5 آلاف محل فى القاهرة الكبرى.. وأزمة الدولار تهدد بتوقف النشاط.. و%50 انخفاضاً فى القوى الشرائية
120 ألف جنيه سعر كيلو «العنبر» والزعفران 30 ألفاً لاستخدامهما فى التداوى
«الكركديه» و«التمر هندى» و«الخروب» و«الدوم» الأكثر طلباً فى رمضان
العطارة أصل علوم الصيدلة.. وسوء تعقيم الأعشاب يحولها لسموم
دخول الصين كمستهلك للفلفل الأسمر وراء تضاعف أسعاره
تراجعت واردات العطارة خلال العامين الحالى والماضى بما يتراوح بين 40 إلى %60 على خلفية أزمة الدولار التى عاناها السوق المحلى الفترة الأخيرة، نظراً لاعتبار العطارة سلعاً كمالية وعدم منحها الأولوية فى تدبير العملة، رغم عدم وجود بديل محلى والأصناف التى تنتجها مصر لا تتجاوز %5 من الأنواع المطروحة بالسوق.
وقال رجب العطار، رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، إن مصر تستورد %95 من منتجات العطارة، وبالتالى فقد تأثر القطاع بارتفاع الدولار أمام العملة المحلية، مشيراً إلى أن الإنتاج المحلى يقتصر على بعض أنواع الكزبرة والشيح واليانسون والكراوية، بينما يستورد باقى الأنواع من دول شرق آسيا والصين وفيتنام والبرازيل وسيريلانكا وأندونيسيا.
وتوقع توقف نشاط محلات العطارة خلال فترة قصيرة حال استمرار أزمة نقص العملة الأمريكية وارتفاع أسعارها، مطالبا وزارة الزراعة بإجراء الأبحاث والدراسات وتكرار محاولات اختبار الأراضى لزراعة أنواع العطارة المختلفة، فى إشارة منه إلى فشل محاولتها السابقة فى زراعة البن والفلفل الأسود.
وقدر حجم الاستثمار فى قطاع العطارة بنحو مليار جنيه على مستوى القاهرة الكبرى، مهددة بالتوقف بسبب صعوبة الاستيراد، لافتا إلى مطالبة الشعبة بتوفير العملة للسلع التى ليس لها بديل محلى ولا يمكن الاستغناء عنها مثل العطارة باعتبارها ضمن السلع الغذائية المهمة.
وأضاف أن القاهرة الكبرى تضم 5 آلاف محل عطارة، كما أن هناك 60 شركة فقط تستورد احتياجات مصر من العطارة، مؤكدا أن تراجع قيمة الجنيه بنحو %30 خلال عام واحد وزيادة التعريفة الجمركية بنسبة تتراوح بين 20 إلى %40 بدلا من %10، أدى إلى اشتعال الأسعار خلال الفترة الحالية.
وأشار إلى أن الفلفل الأسمر من أكثر الأنواع تأثراً بارتفاع الأسعار، خاصة بعد ارتفاع أسعاره عالمياً على خلفية دخول الصين كمستهلك رئيسى واستيراد كميات كبيرة من فيتنام التى تعد من أكبر الدول المنتجة، الأمر الذى ساهم فى نقص المعروض وارتفاع أسعاره لتصل إلى 10 دولارات للكيلو بدلاً من دولارين فقط العام الماضى.
وأكد أن القوى الشرائية للمواطنين انخفضت بنسبة تتراوح بين 35 و%50، رغم أهمية التوابل عند المصريين.
ويعد العنبر أغلى أنواع العطارة، حيث يصل سعر الكيلو إلى 120 ألف جنيه، نظرا لاستخدامه فى التداوى وعلاج بعض الأمراض مثل حالات الشلل الرعاش والجلطات، ويباع الجرام منه بـ 140 جنيها، ويأتى الزعفران، فى المرتبة الثانية بسعر يتراوح بين 25 و30 ألف جنيه للكيلو، ويستخدم أيضا فى علاج بعض الأمراض مثل النقرس المعروف بمرض الأغنياء، بالإضافة إلى ما يضيفه للطعام من نكهة ولون ورائحة مميزين.
تابع إن المستكة تعتبر ضمن أغلى أنواع العطارة، حيث يسجل سعر الكيلو منها 1600 جنيه، ثم الحبهان بـ140 جنيها، لافتا إلى إقبال المصريين على شراء جميع أنواع العطارة حتى غالية السعر منها عند الحاجة، باعتبارها أصل الدواء.
وحدد العطار بعض أنواع المشروبات الطبيعية التى يزيد الطلب عليها خلال شهر رمضان التى استقرت أسعارها نسبيا مثل الكركديه الذى سجل 48 جنيها للكيلو، والعرق سوس 26 جنيها، والدوم 28 جنيها، الخروب 16 جنيها.
حذر العطار المواطنين من التعامل مع الأعشاب باعتبارها غير ضارة فى كل الأحوال، نظراً لأنها تحتاج إلى درجة تعقيم عالية وطريقة تصنيع محترفة حتى لا تتحول إلى أعشاب سامة.
قال العطار، إن حجم واردات شركته من الأعشاب كان يصل إلى 15 حاوية شهريا، بتكلفة 60 مليون جنيه، قبل أن تتراجع %70 بسبب قرارات البنك المركزى الخاصة بوضع حد أقصى للإيداع الدولار، مؤكدا أنه رغم إلغاء الحد الأقصى ولكن شركات العطارة لم تستفد من القرار لاقتصاره على مجموعة سلعية ليس من بينها العطارة والمكسرات والياميش.
وأوضح أن المستهلك يستطيع مقاطعة الياميش، واستبداله بالبلح الأسوانى وجوز الهند والسودانى المصرى، ولكن من الصعب عليه مقاطعة التوابل عن طريق وقف استيرادها أو تقليله كما حدث مع الياميش، خاصة فى ظل عدم زراعتها فى مصر والاعتماد بشكل كامل على الاستيراد فى توفيرها، مطالبا باعتبار التوابل سلعة اساسية ذات أولوية فى الحصول على العملة الأجنبية.
قدر العطار حجم استيراد مصر من الياميش العام الحالى بنحو 40 مليون دولار مقابل ما يتراوح بين 80 و100 مليون دولار العام الماضى، لافتا إلى إحجام معظم الشركات عن استيراد الياميش والمكسرات هذا الموسم، رغم انخفاض أسعاره عالميا لزيادة حجم المحصول عن معدلاته الطبيعية، وذلك بسبب أزمة العملة وصعوبة توفيره لمستوردى الياميش باعتباره سلعة استفزازية، إلى جانب ارتفاع التعريفة الجمركية.
وأشار العطار إلى أن مصر تعتبر من أكثر البلاد اهتماماً بالتوابل والعطارة، خاصة البهارات والفلفل الأسمر حتى بعد ارتفاع أسعاره على مدار العام الماضى، موضحا أن الهند وأوروبا من أقل الشعوب اهتماما بالتوابل، رغم اعتماد الأكلات الهندية على الشطة والكارى ضمن مكوناتها الأساسية، فى اشارة منه إلى مكانة التوابل والعطارة لدى المصريين.
قال إنه بصدد افتتاح فرع جديد العام الحالى بمنطقة فيصل أو المعادي، ليصل عدد فروعه شركته إلى 5، مشيرا إلى أنه ورث المهنة عن أجداده منذ 118 عاما.