ارتفاع سعر الدولار أكبر تهديد لأرباح المصدرين
العراق والاتحاد الأوروبى أكبر مستهلكين للدواجن الأوكرانية
190 ألف طن مترى صادرات متوقعة فى 2016
سلط تقرير صدر العام الماضى لوزارة الزراعة الأمريكية الضوء على قطاع الدواجن فى أوكرانيا الذى احتفظ بقوته على الرغم من انخفاض حاد فى الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2015، بل وتوقع أن ينمو إنتاج اللحوم الداجنة 2% إلى 995 طناً مترياً فى عام 2016 ليرتفع حجم الصادرات إلى 190 ألف طن مترى مقابل 180 ألف طن مترى فى عام 2015.
وتعمل الحكومة الأوكرانية على تحقيق كفاءة الإنتاج والزيادة الرأسية أكثر من الأفقية لتحقيق أفضل عائد من نفس الوحدة الإنتاجية بدعم منتجى الدواجن من قبل المؤسسات المالية الدولية لتستمر فى التوسع وزيادة حصتها فى السوق خصوصاً فى سوق الاتحاد الأوروبى التى يفضلها المصدرين الأوكرانيين.
كما يسعى المصدرون لفتح جبهات أكبر فى الشرق الأوسط والشرق الأقصى، لكن يبقى العراق أكبر سوق تصدير لهم متفوقاً حتى على دول الاتحاد الأوروبى مجتمعة، حيث تبلغ الصادرات من اللحوم الداجنة للدولة التى تمزقها الحرب الأهلية 28 مليون دولار فى 2015.
ويعكس نمو قطاع الدواجن وسط بيئة اقتصادية صعبة فى أوكرانيا المرونة الكبيرة التى يتمتع بها المنتجين وقدرتهم علة تحقيق النمو الرأسى المتكامل الذى شجع مؤسسات مالية دولية على تقديم الدعم رغم انخفاض العائدات على المبيعات المحلية فى وقت ارتفعت فيه تكاليف المدخلات وخدمة الدين المرتبطة بسعر العملات الأجنبية التى أثرت سلباً على ربحية القطاع فى عام 2015.
ونجحت أوكرانيا فى تحقيق طفرة هائلة فى القطاع الذى كان يصدر فى 2010 فقط 25 ألف طن مترى بفضل الاستحواذ على اهتمام الشركاء التجاريين فى المنطقة خصوصاً مولدافيا وكازاخستان اللتان وقعتا اتفاقات للحد من القيود التجارية على لحوم الدجاج الأوكرانى فى عام 2015.
وبالنسبة للصادرات إلى الاتحاد الأوروبى يستمر العمل على اختراق المنافسة الشرسة بعد أن نجحت اعتماد شركتين من شركات إنتاج الدواجن الأوكرانية للتصدير إلى السوق الأوروبى المشتركة.
الإنتاج
بعثت توقعات صندوق النقد الدولى بأن التضخم سيتباطأ إلى 20% فى عام 2016 مقابل 46% فى عام 2015 وأن والناتج المحلى الإجمالى سينمو 2% فى عام العام الجارى بعد انخفاض 9% فى العام الماضى الأمل فى أن ربحية قطاع الدواجن سوف تتحسن.
وتشهد بيئة الأعمال بوادر تحسن الأوضاع الاقتصادية مثل توافر الأعلاف الرخيصة نتيجة المحصول الجيد العام الماضى واستقرار تكاليف المدخلات الأخرى مثل المعدات وقطع غيارها والأدوية البيطرية.
لكن توقعات النمو 2% للقطاع فقط تعود إلى الاستراتيجية المتحفظة لمعظم المنتجين بسبب القلق من ارتفاع تكلفة القروض المقومة بالدولار وزيادة الضغوط على التزامات الديون الخارجية ومدخلات الإنتاج المستوردة التى تسهم فى زيادة تكاليف التشغيل.
ويعتبر عدم الوصول إلى الأسواق الخارجية بالنسبة لصغار المنتجين بمثابة الموت البطىء لمشروعاتهم النامية، وبحسب مصادر فى القطاع فإن تراجع سعر صرف العملية المحلية “هريفنا” منذ 2014 إلى منتصف 2015 تسبب فى زيادة تكاليف إنتاج الدواجن بنسبة 45%.
وتتركز زيادة التكاليف فى الأعلاف، وبيض التفريخ، والطاقة، ومما أدى إلى تفاقم الأزمة أنه على مدار الفترة نفسها لم ترتفع أسعار البيع للحم الدجاج المحلية سوى بنسبة 31%.
الاستهلاك والتجارة
ومن المتوقع أن يزيد قليلاً الاستهلاك المحلى قليلاً فى عام 2016 إلى 865 ألف طن مترى جراء هبوط الطلب فى المناطق غير الخاضعة للرقابة فى شرق أوكرانيا التى تشهد حرباً انفصالية تدعمها روسيا، لكن تبقى لحوم الدواجن الخيار الأقل تكلفة بين البروتين كجزء من النظام الغذائى التقليدى وهو ما يعطى طمأنة للمستثمرين بأن الأسواق ستكون مستقرة العام الحالى.
ومن المتوقع أن تظل واردات أوكرانيا من اللحوم الداجنة نتيجة اتفاقات تحرير التجارة مع الاتحاد الأوروبى مستقرة فى عام 2016 عند 60 ألف طن مترى يأتى معظمها من بولندا وألمانيا ومن المنتظر أن يتم تنفيذ الاتفاقات بالكامل لمنطقة التجارة الحرة الشاملة (DCFTA) فى يناير 2016.
وتسمح الاتفاقات بالصعود التدريجى لكميات معفاة من الرسوم تبدأ 400 طن مترى فى 2016 ووصولاً إلى المستوى النهائى بـ10 آلاف طن مترى فى 2019، وفى 2016 أصبح من حق أوكرانيا تصدير 20 ألف طن مترى من لحوم دواجنها المعفاة من الرسوم الجمركية.
الصادرات
يستهلك العراق والاتحاد الأوروبى معاً نصف صادرات أوكرانيا من لحوم الدواجن ورغم سماح أوروبا بزيادة وارداتها من أوكرانيا، لكنه من غير المتوقع حدوث زيادة كبيرة بسبب ضغوط تكاليف الإنتاج والتصدير التى تزيد العبء خصوصاً على المنتجين الصغار.
وزادت الصادرات الأوكرانية بنسبة 10% خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2015، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2014.








