حازم عبدالمحسن لـ«البورصة»:
نستهدف التعامل على منتجات جديدة فى دبى قبل نهاية العام.. و«السلع» ضمن الخطة
الشركة تعتزم مخاطبة «الرقابة المالية» لتتعامل كصانع سوق على أسهم مدرجة ببورصة مصر
ندرس طرح حزمة منتجات مختلفة لصناديق مؤشرات جديدة أحدها يتبع مؤشر «EGX30»
تستهدف شركة «بلتون صانع السوق» التعامل مع منتجات جديدة فى سوق دبى قبيل نهاية العام الحالى، كما تعتزم مخاطبة الهيئة العامة للرقابة المالية لتتعامل كصانع سوق على أسهم مدرجة بالبورصة المصرية.
كشف حازم عبدالمحسن، العضو المنتدب لشركة «بلتون صانع السوق» فى حواره لـ«البورصة» عن الخطة المستقبلية للشركة على المديين القريب والمتوسط، مع وضع تصور عام لخطة الشركة طويلة الأجل.
قال «عبدالمحسن»، إن أولى الخطوات التوسعية للشركة فى 2016 تضمنت حصولها مؤخراً على موافقات بورصة ناسدك دبى على التعامل كصانع سوق على أسهم شركة «أوراسكوم كونستركشن»، مبيناً أنه جار، حالياً، إجراءات تجهيزات البنية التحتية اللازمة مع بورصة ناسدك لبدء التعامل كصانع سوق على السهم خلال أبريل المقبل.
وكانت شركة «بلتون صانع السوق» قد انضمت إلى قائمة شركات الوساطة الأعضاء فى بورصة ناسدك دبى فى منتصف أغسطس الماضي، والتى تُمكنها من التعامل كصانع سوق على الأسهم والمنتجات المالية المختلفة ببورصة دبى.
وتتولى شركة صانع السوق نشاطها عبر شراء وبيع أسهم على ورقة معينة بغرض استقرار وتحفيز سعر السهم وتوفير الطلب والعرض بشكل دائم على السهم دون أن يستلزم ذلك احتفاظ صانع السوق بحصة من الأسهم.
ويقوم صانع السوق بعمليات بيع على المكشوف لتلك الأسهم، وإعادة شرائها مرة أخرى بما يحقق توازن العرض والطلب، حيث يخلق صانع السوق حالة استقرار على السهم بقيامه بدور المشترى عندما تسود رغبة البيع بين المستثمرين وبدور البائع عندما يغلب الطلب.
ولفت «عبدالمحسن» إلى أن شركة «بلتون» أول صانع سوق يباشر نشاطه فى بورصة «ناسداك دبي» دون أن يكون له مقر هناك، معتبراً تلك الخطوة ضمن أهم التوسعات التى ستضع «بلتون» فى صدارة الشركات المصرية التى تتعامل فى هذا المجال.
أوضح أن بورصة دبى تتسم بالسيولة، وتشهد توسعاً مستمراً من خلال التعامل مع مجموعة واسعة من المستثمرين العالميين، ما يتيح فرصاً جاذبة لصناعة السوق على مجموعة متنوعة من الأوراق المالية.
وقال لـ«البورصة»، إن الشركة تعتزم التعامل كصانع سوق على أسهم وأدوات مالية جديدة فى بورصة دبى العام الجارى، على أن تبدأ إجراءات دراسة تلك المنتجات عقب تفعيل التعامل على سهم «أوراسكوم كونستركشن» أولاً، موضحاً أن الأدوات الجديدة ستتضمن التعامل على سلع فى بورصة ناسدك بجانب الأسهم.
وكشف «عبدالمحسن»، أن الشركة تعتزم تقديم طلب إلى هيئة الرقابة المالية للتعامل كصانع سوق على أسهم مدرجة بالبورصة المصرية خلال العام الحالي، وأن الشركة لن تقصر نشاطها فى السوق المصرى على صندوق المؤشرات فقط «ETF»، بل تستهدف استغلال رخصة صانع السوق التوسع فى تعاملاتها على الأسهم المدرجة المصرية مع تقديم منتجات صناديق جديدة.
ولفت إلى أن التعامل كصانع سوق فى البورصة المصرية سيسهم فى دعم السيولة بالسوق وإتاحة الأسعار الجاذبة وتشجيع التداول النشط من قبل المستثمرين.
وأوضح أن تعامل «بلتون» كصانع سوق على الأسهم سيتطلب من هيئة الرقابة المالية بعض التعديلات على الضوابط الحالية المنظمة لنشاط صانع السوق، مشيراً إلى أن الضوابط الحالية تمت صياغتها على صناديق المؤشرات وليس الأسهم والأدوات المالية بشكل عام، وهو ما سيحتاج إلى تعديلات فى الصياغة فقط ليصبح التعامل بتلك النشاط أكثر شمولاً.
أكد «عبدالمحسن» نجاح تجربة «بلتون» فى إطلاق أول صندوق مؤشرات بالسوق المصرى، حتى مع انخفاض حجم الإقبال على الصندوق، مشيراً إلى أنه من الطبيعى أن يواجه أى منتج جديد فترة اختبار طويلة إلى أن يثبت نجاحه، وهو ما تمر به «بلتون» حالياً.
أضاف: «تعانى بلتون أزمة عدم توعية كافية لهذا المنتج بجانب أزمات البورصة الحالية، إلا أنه بمرور الوقت ستكون تلك الصناديق ضمن أفضل المنتجات التى تقدمها البورصة المصرية، وستجعلها أكثر جذباً لمختلف مستثمريها سواء محليين أو عرباً وأجانب».
