اختفاء 10 مشكاوات من “الجامع” وظهورها بمزاد بلندن نوفمبر الماضى
“عبدالعظيم”: المشكاوات الآثرية تم تغييرها خلال عملية الترميم الأولى قبل 10 سنوات
على الرغم من مرور 9 شهور من المدة زمنية التى حددتها اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بـ18 شهراً لتطوير الجامع الأزهر فإنه لم يتم سوى تنفيذ 10% من المستهدف.
سادت حالة من التخبط داخل وزارة الآثار، بسبب مشروع ترميم الجامع الأزهر، والذى بدأت أعماله خلال فبراير من العام الحالى.
وكشف عماد عبدالعظيم، مدير قطاع البحث العلمى بمنطقة الأزهر والغورية، أن العمل بمشروع ترميم الجامع الأزهر بدأ فى فبراير من العام الحالى أى منذ ما يقرب من 9 أشهر، ولم يتم إنجاز سوى 10% من أعمال الترميم المقرر أن تستغرق 18 شهراً.
ورصدت “البورصة” فى جولة ميدانية للاطلاع على آخر تطورات العمل بمشروع ترميم الجامع الأزهر، وجود عدد من شركات المقاولات المصرية تعمل بالمشروع.
وكانت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، قد وافقت فى فبراير الماضى على مشروع ترميم الجامع والمنطقة المحيطة به داخل الأسوار، وأسندت المشروع بالكامل لشركة “بن لادن” للأعمال الإنشائية، لكن تلاحظ وجود أكثر من شركة تقوم بأعمال الحفر لزرع حدائق حول الجامع، وأخرى تجهز لإنشاء دورات مياه.
وكشف عبدالعظيم، أنه تم الاستعانة بطلبة من كلية الآثار لتنفيذ أعمال الترميم فى المشروع مقابل أجر يومى زهيد، موضحاً أن هؤلاء الطلبة لا يملكون الخبرة الكافية للعمل فى مثل هذه المشروعات، فضلاً عن عدم تواجد اخصائى ترميم معهم أو أى مسئول أثرى.
وأوضح أن العاملين والمشرفين على مشروع الترميم، استعانوا بشركات مقاولات خاصة من الباطن، وطلبة من كلية الآثار لزيادة المنحة الموجهة للمشروع.
عزوا السبب لعدم تمكن شركة “بن لادن” من إتمام جميع الأعمال، إذ أنها مختصة بالأعمال الهندسية فقط، بينما يحتاج المشروع لشركات متخصصة فى مجال الترميم الدقيق.
وكانت وزارة الآثار قد أعلنت أن تكلفة مشروع ترميم الجامع الأزهر، تبلغ نحو 30 مليون جنيه، مقدمة فى صورة منحة مالية من المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية لترميم عدد من المبانى الآثرية بمصر.
وكشف عبدالعظيم أن المنحة قدرها 500 مليون جنيه، وهى قابلة للزيادة إلى مليار جنيه.
وبحسب ما ذكره أحد العاملين بالمشروع الذى رفض نشر اسمه، فإن المشرفين على مشروع الترميم استعانوا بـ3 شركات مقاولات إلى جانب “بن لادن” الشركة الأساسية المسند لها أعمال التطوير.
ومن بين الشركات التى تمت الاستعانة بها، شركة “أسوان” التى تتولى العديد من المشروعات الأثرية للوزارة.
من جانبه، رفض طارق غريب، مدير عام منطقة الأزهر والغورية الرد على سؤال حول آخر التطورات بمشروع ترميم الجامع الأزهر، مرجعا ذلك لعدم السماح له بالإدلاء بأى تصريحات صحفية تتعلق بالمشروع.
وتبيَّن اختفاء المشكاوات الآثرية من الجامع واستبدالها بأخرى حديثة، إذ تم رصد مزاد لبيع عدد من المشكاوات الآثرية بإحدى صالات المزادات فى لندن الشهر الماضى، ويعتقد أنها تابعة للجامع الأزهر أو لمدرسة “السلطان حسن”، إذ وجد عليها “رنك” ختم مكتوب عليه “رنك عباس حلمى الثانى”.
وقال عماد عبدالعظيم، إن المشكاة الواحدة تُعرض للبيع فى المزاد بسعر يبدأ من 2 حتى 10 ملايين دولار.
ويضم الجامع الأزهر نحو 200 مشكاة، من بينها 10 مشكاوات تُعرض فى مزاد لندن.
وأضاف مدير قطاع البحث العلمى، أن المشكاوات الآثرية الخاصة بالجامع الأزهر تم تغييرها خلال عملية الترميم الأولى التى أُجريت للجامع منذ 10 سنوات تحت إشراف أيمن عبدالمنعم مدير مكتب وزير الثقافة السابق والمسئول عن تطوير منطقة القاهرة التاريخية فى ذلك الوقت، والذى تم القبض عليه بعد الكشف عن تلاعبات واختلاسات فى أعمال ترميم الآثار بالمنطقة.
ويضم مشروع تطوير الجامع الأزهر، أعمال الترميم الدقيق وتحليل العينات الخاصة بالزخارف والأحجار، وأعمال التوثيق الأثرى ورفع البلاطات الرخامية للمدارس الثلاث الموجودة بالجامع، وهى المدرسة الجوهرية والطيبرسية والأقبغاوية، بالإضافة إلى تعديل مكان دورات المياه القديمة بالجامع ونقلها فى مكان لا يطغى على الرؤية البصرية به وواجهاته الزخرفية.
كما سيتم تنسيق الموقع العام للجامع من الخارج، وعمل شبكات صرف الأمطار، وشبكات الصرف الصحى، وتبديل شبكة الكهرباء المتهالكة بأخرى حديثة تخدم الجامع والشعائر المقامة به.
ومن جانبه، قال مجدى سليمان، عضو اللجنة المشرفة على أعمال المشروع، إنه تمت الاستعانة بثلاث شركات مقاولات أخرى فازت فى المناقصة التى طرحتها الوزارة، لتتولى باقى أعمال المشروع بجانب شركة “بن لادن”، إذ أن المشروع يتضمن مراحل عدة ومتنوعة لا تستطيع شركة واحدة القيام بها.
وأوضح أن شركة “بن لادن” للأعمال الهندسية والمقاولات، تتولى الأعمال الإنشائية والمعمارية بالمشروع، إلى جانب شركة “دار الهندسة”، بينما تتولى أعمال الترميم الدقيق شركتى “أسوان” و”مكة”.
وذكر أن خطة ترميم الجامع الأزهر تشمل عدة مراحل، من بينها أعمال الترميم المعمارى، والترميم الدقيق، والكهرباء، والإضاءة والصوت.
ولفت إلى أن نظام الإضاءة والصوت المقرر تركيبه بالجامع، سيحاكى النظام المعمول به فى المسجد النبوى والحرم المكى الشريف.
وبشأن المشكاوات الأصلية المزعوم سرقتها من الجامع خلال أعمال الترميم السابقة، نفى سليمان وجود مشكاوات أصلية من الأساس، وقال إن أعمال الترميم التى جرت عام 1997 شملت صناعة مشكاوات على النسق الذى كانت عليه فى العصر الفاطمى.








