أشاد الخبراء بالطريق السريع الذى يضم ثمانى حارات يمتد شمالا لمسافة 45 كم من قلب مدينة «نيروبى» عاصمة كينيا إلى المدينة الصناعية فى «ثيكا»، واعتبروه أعجوبة الهندسة الصينية عند افتتاحه عام 2012 بعد أن استغرق انشاؤه أقل من أربع سنوات.
وقال موسى ايكاريا، العضو المنتدب لهيئة الاستثمار فى كينيا. «كان تصورنا أن هذا الطريق سوف يستغرق وقتا طويلا للبناء ولكن غيّر الصينيون ذلك».
وذكر على خان ساتشو، محلل الاستثمار فى المدينة أن افتتاح طريق «كيليشوا» اليابانى فى 2013 فى العاصمة الكينية. كان مستواه أعلى بكثير من أى طريق آخر يمكن العثور عليها فى نيروبى.
وذكرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» أن الطرق الثلاث تلخص طبيعة استثمار الدولتين الآسيويتين فى كينيا، وأفريقيا على نطاق أوسع.
ونقلت الصحيفة أنه عادة ما ينظر إلى الاستثمارات اليابانية على أنها موثوقة وذات نوعية ممتازة فى حين توصف الصينية بأنها الأكثر انتشارا، وأقل جودة ولكن فى طريقها نحو التحسن.
وأعلن تاتسوشى إيرادا، سفير اليابان فى كينيا أثناء كلمة ألقاها فى حفل عيد ميلاد الإمبراطور اليابانى «قد تكون تكلفة المشروع اليابانى أعلى ولكن دورة الحياة فى نهاية المطاف أفضل بكثير لأنها تتطلب صيانة أقل».
وفى الوقت نفسه، قال جى بى دينج، عضو فى لجنة الحكومة الصينية لأفريقيا فى زيارته الأخيرة إلى «نيروبى» إن بكين تسعى لتغيير علاقاتها مع القارة السوداء.
وأضاف «نريد أن نرى قيمة تعود لأفريقيا، مشيرا إلى سعادتهم الآن حيث أصبح الناس فى أفريقيا يتحدثون عن كونهم شركاء تجاريين، بعد اعتمادهم فى الماضى على طلب المساعدات التى تجعل الجميع أكثر فقرا».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية المتغيرة تعكس تباطؤ التجارة بين الصين وأفريقيا، والتى نمت بمعدل 42% سنويا بين عامى 2003 و2008، ولكنها انخفضت إلى 14% بين 2009 و2014، وفقا لمبادرة أبحاث الصين أفريقيا فى جامعة جونز هوبكنز.
جاء ذلك فى الوقت الذى وصل فيه حجم التجارة الثنائية فى السلع بين اليابان وأفريقيا العام الماضى إلى 27.5 مليار دولار، مقارنة مع 200 مليار دولار مع الصين، أكبر شريك تجارى للقارة.
وامتدت المنافسة إلى مؤتمرات الاستثمار، حيث حضر شى جين بينج، الرئيس الصينى ديسمبر الماضى منتدى التعاون السادس والذى يقام كل ثلاث سنوات بين الصين وأفريقيا.
وفى جنوب أفريقيا، وعد الرئيس الصينى، بتقديم دعم مالى للقارة بأكملها قدّر بحوالى 60 مليار دولار.
ويضم هذا الدعم 35 مليار دولار فى شكل قروض تفضيلية وخطوط ائتمان للصادرات إلى جانب 5 مليارات دولار فى شكل منح، و15 مليارا تمويلات بين الصين وأفريقيا و5 مليارات دولار فى شكل قروض للشركات الصغيرة.
وعلى الجانب الآخر، بدأت اليابان مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الأفريقية (تيكاد) عام 1993 ويعقد كل خمس سنوات. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر السادس فى وقت لاحق العام الجارى فى نيروبى.
وقالت ديبورا بروتيجام، مديرة مبادرة بحوث أفريقيا الصين فى جامعة جونز هوبكنز فى بالتيمور: يبالغ كثير من الناس فى ما يفعله الصينيون فى أفريقيا.
وأضافت «هناك عدد أقل بكثير من تلك الاستثمارات الكبيرة التى يظنّها الناس. على سبيل المثال العديد من الاستثمارات النفطية والتنقيب فى حين أن بعض الصفقات المعلنة لم تحصل على الحجم الذى توقعته تلك الشركات.
وأوضح ايكاريا، أن الاستثمارات اليابانية لديها منتقديها بشدة، وخاصة على مدى سرعة اتخاذ القرارات.
وأضاف عندنا نكتة تقول أن اليابانيين يفعلون «دراسة جدوى لدراسة الجدوى ودراسة جدوى لدراسة دراسة الجدوى» قبل الشروع فى الاستثمار فى حين أن الصينيين أسرع من ذلك بكثير.
وأشار دينيس أورى، رئيس مجلس إدارة «تويوتا» لصناعة السيارات فى كينيا، إلى أننا نود السرعة فى اتخاذ القرار من جميع الجهات.
وأضاف أن التأنى هو الشىء الصحيح لتوخى الحذر، ولكن عندما تفعل ذلك ببطء فكما لو كنت تريد إعادة اختراع العجلة.
وأكدّ مارك فيفر، شريك فى شركة المحاماة بيكر آند ماكينزى أن المستثمرين ينظرون إلى أفريقيا باعتبارها واحدة من مناطق الجغرافية الواسعة، حيث يتوافر بها الكثير من فرص النمو ولها عوائد عالية.
ونوّه ايكاريا إلى أن انخراط الصين فى القارة السوداء يقوم على مزيج من القطاع الحكومى والخاص لدعم مشاريع البنية التحتية المختلفة، بما فى ذلك السكك الحديدية أكبر مشروع فى كينيا، والذى تبلغ قيمته 5 مليارات دولار.
وتكافح الشركات اليابانية لزيادة وجودها أيضا من خلال الاستثمار فى قطاع مفضّل جديد وهو القطاع الزراعى، حيث يبحث المستثمرون عن طرق جديدة ومبتكرة للتنافس مع الصين، مما يخلق مساحة تنافسية كبيرة.








