كشف المهندس ممدوح عزمى، رئيس شعبة العمارة بنقابة المهندسين، أن الشعبة تتجه فى الفترة المقبلة لتطوير منظومة العمارة فى مصر بما يتواكب مع مجريات العصر والتخلص من الأفكار والإجراءات القديمة التى حالت دون النهوض فى مجال العمارة فى مصر.
طالب بضرورة تغيير الأفكار والمناهج المتبعة فى التعليم الأكاديمى الخاص بالأبحاث العلمية فى مجال العمارة والاستعانة بالخبراء الاستشاريين فى جميع التخصصات الهندسية بما يرتقى بالمستوى المعمارى فى مصر.
أضاف ان نقابة المهندسين المصرية تعد من أكبر النقابات بل فى العالم حيث يبلغ عدد المقيدين بها 470 ألف مهندس فى جميع التخصصات والشُعب.
وفى سياق متصل، قال عزمى: إن الشعبة تهدف فى المرحلة المقبلة الارتقاء بالمهنة والمشاركة فى تطوير الهندسة المعمارية بما يتماشى مع متطلبات السوق وتفعيل دور النقابة بوجه عام والشعبة بوجه خاص كاستشارى رئيس للدولة فى القضايا والمشروعات القومية الكبرى.
أضاف أنه بالإمكان خفض تكاليف البناء فى مصر بواسطة تطبيق بعض طرق البناء الحديثة واستخدام بعض التقنيات التى تزيد من كفاءة المبانى كما تختصر الوقت والجهد والتكاليف.
أوضح أن تقنية البناء والعمران فى السنوات الاخيرة شهدت تطورات كبيرة ساهمت بصورة كبيرة فى خفض كلفة البناء من جهة وزيادة كفاءة البنايات من حيث العزل الحرارى والصوتى ومقاومة العوامل الطبيعية والبيئية مثل الزلازل والأعاصير موضحاً اختصار الزمن اللازم لانجاز المشاريع العمرانية.
أشار إلى الاتجاه القائم خلال السنوات القادمة إلى استخدام مواد بناء منخفضة التكاليف ومأخوذة من الطبيعة وغير ملوثة للبيئة مطالباً بضرورة الاستغناء عن استخدام الحديد والأسمنت.
وكشف رئيس شعبة العمارة أن مركز البحوث والبناء نجح فى ابتكار مواد منخفضة التكاليف وعلى رأسها بدائل الحديد والأسمنت، وأنه من المتوقع خلال الفترة القليلة المقبلة طرح مبان موفرة للطاقة ورخيصة، تنطلق من فكر الترشيد فى الماء والطاقة والخامات.
ودعا إلى إنشاء قرى الظهير الصحراوى بعيدة عن القرى الأم بنحو 20 إلى 30 كيلو على الأقل لتحقيق اللامركزية ولتفادى عودة الشباب إلى القرى الأم مرة أخرى بدلاً من الاستيطان فى القرى الجديدة.
ودعا رجال الأعمال إلى الدخول فى تمويل البحث العلمى باعتبارهم أبرز المستفيدين منه، لافتاً إلى أن تطبيق فكر العمارة الخضراء فى أوروبا وأمريكا منع انخفاض أسعار العقارات المقامة بهذا الفكر أثناء الأزمة المالية العالمية بسبب انخفاض فواتير الكهرباء والغاز، الخاصة بها فى حين انهارت أسعار العقارات الأخرى.
وأكد عزمى أن مصر تحتل المركز الثامن فى مجال الأكواد الخاصة بقطاع التشييد والبناء على المستوى العالمى وتحتل الريادة فى القطاع أفريقياً وعربياً.
دعا إلى ضرورة استعانة وزارة الإسكان بالمهندسين الاستشاريين “المعماريين” فى وضع المواصفات الفنية والدراسات العلمية للمشروعات، وأهم من ذلك كله وضع الخطوط العريضة لبناء وحدات سكنية بأقل تكلفة وفى نفس الوقت صديقة للبيئة.
وتطرق عزمى إلى مشروع العمارة الخضراء الذى يعد نقلة حضارية تهدف إلى إنشاء وحدات سكنية بطرق حديثة وبأقل تكلفة وفى نفس الوقت صديقة للبيئة، مشيراً إلى دور مركز بحوث الإسكان فى مشروع العمارة الخضراء وتعاونها مع دول العالم المختلفة لإنتاج كود مصرى عن العمارة الخضراء،وقيامها بإنشاء جهاز قومى خاص بالعمارة الخضراء برئاسة وزير الإسكان.
وأوضح أن الحديد والأسمنت لن يصبحا مادتى البناء فى المستقبل لافتاً أن التطور فى مواد البناء القديمة واستخدام مواد البناء يتطور إلى جانب أن الحديد والأسمنت من الصناعات التى تستخدم طاقة كثيفة مما يزيد من تكلفة المنتج.
ونصح عزمى كل الشركات العقارية بالحرص فى عمليات البناء على استخدام مواد صديقة للبيئة وتتحمل ضغوطا أكثر ولها مزايا أفضل ولا تضر بالبيئة ولا تستهلك كمية طاقة كبيرة بدلاً من الاعتماد على البناء بالطوب الأحمر والخرسانة الاسمنتية، خاصة فى المناطق الصحراوية.
وأشاد بتجربة المركز القومى لبحوث البناء والإسكان فى إنتاج مواد إنشاء جديدة ومصرية 100% ليس بها حديد ولا أسمنت بل مصنعة من مواد طبيعية بأقل تكلفة وأفضل فى قوة التحمل ولا تلوث البيئة. طالب عزمى بضرورة اهتمام الدولة بالمعماريين لأنهم قاعدة الأساس فى منظومة المعمار فى مصر، وأن يكون الاهتمام بالارتقاء بهم وبمستواهم الفنى والعلمى من خلال توفير الأدوات المناسبة لتطوير أدائهم ليكون المعمارى الذى هو «مايسترو» عملية البناء قادراً على الإبداع.
حوار: بدوى شلبى