لفت إلى أن صناديق المؤشرات تمتاز بأنها متداولة فى البورصة، لذا يسهل التعامل عليها من خلال شركات السمسرة أو عبر التداول الإلكترونى، كما يتم الإعلان عن أسعارها يومياً، وذلك بخلاف باقى أنواع الصناديق التى تتطلب توجه المستثمرين للبنوك لإجراء عمليات الاكتتابات والاستردادات على وثائقها وأيضاً يتم الإعلان عن أسعارها اسبوعياً، الأمر الذى يؤدى إلى عزوف شريحة كبيرة من المستثمرين عن هذه الصناديق خاصة من قبل الأجانب والعرب غير المقيمين.
وقال إن مميزات سهولة التداول على صناديق المؤشرات ستضعه ضمن أهم المنتجات المتداولة مستقبلاً مع تحسن ظروف السوق وأحجام التداولات وعودة ثقة المستثمرين فى البورصة، حيث تعانى الصناديق تدهور ظروف السوق وهروب الاستثمارات منه لأسباب معروفة، والتى بدأت من أزمة فرض ضرائب على أرباح البورصة وصعوبة تحويلات الأجانب للخارج، وتشتد، حالياً، مع تعرض البلاد لمأزق نقص العملة الأجنبية.
وكشف «عبدالمحسن» سعى الشركة فى خطتها متوسطة الأجل، لإطلاق صندوق مؤشرات جديد ضمن سلسلة من تلك الصناديق التى تعتزم الشركة إطلاقها، حيث تعتزم الشركة فى خطتها طويلة الأجل طرح عدة منتجات مختلفة لصناديق المؤشرات تهدف من خلالها لجعل السوق المصرى على خارطة البورصات التى تتعامل بقوة فى هذه المنتجات.
وقال إن ذلك سيسهم فى جذب مستثمرين جدد سواء محليين أو أجانب، خاصة أن الشريحة الأخيرة من المستثمرين تُفضل التعامل مع منتجات تٌمثل السوق المصرى أو قطاعات بعينها فى هذا السوق، وذلك بدلاً من الاضطرار للجوء إلى الدراسات البحثية لشراء الأسهم.
وقال العضو المنتدب لشركة «بلتون صانع السوق»، إنه جارٍ، حالياً، إجراء دراسات على عدة أنواع جديدة من صناديق المؤشرات مثل صناديق متخصصة فى أسهم قطاعات بعينها، مرجحاً أن تكون ضمن صناديق المؤشرات الجديدة التى تعتزم الشركة بدء إطلاقها صندوق يتبع مؤشر البورصة الرئيسى «EGX30».
استطرد أن مصر لن تشهد سوق مؤشرات قوياً وكبيراً إلا من خلال طرح عدة منتجات مؤشرات مختلفة تتطور مع الوقت من مرحلة الأسهم إلى السلع والأدوات المالية الأخرى مثل صناديق مؤشرات على أدوات الدخل الثابت، لافتاً إلى أن صناديق المؤشرات بمثابة مرآة حقيقية تعكس أداء القطاع الذى تمثله.
أضاف أن حجم صناعة صناديق المؤشرات فى الثمانينيات كان ضئيلاً للغاية، حيث لم تلق أى استجابة من قبل المستثمرين، لكنها أصبحت، حالياً، ضمن أكثر المنتجات تداولاً فى البورصات الأجنبية بقيادة السوق الأمريكي، حيث تعد ثانى أكبر صناعة فيه ووصل حجمها بنهاية 2014 إلى 3 تريليونات دولار.
وكشف «عبدالمحسن» سعى الشركة لتكرار تجربة التعامل ببورصة «ناسداك دبي» كصانع سوق مع بورصات أخري، مشيراً إلى أن شركته تجرى دراسات مستمرة لكافة الأسواق، وأن أى سوق يتيح للشركة التعامل فيه كصانع سوق، ستبدأ الشركة اتخاذ الإجراءات الجدية لتكرار تلك التجربة، متوقعاً أن تنجح «بلتون» فى التوسع بعدة أسواق ضمن خطتها طويلة الأجل.
وقال العضو المنتدب لشركة «بلتون صانع السوق»، إن أداء البورصة المصرية يؤثر على سوق الصناديق، حيث إن نمو تعاملاتها وعودة استثمارات الأجانب والعرب بقوة إليها، ومنحها مزيداً من المحفزات، سينعكس سريعاً على حجم صناعة الصناديق.
أشار إلى أن البورصة بحاجة، حالياً، لوجود آليات تمكن المستثمرين من الاستفادة من تراجعات السوق مثل آلية البيع على المكشوف short selling، وأن تفعيلها فى الوقت الراهن سيزيد من نسب السوية والتداولات فى البورصة.
ووفقاً لـ«عبدالمحسن» تحتاج البورصة المصرية إلى تنوع فى أدواتها المالية ووجود سوق سلع فيها ومنتجات مختلفة يمكن من خلالها تطوير صناعة الصناديق.
أضاف أن السوق بحاجة، أيضاً، إلى تشجيع الطروحات الجديدة، خاصة لشركات كبيرة، والتى سيكون لها دور كبير فى جذب دماء جديدة محلياً ومن الخارج.
كما طالب بضرورة حل أزمة تحويلات الأجانب للخارج بشكل جذرى لتشجيع دخولهم مرة اخري، إضافة إلى العمل على حل أزمة نقص الدولار من خلال دعم مصادر توفيره.
جدير بالذكر أن شركة «بلتون لصناعة السوق»، قد حصلت على ترخيص لتقديم خدماتها فى البورصة المصرية فى يونيو من عام 2014، فيما بدأت الشركة نشاطها فعلياً على أول صندوق مؤشرات فى مصر مطلع 2015، ويبلغ رأسمالها الحالى مليونى دولار.