قدرت الدكتورة عادلة رجب، رئيس وحدة الحسابات القومية بوزارة السياحة، عدد السائحين الذين وفدوا إلى مصر منذ بداية العام حتى نهاية سبتمبر الماضى بنحو 8.2 مليون سائح أمضوا نحو 90 مليون ليلة أسفرت عن تحقيق إيرادات بلغت 7.1 ملياردولار.
وتوقعت فى حوار مع” البورصة” أن تستعيد السياحة المصرية عافيتها مجددا خلال العام المقبل مع الاستقرار السياسى، مما سينعكس على زيادة معدلات التشغيل وفرص العمل، حيث إن كل غرفة سياحية يتم إنشاؤها توفر 5 فرص عمل أثناء الانشاء إلى جانب 3 فرص أثناء التشغيل.
وقالت إن السياحة المصرية ليست سياحة كبار السن بل تميل أكثر ناحية الشباب الذين يمثلون 59% من إجمالى الحركة السياحية الوافدة لمصر، وفقا للإحصائيات التى أعدتها الوحدة، مقابل 9% لكبار السن.
وأضافت أن مؤشرات العام الجارى فى حركة السفر الوافدة إلى مصر تتجه للتحسن مقارنة بالعام الماضى، حيث بلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الـ 9 شهور 8.2 مليون وافد، كما تحسن متوسط الانفاق أيضا خلال الفترة، ليرتفع من 72.1 دولار فى الليلة خلال الربع الاول من العام الجارى إلى 74.4 دولار خلال الربع الثاني، مقارنة بمتوسط إنفاق خلال العام الماضى بلغ 69 دولار فى الليلة.
وبلغ عدد الليالى السياحية حتى نهاية شهر سبتمبر الماضى 95 مليون ليلة حققت 7.1 مليار دولار إيرادات سياحية مقارنة بـ 5.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى، بنمو 21% فى الايرادات، إلا أنها لم تصل بعد إلى نفس إيرادات 2010 و التى بلغت 9 مليارات دولار خلال التسعة أشهر.
وأرجعت رئيس وحدة الحسابات القومية انخفاض الايرادات السياحية خلال الفترة الماضية إلى الظروف السياسية التى تعيشها مصر، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية التى يمر بها الاقتصاد الأوروبى والذى يمثل أكثر من 70% من حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
وقالت: رغم هذه الظروف التى يمر بها قطاع السياحة المصرى سواء داخليا أو خارجيا فإننا نأمل الوصول بعدد سائحين يتجاوز 12.5 مليون وافد خلال العام الجاري، فى ظل الجهود الكبيرة التى قامت بها وزارة السياحة عبر هيئة التنشيط “.
وقالت إن السوق الروسى مازال يتصدر حركة السفر الوافدة إلى مصر بـ 1.6 مليون وافد بنمو 42% على نفس الفترة من 2011، فيما تستهدف الوزارة جذب نحو 3 ملايين وافد روسى خلال العام الجارى وفقا لاستراتيجية التنشيط السياحي.
وجاءت ألمانيا فى المركز الثانى بعدد وافدين 800.30 الف بنمو 29% على نفس الفترة من العام الماضى، ما أرجعته عادلة رجب إلى التواجد القوى لمصر فى معرض برلين «b.i.t.» بداية العام الجارى.
وأشارت إلى انخفاض التوافد من بريطانيا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر بنسبة 4%، وبلغ عددهم 700 ألف فقط، لتفضيلهم قضاء الإجازات فى لندن خلال الفترة التى عقدت بها الدورة الأوليمبية.
وحققت إيطاليا المركز الرابع فى عدد الوافدين بواقع 564 الف سائح بنمو 36%، وتعد منطقة مرسى علم المنطقة السياحية الأكثر جذبا للإيطاليين، فى حين حقق البولنديون 395 الف وافد بنمو 38% مقارنة بنفس الفترة من 2011.
وقالت عادلة رجب إن فرنسا مازالت تحقق نموا سلبيا 1% وهى نفس مؤشرات النمو السلبى خلال العام الماضى، وبلغ عدد الوافدين من عاصمة النور 252 الف فرنسى منذ بداية العام، بسبب طبيعة السياحة الفرنسية الوافدة الى مصر والتى ترتبط بالسياحة الكلاسيكية.
وأوضحت أن السياحة التقليدية ترتبط بـ “باكيدج” واحد يشمل زيارة معالم القاهرة والأقصر وأسوان، فيما تعد المناطق الداخلية أكثر الأماكن تأثرا بالأحداث السياسية وازدحام الطرق خاصة بالقاهرة والأقصر وأسوان.
