديد من البلدان بسبب ضعف الموارد المالية وفقر التدريب للمعلمين وافتقاد المناهج للقدرة على التخيل فضلا عن الاعتماد على الأساليب التربوية البالية التى غالبا ما تركز على التلقين.
وتعطى الانظمة التعليمية التقليدية الأولوية لتعبئة رءوس الأطفال بالحقائق، بدلا من تطوير قدرات التفكير النقدى فى كثير من الاحيان وينعكس ذلك سلبيا بانخفاض مستويات التلاميذ فى مهارات التعلم فضلا عن ارتفاع معدلات التسرب من الدراسة.
وعلى الصعيد العالمي، فإن أقل من 80% من طلاب المدارس الابتدائية يكملون تعليمهم حتى ست سنوات وتقدر الابحاث ان 250 مليون طفل الآن فى المدرسة سوف يغادرون دون تحصيل مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية.
فى الهند تعترف ومؤسسة باراثام التعليمية بأن أكثر من نصف طلاب السنة الخامسة لا يمكنهم قراءة قصة بسيطة مقررة على الصف الثانى بطلاقة بينما حوالى 75% من طلاب السنة الثالثة لا يستطيعون القيام بعملية طرح مكونة من رقمين.
انها ليست فقط البلدان النامية التى تواجه تحديات تعليمية فالولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية تكافح لتلبية احتياجات الأطفال المحرومين ـ سواء التلاميذ الأكثر فقرا أو اللاجئين الذين وصلوا حديثا من التعليم.
فى العصر الرقمي، ينظر الخبراء الى التكنولوجيا كأداة قوية لسد بعض الفجوات فى التعليم وفى جميع أنحاء العالم، تسعى الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية والحكومات فى اجراء التجارب لمعرفة التقنيات التى يمكن أن تحسن طرق تعليم الأطفال فضلا عن الكبار.
وقد وضعت مبادرة «جسر» لمحو الأمية ومقرها الولايات المتحدة برنامج الكتاب الحديث، وذلك باستخدام أجهزة الكمبيوتر الصوتى لإعطاء المزارعين الأميين المعلومات فى غانا حول الصحة وأفضل الممارسات فى مجال الزراعة. وقد اسس الملياردير الهندى ناندان نيليكانى مبادرة «إى كى ستب» أو «خطوة واحدة والتى يأمل فى معالجة بعض التحديات التعليمية فى الهند من خلال منصة رقمية متكاملة تقدم محتوى تفصيليا لتلبية الاحتياجات الفردية للأطفال.
وتستهدف هذه الأداة الوصول الى من يقومون برعاية البالغين سواء أفراد الأسرة، او موظفى المنظمات غير الحكومية، أو المدرسين الذين يفتقرون إلى الورق لتوفير ما يكفى من الاهتمام الفردى لكشف وتصحيح مواطن الضعف فى أداء التلاميذ.
بعض الخبراء يحذرون من أن اعتماد التكنولوجيا الجديدة يجب أن تكون مصحوبة بالتفكير الابتكارى حول ما يعنيه التعليم والمهارات المطلوبة، وكيف يجب ان يدرس الطلاب
لن تكون التكنولوجيا الحل السحرى التى تحل جميع المشاكل كما يقول ميتر ديباسيس المدير مؤسسة مايكل وسوزان ديل فى الهند وهى ممنظمة أمريكية غير ربحية.
ويرى ديباسيس انه غير كافٍ ان تضع شاشة عرض كبيرة فى غرفة الدراسة فالهدف يجب أن يكون كيفية مزج التكنولوجيا لدعم تعلم الطفل.
ويشدد ميتر أيضا على أن الابتكار فى تدريب المعلمين، والأساليب التربوية، وغيرها من جوانب التعليم يجب دراستها بدقة لضمان أن الأفكار التى تبدو أسيرة الشق النظرى سوف يكون لها الأثر المنشود على أرض الواقع.






