السعودية 9.9 دولار وإيران 12.6 والكويت 8.5 وروسيا 17.2 دولار.. و”أوبك” تتحكم فى 40% من إنتاج العالم
بريطانيا الأكثر تضرراً من هبوط أسعار الخام والحكومات تلجأ إلى ترشيد النفقات
فقدان أكثر من 100 ألف وظيفة فى قطاع النفط والطاقة منذ منتصف 2014
استمرت أسعار النفط فى الهبوط، حيث بلغت 37.3 دولار للبرميل فى نهاية تعاملات الأسبوع الماضى مقارنة بمتوسط 40 دولارًا للبرميل خلال شهر نوفمبر، فى ظل تمسك الدول المصدرة بزيادة المعروض من الزيت الخام بالأسواق العالمية مقارنة بمعدلات الاستهلاك.
وكشف تقرير صادر عن مركز الرياض للدراسات والمعلومات الاستشارية أن الدول العربية هى الأقل تضرراً من هبوط أسعار برنت، لأن تكلفة إنتاج الزيت الخام تتراوح بين 7 و23.8 دولار للبرميل مقارنة بـ27.8 إلى 52.5 دولار بالدول الأجنبية المنتجة للنفط.
وبلغ متوسط تكلفة إنتاج الزيت الخام من الحقول المصرية نحو 7 دولارات للبرميل، وهو أقل إنفاق مقارنة بالدول الأخرى، ويرجع ذلك لانخفاض تكلفة العمالة وقرب مناطق الإنتاج من التسهيلات ويقدر الإنتاج المصرى بـ700 ألف برميل يوميًا.
وأوضح التقرير أن تكلفة إنتاج برميل الزيت الخام بالكويت 8.50 دولار وتعد فى المركز الثانى بعد مصر، وبلغت احتياطاتها نحو 104 مليارات برميل وتخطط الكويت لزيادة إنتاجها من النفط الخام إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2020.
وذكر أن عائد بيع النفط يشكل أكثر من نصف الناتج المحلى الإجمالى الكويتى، فبعد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران قامت الكويت والمملكة العربية السعودية بتغطية الطلب فى السوق الآسيوى.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة إنتاج برميل النفط بالسعودية بلغت 9.9 دولار، وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع صادراتها من النفط الخام إلى 7.364 مليون برميل يوميًا فى أكتوبر الماضى مقانة بـ7.111 مليون برميل خلال شهر سبتمبر.
وبلغت احتياطات النفط بالسعودية نحو 268.4 مليار برميل وتُعتبر أحد أبرز اللاعبين فى تجارة النفط حول العالم، وهى العضو الرئيسى فى منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
ورفضت السعودية خفض إنتاجها من النفط وأدى ذلك بشكل مباشر إلى تراجع الأسعار فى الأسواق العالمية.
وقال التقرير إن تكلفة إنتاج النفط بدولة العراق بلغت 10.7 دولار للبرميل، حيث تعتزم تصدير نحو 3.4 مليون برميل يوميًا من خام البصرة عبر الموانئ الجنوبية خلال الشهر المقبل بارتفاع 17.2%.
وقدرت مصاريف إنتاج الخام بدولة الإمارات نحو 12.30 دولار للبرميل، ويليها فى تكلفة الإنتاج إيران بـ12.60 دولار.
فيما تبلغ تكلفة برميل النفط الروسى 17.20 دولار ويليه الخام الجزائرى بنحو 23.50 دولار، ويعد البترول الليبى هو الأكثر تكلفة فى إنتاجه مقارنة بباقى الدول العربية، حيث يصل لـ23.80 دولار للبرميل.
وتعانى ليبيا من اضطرابات سياسية أثرت على معدلات إنتاجها اليومية، إذ هبط الإنتاج من نحو 1.6 مليون برميل يوميًا إلى نحو 426 ألف برميل فقط، تشكل أكثر من 90% من إيرادات الحكومة الليبية.
ووفقًا للتقرير تأتى بريطانيا على رأس المتضررين عالميًا من أسعار النفط الحالية، حيث يصل متوسط تكلفة إنتاج برميل النفط الواحد بها إلى 52.5 دولار، تليها البرازيل بنحو 49 دولارًا، ثم كندا بتكلفة 41 دولارا لكل برميل.
وتتكلف النرويج نحو 36.10 دولار لكل برميل ويليها فى التكلفة الولايات المتحدة الأمريكية بـ36.20 دولار، وتتراوح تكلفة برميل النفط الصخرى الذى تشتهر بإنتاجه أمريكا ما بين 30 و70 دولارا للبرميل.
أما فى دولتى نيجيريا والصين، فتصل تكلفة إنتاج البرميل إلى نحو 31.60 و29.90 دولار على الترتيب.
وتضررت موازنات معظم شركات النفط العالمية من انخفاض أسعار البترول، إذ انخفضت أرباح شركة “شيفرون” الأمريكية بنحو 64% خلال 2015 مقارنة بالعام الماضى، وخفضت عدد العاملين لديها بنحو 7 آلاف موظف بنسبة %11 من إجمالى العاملين بالشركة، كما انخفضت أرباح شركة “إيكسون” العالمية بنحو 47% مقارنة بـ2014.
ومنذ منتصف العام الماضى تم فقدان أكثر من 100 ألف وظيفة مرتبطة بشكل مباشر بقطاع النفط والطاقة.
وتتحكم منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” فى نحو 40% من إنتاج النفط الخام العالمى، وتمتلك ما يفوق عن 70% من احتياطات الخام فى العالم.
وتعانى موازنات بعض الدول الأعضاء، وفى مقدمتها إيران وفنزويلا من تدنى الأسعار الحالية، ما أدى لزيادة عجز الموازنات الحكومية واضطر بعضها لاتباع سياسات ترشيد للنفقات، والبعض الآخر لتقليل الدعم.
وقال المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول فى تصريحات صحفية إن هبوط أسعار النفط الذى يتعذر وقفه على ما يبدو يثير مخاوف بشأن الاستثمار فى الإمدادات مستقبلا.
أضاف أن تدنى سعر النفط يثير القلق لأنه يعنى انخفاض الاستثمارات فى مشروعات استخراج النفط الجديدة.
وأوضح بيرول “الاستثمارات النفطية انخفضت خلال 2015 بنسبة تتجاوز 20%، والأهم أننا نتوقع انخفاضها العام المقبل أيضًا، ولم نشهد فى السنوات الثلاثين الماضية انخفاض استثمارات النفط فى العالم على مدى عامين متتاليين”.
ورفع بنك “جى بى مورجان تشيس” توقعاته لأسعار النفط خلال عامى 2015 و2016، مدفوعًا بتحسن الطلب الذى سيؤدى إلى خفض كمية الخام المعروض بالأسواق العالمية.
وتوقع “جى بى مورجان” أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكى 55 دولارًا للبرميل خلال العام الجارى و64 دولارًا خلال 2016، وسيصل متوسط سعر خام برنت لنحو 62 دولارًا فى 2015، مقابل 72 دولارًا للبرميل عام 2016.
يذكر أن خام برنت تكبد أكبر خسارة أسبوعية خلال العام الجارى، وسجل 36.6 دولار للبرميل بعد أن حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن تخمة المعروض العالمى ستقود لهبوط الأسعار أكثر خلال 2016.