وقالت إن أوكرانيا حققت 213 الف وافد بانخفاض 5% والتشيك 111 الفا بانخفاض 10% عن نفس الفترة، نظرا لعدم تواجد رحلات طيران منتظمة للمنطقة فضلا عن تحويل وجهات الطيران الشارتر إلى مقاصد أخرى.
وطالبت رئيس وحدة الحسابات القومية بوزارة السياحة بضرورة زيادة رحلات الطيران المنتظم إلى شرق أوروبا إلى جانب الطيران الشارتر، حتى لا تفقد مصر حصتها من السوق الرئيسى لمصر خاصة فى ظل مؤشرات تحسن اقتصاديات هذه الدول مقارنة بالفترة الماضية.
وأضافت أن عدد الوافدين الهولنديين بلغ 174 ألفا منذ بداية العام حتى نهاية سبتمبر بنمو 23%، فى حين نما عدد الوافدين من النمسا بنسبة 10% إلى 138 الفا، بسبب وجود طيران منتظم لهذه البلدان على عكس البلدان الأخرى بشرق أوروبا.
ونفت رجب تأثر توافد السائحين الأمريكيين منذ بداية العام بسبب قضية تمويل المنظمات المدنية إلى جانب الرسومات المسيئة للرسول نهاية الشهر الماضى، مؤكدة أن التوافد الأمريكى حقق 1.5% نموا ووصل عدد السائحين الذين استقبلتهم البلاد منذ بداية العام إلى 211 الفا مقارنة بـ 208 آلاف وافد خلال نفس الفترة من 2011.
من جهة أخرى، تراجع عدد السائحين الوافدين من البرازيل 7% فى التسعة أشهر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، لعدم وجود خطوط طيران منتظم لأمريكا اللاتينية.
وقالت عادلة رجب إن وزارة السياحة تدرس التسويق المشترك مع بعض المقاصد بالمنطقة وتنظيم رحلات طيران إلى أمريكا الجنوبية “.
وأوضحت أن الوافد من هذه البلدان تتسم رحلته بطول أجلها وأنها تشمل أكثر من بلد سياحى، وإن كان تراجع الوافدين من هذه البلدان لا يرجع فقط إلى عدم وجود خطوط طيران منتظم بل تضاف إليه الأوضاع السياسية غير المستقرة بالمنطقة فضلا عن الأزمة الاقتصادية باليونان.
وعلى صعيد مؤشرات الإنفاق منذ بداية العام، قالت رئيس وحدة الحسابات القومية بوزارة السياحة إن الوافد الليبى يتصدر الإنفاق بـ 96.8 دولار فى الليلة على الرغم من المشاكل المتعلقة بعدم سداد البعض منهم تكلفة الإقامة، يليه الأوكرانى بـ 91.5 دولار، فى حين يتراوح انفاق الوافد الصينى واليابانى بين 88 و 90 دولارا فى الليلة الواحدة.
وأضافت أن أقل الجنسيات إنفاقا هما الوافد البولندى والوافد الروسى 57.5 دولار فى الليلة يليهما الإنجليزى بـ 60 دولارا، وهو ما ارجعته إلى طول مدة الرحلة والتى تتجاوز الـ9 أيام لهذه الجنسيات.
وقالت إن الوافد الفرنسى يبلغ متوسط انفاقه 71.5 دولار فى الليلة فى حين كانت المفاجأة على حد قولها ارتفاع انفاق الوافد السودانى إلى 63 دولارا فى الليلة، بسبب التحسن الاقتصادى الذى يشهده السودان بسبب عائدات البترول.
ودعت رجب المسوق السياحى إلى ضرورة الالتفات إلى الدول الأفريقية خلال الفترة الحالية والإعداد لسوق ينمو بشدة فى ظل ظهور طبقات متوسطة خاصة بدول الجنوب الأفريقى، حيث استقبلت مصر 14 ألف وافد من جنوب أفريقيا تجاوز انفاق الوافد منها 90 دولارا فى الليلة.
وقالت إن الأسواق الجديدة خاصة بشرق آسيا وجنوبها تعد أسواقا ضخمة فى حركة السياحة العالمية وعلى مصر أن تستغل علاقاتها السياسية المتميزة بهذه الدول إلى جانب الاشتراك الثقافى معها فى جذب أكبر عدد ممكن من وافديها سنويا.
وأوضحت أن جذب الوافدين من هذه الأسواق يتوقف على وجود حركة طيران قوية بين هذه الدول ومصر، وهو ما تستهدفه استراتيجية وزارة السياحة بالدخول فى تحالفات مع شركات الطيران بهذه الدول.
وقالت إن السوق الهندى حقق 639 الف وافد بنهاية سبتمبر الماضى بنمو 30%، ووصفته بأنه سوق كبير وواعد سياحيا فى ظل تحسن الاقتصاد الهندى وإزدياد الحركة الاقتصادية بين البلدين مؤخرا.
