بول سميث، رئيس مجلس إدارة “CFA” لـ«البورصة»:
الأسواق المالية حول العالم تعيش امتداد أزمة 2008
زيادة الشركات الحكومية بالبورصة وضم أنواع جديدة من صناديق الاستثمار شروط تطوير سوق المال
200 محلل مالى محترف فى مصر.. ولا تفكير فى تقسيم المنهج الدراسى
المشروعات الصغيرة والمتوسطة قاطرة النمو فى العالم
قال بول سميث، رئيس مجلس إدارة معهد المحللين الماليين “CFA”، لـ«البورصة» على هامش المؤتمر السنوى “معهد المحللين الماليين المعتمدين”، إن تحول الأسواق الناشئة إلى «متقدمة» يمر بعدة تحديات، تتمثل فى حجم الاقتصاد، والبورصات، ونسب حرة التداول، وحجم تعاملات السوق من مؤسسات وأفراد، علاوة على نمو الاقتصاد.
أضاف: «انفتاح الأسواق حول العالم أحد المراحل الأهم فى تحولها إلى سوق متقدم، والتى قد تبدو عملية سهلة، إلا أنها تحتاج مزيداً من الوقت مروراً بتدشين عدة سياسات استثمارية فى الاقتصاد».
عن كيفية جذب السيولة والعملاء إلى البورصة وصفها سميث بمحصلة مجموعة من السياسات النقدية السليمة فى السوق والاقتصاد مناخ استثمارى مناسب، وسياسيات اقتصاد مستقل ومنفتح.
وتابع سميث: «نحتاج لتطوير المؤسسات العاملة فى السوق، وضم مزيد من الصناديق الاستثمارية ولاسيما صناديق التأمين والمعاشات، من أجل خلق طلب كبير على الأسهم، ما يسهم فى رفع جودة السوق وتطويره».
شدد على أهمية البحث عن طريقة لرفع درجة الوعى بالاستثمارات المالية، من خلال التعليم ومناهجه، خاصة أن رؤى المتعاملين تقتصر على الاستثمار فى الاحتفالظ بالسيولة أو شراء أصل ما.
عن جدوى تفعيل أدوات مالية جديدة فى السوق المصرى شدد على أهمية خلق طلب على الأدوات المالية مثل المشتقات والبيع على المكشوف الجديدة قبل تفعيلها فى السوق، إذ أن مجرد وجودها لا يعنى جودة أداء السوق بل لابد من وجود طلب حقيقى عليها قبل تفعيلها.
وقال سميث: «ما يحدث فى العالم ليس أزمة مالية عالمية، نحن من الأساس لم نتعاف من الأزمة التى لحقت بالأسواق 2007 – 2008.. نحن فى مرحلة هضم وجبة ضخمة، والتى توقع أن تستمر لسنوات نظراً لعدة عوامل منها القيود التنظيمية، فى أوروبا، وأمريكا، علاوة على الثقة المفقودة فى المتعاملين الغرب فى أسواق المال أنها تمثل تحديات أمام تعافى الأسواق مرة أخرى».
وأضاف أن العالم يواجه أزمات تباطؤ نمو الاقتصاد الصينى، ما خلق بيئة اقتصادية سيئة حول العالم.
لفت إلى الطبيعة الخاصة للأسواق فى منطقة الشرق الأوسط، والتى تتمثل فى أزمات تراجعات أسعار النفط، ومدى تأثيرها على دول الخليج، ومراكزها المالية، إضافة إلى أزمات الاقتصاد العالمى، وتابع: بالتأكيد هى فترة صعبة جداً على الأسواق فى منطقة الشرق الأوسط.
وذكر أن السوق المصرى يتجلى فيه انخفاض عدد الشركات المقيدة فى سوق الأوراق المالية، مقارنة مع عدد الكيانات الاقتصادية المتاحة فى السوق المصرى، فضلاً عن اتجاه شركات للشطب من البورصة.
وشدد سميث على أهمية تدعيم الحكومة المصرية سوق المال عبر الاتجاه لزيادة رؤوس أموال شركات قطاع الأعمال العام عبر البورصة، مشيراً إلى أن الأهمية لا تقتصر على استفادة الحكومة من الدور التمويلى للبورصة، بل تمتد إلى الترويج لسوق الأوراق المالية كوسيلة لزيادة رأس المال.
وتابع سميث: «لا بد أن تتخذ الحكومة المصرية ما يلزم من إجراءات وسياسات لتحويل الاقتصاد المصرى إلى اقتصاد ليبرالى حر ومستقل».
ولفت إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة قاطرة النمو فى العالم، عبر توفير فرص عمل، وزيادة الناتج المحلى الإجمالى ومعدلات نمو الاقتصاد ومن ثم تتطور مع مرور الوقت إلى كيانات كبيرة، والأخيرة قد تستخدم سوق الأوراق المالية فى تمويل زيادات رؤس أموالها.
وأضاف سميث، أن ما يحتاجه السوق المصرى حالياً يتمثل فى استعادة الثقة، وقدرته على التعافى من أجل تحسين نظرته المستقبلية لجذب مستثمرين أجانب.
وذكر سميث، أن الدول المستفيدة من تراجع أسعار لم تظهر استفادتها، إذ أن وفورات الإنفاق لم يتم توجهها لقنوات استثمارية أو استهلاكية، بل يتم الاحتفاظ بها كسيولة إيماناً بمستويات أسعار النفط على التعافى مرة أخرى.
شدد على أن الفترة الحالية تعد مثلى للاستثمار فى الأسواق الناشئة، بعد التراجعات الأخيرة لها، والتى كونت فرصاً استثمارية، فضلاً عن أزمات الاقتصاد العالمى، من تباطؤ نمو وتقييم سعرى مرتفع.
وبيّن سميث: أن «سى اف ايه» لن تتجه إلى تقسيم منهجها الدراسى فى مصر، إذ ان الأدوات المالية المتاحة فى مصر محدودة، ولا يتسع نطاق التخصصات، وبحسب سميث، فإن عدد حاملى شهادة سى اف ايه فى مصر بلغ 200 محلل مالى محترف، علاوة على 600 دارس.
وافتتح سميث، رئيس مجلس إدارة معهد المحللين الماليين CFA، المسابقة السنوية لتحدى البحوث فى مصر، والتى تنظمها الجمعية المصرية للمحللين الماليين وخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt»، للمرة الخامسة على التوالى لاختيار أفضل تقرير بحثى، بمشاركة 9 جامعات، لتقديم أفضل تقرير تقييم مالى (تحليل أساسى) لتحديد القيمة العادلة لسهم شركة العربية للأسمنت.
معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA Institute) يعد من المؤسسات العالمية فى مجال الاستثمار على مستوى العالم، وكذلك الجمعية العالمية لخبراء الاستثمار، ويدير المعهد برامج التحليل المالى CFA وبرامج قياس الأداء الاستثمارى إلى جانب شهادة CIPM فى مجال الاستثمار والبحوث العامة وبرامج التنمية المهنية، ووضع معايير الأداء الأخلاقية المهنية الطوعية لصناعة الاستثمار.
كما يقيم معهد المحللين الماليين المعتمدين مسابقة أفضل بحث تحليلى عن الشركات المتداولة بالبورصة كل عام، وذلك لدعم مهارات البحث والتحليل للطلاب، وتوفير البيئة المهنية المناسبة لتقييم الشركات، وتقديم تقرير مالى احترافى عنها، ويشارك فى المسابقة أكثر من 650 جامعة ممثلين فى 3000 طالب من 55 دولة حول العالم.








