أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن استقرار الأوضاع في مصر حاليا من شأنه أن يؤثر على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، معربا عن ارتياح موسكو على التطور الإيجابي للأحداث في مصر خلال السنة الماضية واستكمال العملية السياسية التي أعلنت عام 2013 بالانتخابات البرلمانية.
وقال لافروف ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري في موسكو اليوم الأربعاء ـ “لقد تباحثت مع الوزير شكري حول الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بخطر الإرهاب والتطرف الذي يتصاعد في تلك المنطقة، مما يؤثر على المزيد من الدول”.
وأضاف, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أن روسيا ومصر أكدتا موقفهما المبدئي حول حل جميع المشاكل في هذه المنطقة على أساس القانون الدولي من خلال حوار يشمل جميع القوى السياسية في تلك البلدان للوصول إلى المصالحة الوطنية.
وأضاف وزير الخارجية الروسي, أن موسكو والقاهرة متفقتان أيضا بشأن النزاع السوري، وأن الشعب السوري هو من يقرر مصير بلده، وذلك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي.
وتابع لافروف قائلا “لقد اتفقنا مع القاهرة على ضرورة التعاون الوثيق في إطار المجموعة الدولي لدعم سوريا في ظل التغيرات التي نتابعها الآن، ونجاحنا في تنفيذ المبادرة الأمريكية ـ الروسية حول وقف الأعمال العدائية وتوسيع إمكانيات إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة”.
وأشار لافروف إلى أن نجاح المبادرة الأمريكية ـ الروسية سوف يتزايد في سياق مباحثات جنيف التي سوف تستمر خلال الأسبوع الجاري، مضيفا أنه تبادل الآراء مع الوزير شكري حول الوضع في اليمن وضرورة وقف إطلاق النار فورا واستئناف المباحثات لبدء العملية السياسية الواسعة.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن العملية السياسة ستعيد استقرار الدولة اليمنية، مضيفا أنه بلاده تدعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وحول الوضع في ليبيا، قال الوزير لافروف إن موسكو والقاهرة تقترحان على كل المشاركين واللاعبين الدوليين ضرورة توحيد الجهود والتعاون من أجل تحسين الوضع في ليبيا، لافتا إلى دعوة مجلس الأمن الدولي لإشراك جميع اللاعبين ذوي النفوذ في ليبيا لعملية سياسية من أجل تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية الروسي “أبدينا اهتماما كبيرا بضرورة إنجاز الخطوات الضرورية لإنهاء التصعيد على الأرض .. ولابد وأن نتوصل إلى توافق فلسطيني كي يتوحد جميع الفلسطينيين على قاعدة موحدة القائمة على المبادرة العربية السلمية”.
وأضاف لافروف “كما لابد وأن نعمل كل ما في وسعنا من أجل استئناف العملية التفاوضية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وتابع قائلا “كما قمنا خلال هذا اللقاء ببحث قضايا التعاون الثنائي قبل كل شيء من أجل تنفيذ الاتفاقيات التي توصلنا إليها في سياق اللقاءات المنتظمة بين الرئيسين المصري والروسي، وكذلك تلك القرارات التي تمت اتخاذها في اللجنة الثنائية الخاصة بالتعاونات الجارية والاقتصاد الذي عقدت مجلسه منذ شهر في القاهرة” .
وأكد لافروف أن روسيا تدعم كافة القرارات المتعلقة ببناء المحطة الكهربائية في مصر، وإقامة منطقة صناعية، وكذلك تحسين شبكة السكك الحديد، حيث تم استئناف العلاقات البرلمانية بين الدوليتين بعد زيارة رئيس مجلس الدوما الروسي الفيدرالي إلى مصر.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أنه تم الاتفاق على استئناف الملاحة الجوية الروسية بين روسيا ومصر من أجل زيادة التبادل السياحي الذي تقلص لأسباب معروفة، وكذلك الاتفاق على حل مشكلة استئناف عمل الخطوط الجوية عند توفير أعلى مستويات الأمن والتأمين للمواطنين الروس.