وبالنسبة لحركة السياحة العربية، قالت عادلة رجب إن التسعة اشهر الماضية شهدت استقبال 1.6 مليون عربى بنمو 35 على نفس الفترة من العام الماضى، إلا أن التوافد العربى من بعض البلدان التى تمر بأزمات سياسية يشهد نموا كبيرا خاصة من السوريين.
وأضافت أن التوافد السورى فى الوقت الحالى حقق 140% نموا، مؤكدة أن الحسابات القومية تنظر لهؤلاء بأنهم سائحون طالما دخلوا البلاد بتأشيرة سياحية وأمضوا 24 ساعة بمصر حتى ولو خرجوا وأمضوا يوما واحدا خارج مصر ورجعوا مرة أخرى .
وأضافت أن مصر استقبلت 470 الف ليبى خلال الـ 9 شهور الأولى مقارنة بـ 380 الفا خلال نفس الفترة من العام الماضى بنمو 22%، كما ارتفع التوافد من الكويت 25% بعدد سائحين 71 الفا والأردن 137 الفا بنمو 22% ولبنان 8% نموا على الفترة
المقابلة من العام الماضى، بينما جاء 174 ألف سائح من المملكة العربية السعودية بنمو 15% على التسعة اشهر الأولى من العام الماضى 2011.
وأكدت رئيس وحدة الحسابات القومية بوزارة السياحة أن البلدان العربية حققت 22 مليون ليلة بنمو 19% على نفس الفترة من العام الماضي، فيما تستهدف الوزارة ضمن استراتيجيتها فترة المقبلة زيادة التوافد العربى من الشرق مع انشاء ميناء بحرى للسيارات على ساحل البحر الأحمر بالغردقة.
ترى رجب أن مصر تمتلك موارد سياحية تجعلها مقصدا سياحيا متفردا ومنافسا قويا أمام غيره بالمنطقة، خاصة أن 60% من الوافدين إلى مصر يكررون زيارتهم إلى مصر مرة أخرى.
وتتجه 74% من حركة السياحة إلى مصر إلى الشواطئ، 69% منها للاستجمام و4% للسفارى، ما يعد حاليا اتجاها عالميا ولا ينحصر فى السياحة الوافدة إلى مصر فقط، فى حين تمثل السياحة الثقافية والآثار نحو 14%.
شددت رجب على ضرورة استفادة السياحة المصرية من تجربة الشركات الأوروبية والدخول فى صناعة السياحة داخل أوروبا عبر التحالفات القوية مع منظمى الرحلات وانشاء شركات خاصة بهم.
وأكدت أنه رغم الأزمة الاقتصادية الأوروبية، إلا أن الاتراك نجحوا فى جذب أعداد كبيرة من الاسواق الأوربية إلى جانب تحركهم القوى فى دول وسط آسيا التى تعد الفناء الخلفى لتركيا.
وقالت إنه وفقا لجهة تنظيم الرحلات، فإن شركات السياحة المصرية تستحوذ على 8.5% من السائحين الوافدين مقارنة بـ 67.9% يجلبهم منظمو الرحلات بالخارج إلى جانب 12.7% عن طريق الحجز الإلكترونى، ووسائل أخرى 10.9%.
وتعتقد عادلة رجب أن السياحة المصرية لديها الخبرة الكافية للاستفادة من الأزمات التى تعرضت لها خلال الفترات الماضية خاصة فيما يتعلق بالتسويق إلى جانب المزايا المطلقة، فيما يتعلق بانخفاض سعر الخدمات السياحية إلى جانب النمو فى مستوى الخدمات المقدمة للوافدين.
أضافت أن المسوق السياحى استطاع خلال الفترة الماضية تكوين خبرة جيدة خاصة فى التوجه إلى الفئات العمرية المختلفة، واعتبرت هذا التوجه بداية لتسويق الأنماط السياحية حسب الشريحة العمرية للمستهلك.
وبحسب رئيس وحدة الحسابات القومية بوزارة السياحة، لا تعد مصر بلدا سياحيا لكبار السن، حيث إن الشريحة العمرية للوافدين إلى مصر التى تتجاوز الـ60 عاما تمثل 7.49% من إجمالى الحركة السياحية الوافدة.
وأضافت أن الفئة العمرية الأقل من 50 عاما تمثل 15.2% فى حين تمثل فئة الاربعينات 27.8% و الأقل من 30 عاما 28.2% من إجمالى الحركة الوافدة والاقل من 20 عاما 19.3% والأطفال نحو 1.8% من إجمالى حركة السفر الوافدة.
حوار/ عبدالرازق الشويخى
