%96 انخفاض استهلاك الحيوان من المياه ومساحة اليابسة
سؤال تساوى إجابته ملايين الدولارات، هل من الضرورى الاعتماد على الحيوانات للحصول على اللحوم والبيض والحليب والمنتجات الجلدية المستهلكة والمستخدمة يومياً من قبل مليارات البشر فى جميع أنحاء العالم؟
بحسب تقرير لمجلة الأثاث العالمية فورنوانفو فإن بعض الشركات فى مهمة لإثبات أن الجواب «لا» من خلال أبحاث تطوير جلود مصنعة معملياً فيما يعرف بالألياف الحيوية (biofabrication)، بتحويل البروتين الحيوانى معملياً إلى جلود قابلة للاستخدام.
ووفقاً لمقالة فى صحيفة وول ستريت جورنال عام 2014 حول الألياف الحيوية، فانها تقنية هندسة الأنسجة التى يمكن من خلالها أن تنمو خلايا عن طريق الحصول على عينات الأنسجة من خلال خلايا أنسجة الحيوانات دون جرح أو قتل الحيوانات. وأشار المقال إلى أهمية هذه التقنية الحيوية لتحقيق الاستدامة البيئية مع تزايد أعداد السكان فمن المرجح أن وضع كوكبنا فى خطر بسبب كمية الحيوانات المطلوبة لتلبية احتياجات الناس.
قال اندراس فورجريس الرئيس التنفيذى لشركة مودرن ميديو وهى واحدة من أولى الشركات التى جعلت أولوياتها لبحوث الألياف الحيوية والتنمية فى ندوة، إن عام 2012 شهد طلباً بلغ 60 مليون حيوان برى لتوفير اللحوم ومنتجات الألبان والمنتجات الجلدية لما يقرب من 7 مليارات شخص فى جميع أنحاء العالم.
وبحلول عام 2050، سوف تكون هناك حاجة لأكثر من 100 مليون حيوان لتقديم خدماتها للسكان فى جميع أنحاء العالم المتوقع ارتفاع تعدادهم إلى 10 مليارات نسمة.
وتحتل الحيونات حالياً 33% من اليابسة، تستحوذ على 8% من استهلاك المياه العالمى، وتنبعث منها 18% من الغازات المسببة للاحتباس الحرارى فى العالم.
وبحسب بحث وان جرين بلانت فإن الجلود المخلقة معملياً سوف تستخدم أرضاً أقل بنسبة 99% وستخفض استهلاك المياه بنسبة 96% كما ستخفض انبعاث غازات الاحتباس الحرارى بنسبة 96% ونفس النسبة من النفايات.
ورغم أن نمو إنتاج الجلود مستمر لأنه نتيجة ثانوية لنمو استهلاك اللحوم وفقاً لتقرير للأغذية والزراعة الصادرة عن الأمم المتحدة، فمن المتوقع أن ينمو الطلب من 10.1 كجم للشخص الواحد فى 2015 حتى 10.6 كجم فى عام 2030. وفى الوقت نفسه فإن استهلاك الفرد من اللحوم يزداد مع نمو السكان من 7.3 مليار نسمة إلى 8.5 مليار نسمة بحلول 2030.
واستناداً إلى هذه التقديرات فقط فإن نمو إنتاج الجلود يتجه للزيادة على الرغم من أنه ليس من المؤكد أنه سوف يواكب نمو الطلب على الجلود، خاصة عالية الجودة المستخدمة فى المقاعد.
وتراهن الشركات التى تستثمر فى بحوث الجلود المصنعة معملياً على أن الطلب يزداد على الجلود عالية الجودة مع تنامى الدعوة لتوفيرها بطريقة صديقة للبيئة.
وأشارت صحيفة الجارديان فى تقرير لها عام 2015 إلى أن الشركات مثل مود ميديو أمامها طريق طويل من النجاح فى تخليق عينات معملية إلى مرحلة إنتاج الجلود لغرض الاستهلاك.
ويحتاج تخليق قدم مربع معملياً من الجلد عالى الجودة 1.5 شهر بينما الحصول عليه من الحيوان يحتاج 2-3 سنوات تشمل توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية.
كما أن نجاح التكنولوجيا الجديدة فى تطوير الإنتاج وصولاً إلى المستهلك سيسمح بتقليل النفايات وتوفير خامات أكثر جودة وتنوعاً، وأفضل من حيث التحكم فى شكل المنتج النهائى.
ويتوقف مقدار هذا النجاح على قدرة الجلود على البقاء على المدى الطويل وتحملها وتقديمها بسعر منافس ونظرة المستهلكين لها وحجم الطلب مقابل الجلود الطبيعية
وتلعب شركات التجزئة دوراً كبيراً فى اقناع المستهلك بالمنتجات الجديدة خصوصاً فى مجال جلود الأثاث والسيارات، ولذلك فمفتاح الوصول إلى الزبائن هو مديرو المشتريات ومندوبو المبيعات وهو أمر يعنى ضرورة ضمان فهمهم للاتجاهات الحالية وخيارات المنتج المتاحة.
خلاصة القول هى أن تطوير الجلود معملياً اتجاه مثير ويحتمل ما يعنى أنه على تجار التجزئة فى قطاع الأثاث وغيره وضعه تحت الملاحظة والمساعدة فى تحقيق أمل الاستفادة من المنتجات الجلدية من صنع الإنسان التى تحافظ على كوكبنا أكثر أماناً.