وتابع لافروف قائلا “إننا نقيّم الاتصالات التي جرت بين مؤسسات الطيران المدني وكذلك الجهات المعنية بين روسيا ومصر ونأمل في استئناف الملاحة الجوية المباشرة بين روسيا ومصر”.
وأوضح أن الجانب الروسي يعمل بنشاط من أجل افتتاح القنصلية العامة في الغردقة خلال العام المقبل، مضيفا أن افتتاح القنصلية أمر بالغ الأهمية لمواصلة تطوير العلاقات السياحية بين البلدين.
وأكد لافروف في نهاية كلمته أن المباحثات مع وزير الخارجية سامح شكري جرت بصورة مثمرة وستساهم في تطوير التعاون بين البلدين.
من جانبه، أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مصر ملتزمة بمتابعة العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، مشيرا إلى أنه خلال فترة الانتقال السياسي والانتخابات البرلمانية المصرية، استمرت الاتصالات بين البلدين، حيث تواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مرات عدة.
وشدد شكري – خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بموسكو – على أن هذا التواصل يعطي زخما للعلاقات المصرية الروسية ويعطي فرصا جديدة للتعاون في المجال السياسي والثقافي وغيرها من المجالات.
وقال وزير الخارجية “نقيم أواصر تعاون اقتصادي كبير تفيد شعبين البلدين، ونعمل على اكتشاف مجالات جديدة للتعاون”.. مضيفا أنه تم بحث شؤون الشرق الأوسط المتوتر سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد شكري أن القاهرة وموسكو تتابعان العمل بشكل ثنائي فيما يتعلق بالعديد من القضايا، مشددا على أن هذا التعاون يتأسس على مبدأ احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأهمية الحل السلمي للنزاعات والصراعات في العالم.
وأشار إلى أنه من الضروري التعاون والمحافظة على هذا النوع من التنسيق بين البلدين، مؤكدا على دور روسيا الهام كقوة عالمية، ونفوذ مصر الإقليمي الكبير، لافتا إلى أن هذا التعاون سيتقدم مع روسيا من حيث الأمن والسلم.
وأكد وزير الخارجية أن المحادثات مع لافروف تطرقت إلى العمل على استقرار الاقتصاد المصري، وخاصة في هذه الأوقات، حيث أن استقرار مصر هو مساهم حيوي كبير للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن مصر تعتمد بشكل كبير على السياحة اقتصاديا وهو مكون كبير لديها.
وأشار شكري إلى أن قطاعا كبيرا من المصريين يعتمد على السياحة، وأعلن ترحيبه بالعدد الكبير من الروس الذين كانوا يزورون مصر.
ولفت وزير الخارجية إلى أنه يجب العمل على التعاون مع روسيا بشكل واسع النطاق في مجال الأمن في المطارات، وقال “نرحب بالبعثات التقنية الروسية ونتعاون في هذا المجال لضمان السلامة في مطاراتنا ولضمان الأمن والتعاون بشكل شفاف مع الطرف الروسي لكي نستعيد نفس مستوى السياحة الذي كان موجودا في مصر سابقا، ودائما نتواصل في هذا الشأن مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لحل هذه القضية قريبا، وسيصبح من الممكن استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين”.
وحول تدفق المقاتلين الأجانب من الحدود التركية السورية، أكد شكري أنه ينبغي على المجتمع الدولي إيجاد حلول لمنع تدفق الإرهاب وأخذ إجراءات تمنع تدفق المقاتلين الأجانب، ويجب أن يتم ذلك بجدية عبر الحدود، بالإضافة إلى منع تقديم المساعدات التقنية والمالية للإرهابيين لأن استمرار ذلك فقط سيدعم قدرة الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية، وزعزعة الاستقرار ووحدة البلدان في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية أن الأزمة في سوريا هي فرصة كبيرة للتنظيمات الإرهابية للعمل في الحدود السورية، لافتا إلى أنه يجب النجاح في القضاء على هذه المجموعات.








