وصفت صحيفة «ذا تليجراف» البريطانية قرار السعودية قطع رأس المعارض الشيعى (نمر النمر) بنقطة اللاعودة فى الصراع السُنى الشيعى المرير الذى يجتاح المنطقة، واعتبرته تصعيداً خطيراً فى صراع المملكة مع إيران لبسط الهيمنة الإقليمية.
وتعهد الحرس الثورى الإيرانى بانتقام سريع وقاسٍ، متوعداً بإسقاط الأسرة الحاكمة السعودية فى وقت قصير؛ للانتقام من هذا الفعل، واصفاً إياه بـ«الوحشى»، ويعود للقرون الوسطى.
وعلى أثر هذه الأزمة، قفز سعر خام برنت لأعلى مستوى فى ثلاثة أسابيع، ليسجل 38.91 دولار للبرميل، حيث بدأ التجار يتعاملون مع أول اشتعالات للأسعار، وسط المخاطر السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقرب من خُمس إمدادات البترول العالمية يمر عبر مضيق هرمز، حيث من المقرر أن تتعرض الناقلات لصراعات الماضى من قبل السفن الحربية الإيرانية.
وقالت هيلما كروفت، لدى شركة «آر بى أس» لأسواق رأس المال: «يجب على المستثمرين أن ينتبهوا للخطر الكامل».
وأضافت، أن كواليس حرق السفارة السعودية فى طهران لو كان قبل خمس سنوات لكان هناك تحرك كبير فى السعر، ولكن فى الوقت الراهن هناك الكثير من وفرة الإمدادات ويعتقد الناس أن هذه الأمور ما هى إلا مجرد ضجيج.
ويكمن الخطر بالنسبة للسعوديين فى احتمالية إشعال إعدام (النمر) فتيل ثورة من قبل الأقلية الشيعية، الذين يشكلون 15% من إجمالى السكان، ويجلسون على حقول البترول السعودية العملاقة فى المنطقة الشرقية.
ووصف على الأحمد، مدير معهد شئون الخليج فى واشنطن، «القطيف» بعصب صناعة البترول السعودية، وتسمى «المحطة المركزية العملاقة»، ويخرج منها 12 خط أنابيب لتزويد محطات البترول الضخمة فى مدينة رأس تنورة والظهران.
وأضاف أن هذه الأنابيب قريبة من الطرق والمدن الرئيسية، ما يصعب على الشرطة حمايتها ضد الهجمات الإرهابية.
ويمر معظم إنتاج المملكة من البترول، والذى يصل إلى 10.3 مليون برميل يومياً عبر المدينة التى تعد مركز تجمع الشيعة الذى يغلى الآن من الغضب، وبالتالى فإن أى اضطرابات تؤدى إلى تعطيل الإنتاج لأيام قليلة، يمكن أن تتسبب فى ارتفاع أسعار البترول بدرجة كبيرة ربما تصل إلى 200 دولار أو أكثر، الأمر الذى قد يثير أزمة اقتصادية عالمية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأت فيه المملكة تطبيق برنامج للتقشف، وخفض الدعم، والحد من الرفاهة الاجتماعية.
ونوّهت الصحيفة بأن السعوديين لديهم جهاز أمنى هائل، يخصص 30 ألف شخص لحراسة البنية التحتية للبترول. ولكن هناك مخاطر عالية من تسلل بعض الجماعات الإرهابية من مختلف الجهات.








