أثار اعلان البنك الأهلى «مكانك مش هنا» الذى يذاع على شاشات رمضان تحفظات خبراء تقييم الاعلانات بالإضافة إلى رؤساء قطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنوك مما أضفى جدلا حول مصداقية الاعلان فى توصيل رسالته لتمويل جميع الشرائح التى لديها رغبة فى تنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة أو متناهية الصغر.
تعددت أوجه الاعلان الذى امتد ليخاطب الخباز والمكوجى والخياط ومربية الأطفال والنجار وهى الشرائح المعنية بالتمويل بأسلوب اعتمد على الدعابة والفكاهة.
قال كمال القاضى خبير تقييم الاعلانات وأستاذ الاعلان والعلاقات العامة بجامعة حلوان إن اعلان «مكانك مش هنا» الذى يموله البنك الأهلى جيد من ناحية توافر جميع العناصر الاعلانية حيث جاءت الفكرة مبتكرة وأسلوب التنفيذ رائع وراقى تعددت فيه الأشكال التى أضفت عليه لمسة فكاهية من الضرورى تواجدها فى أى اعلان للتأثير على جمهور المشاهدين وبالتالى فتصنيف الاعلان من وجهة نظر الاعلام مؤثر وقوي.
شدد على ضرورة تقييم واقعية الاعلان أيضا بجانب الصيغة الفنية له حيث يفتقد إلى جوانب المصداقية والواقعية.
وتساءل القاضى: هل الفئات التى يخاطبها الاعلان تستطيع أن تتعامل مع البنك بسهولة أى أن كل من يريد أن يقيم مشروعا أيا كان نوعه سيجد الأمور ميسرة والتمويل فى متناول يديه هى كلها أمور تعكس عدم وضوح الاعلان.
أوضح أن الاعلان لا يذكر على سبيل التحديد كيفية التعامل مع البنك ولا يذكر الحدود والاشتراطات المالية للتمويل من حيث الحد الأدنى والأقصى للاقراض بالإضافة إلى عدم تطرقه لذكر الضمانات التى يجب أن تتوافر لصاحب المشروع للحصول على القرض، الأمر الذى جعله خياليا وغير واقعى لأن الاعلان الصحيح هو الذى يعطينا المصداقية ولا يتلاعب بمشاعر جمهور المشاهدين هو ما يخلق الحاجة إلى ضرورة اصدار قانون لتنظيم الاعلان فى مصر بأشكاله الأربعة المرئى والصحفى والالكترونى والمسموع وهذا القانون ضرورى ومهم لضبط الممارسات الاعلانية فى مصر.
وانتقد منافسو البنك الأهلى فى السوق إعلانه الذى اكتسح الفضائيات وكان أحد أكثر الإعلانات جذباً للمشاهدين فى رمضان.
واعتبر عمرو عادل رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك التنمية الصناعية والعمال المصرى أن هذا الاعلان لا يمت إلى الواقع بصلة رغم التكاليف الباهظة التى أنفقها البنك على تمويله وافتقر إلى المصداقية وهو «ما ضلل» عقلية المشاهد الذى يظل يشاهد الاعلان بهدف الاستمتاع بمشاهده الفكاهية دون الاستفادة من رسالته التى غابت فى مجمل الاعلان.
قال إن هذا الاعلان له توجهات أخرى لا تستهدف التمويل فحسب وانما الغرض منه اظهار مدى احتواء البنك الأهلى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة أمام الحكومة الجديدة وسعيه من بعد الأحداث الأخيرة إلى اظهار انجازاته ووقوفه بجانب العملاء المتعثرين ومساعدتهم على تشغيل مصانعهم من جديد وهو ما يخالف الواقع بكثير من وجهة نظره.
لفت إلى أن الاجراءات التى قام بوضعها البنك فى التمويل تعجيزية وتحتاج فى تنفيذها لتكتمل شروط الاقراض إلى 4 و5 سنوات وهو ما يعد عبئا على الشخص أو العميل المقترض الذى يفاجأ بأن ضوابط التمويل صارمة ومغالى فيها من قبل البنك فيقرر عدم التعامل معه بالإضافة إلى أن هناك أشخاص ليس لديهم وعى بالتعامل مع البنوك ولا يستطيعون الوصول اليها ولا يفهمون شيئا عن التمويل أو الاقراض وهو ما نلاحظه يومياً من خلال قطاع المشروعات بالبنوك.
وفى سياق متصل، قال أحمد عبدالعاطى، مدير إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك تنمية الصادرات إن الفكرة التى قام عليها الاعلان جيدة ومحكمة وأشرف عليها خبراء كثيرون وهو مناسب لشباب الخريجين على وجه الخصوص الذين يغيرون من اتجاهاتهم بعد التخرج لصعوبة الحصول على فرص عمل عقب تخرجهم حيث يتجه %60 من هؤلاء الشباب لهذه المشروعات.
واعتبر عبد العاطى أن هناك فارقا بين فنية الاعلان وواقعيته فالاعلان رغم جودته لا يحقق هدفه من تلقاء نفسه أو من قبل البنك وحده وإنما لابد من تضافر كل الجهات المعنية التى توفر السجل التجارى والبطاقة الضريبية وتمنح التراخيص اللازمة لاقامة مشروعات بعينها، فجاء الاعلان يحمل التيسير والسهولة فى التمويل ويفاجأ العميل بصعوبة الاجراءات المعنى بها بقية الجهات.
من جانبه اعتبر سعد محيى الدين بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلى المصرى أن الحملة الاعلانية التى تزامن تدشينها منذ بداية رمضان الخاصة بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة حملة ناجحة، وقال إنها أتت بثمارها من خلال الطلبات المتلاحقة على التمويل التى يراقبها البنك عن كثب من خلال الفروع وخدمات الكول سنتر مما يؤكد سلامة الحملة الاعلانية وواقعيتها واقترابها من جميع الشرائح التى تريد تمويلا.
قال إن الاجراءات التى وضعها البنك للتمويل ميسرة للغاية ولا يوجد بها تشدد لمن وصفوا الاجراءات بأنها صارمة فالبنك لا يشترط سوى وجود عقد ايجار لمكان لاقامة وتنفيذ المشروع بالإضافة إلى صورة حديثة من ايصالات المرافق وذلك فى المشروعات التى تصل حدودها القصوى إلى 50 ألف جنيه فقط، أما المشروعات الكبيرة التى يزيد فيها التمويل على هذا المبلغ فيشترط البنك وجود سجل تجارى وبطاقة ضريبية كإجراءات تمويلية وهى الأسئلة اللازمة كنتاج لمشاهدة الاعلان.
وأوضح محيى الدين أن الاعلان أشرف عليه كبار المتخصصين وتم وضعه بحبكة مؤثرة استطاع البنك بها أن يص
ل إلى عقلية المشاهد ويخاطبها بتلقائية وعفوية.
كتبت – آيات البطاوى






