على مدار عامى 2010 و2011، كانت سندات الأسواق الناشئة المقومة بالعملات المحلية موضوعاً ساخناً، وتوقع المستثمرون أن تحقق مكاسب كبيرة سواء من السندات أو من تداول العملات بفضل الارتفاع فى قيمة عملات تلك الاقتصادات النامية بسرعة، ولكن ثبت عملياً أن هذه التوقعات كانت مفرطة فى التفاؤل.
فى الربع الثانى من العام الماضى لم تستطع سوى ثلاث من أصل 25 عملة للأسواق الناشئة تحقيق مكاسب ضئيلة أمام الدولار، بينما انخفض معظمها بصورة سريعة وكبيرة كاسحا معظم مكاسب العام الماضى.
قال مديرو الأصول إن المستثمرين لم ينسوا هذا الاضطراب ومنذ ذلك الحين يفضلون صناديق «العملة الصعبة» التى تستثمر فى سندات الأسواق الناشئة المقومة بالدولار الأمريكى.
يذكر تقرير لجريدة «الفاينانشيال تايمز» انه مع صعوبة إيجاد عائدات جذابة فى السندات الدولارية، تجدد اتجاه المستثمرين إلى السندات المقومة بالعملات المحلية، ومازالت التدفقات النقدية إلى صناديق العملة الصعبة أكبر من نظيرتها بالعملات المحلية ولكن بفارق أقل من أوائل العام الحالى.
أظهرت بيانات شركة «إيه بى إف آر جلوبال» للتدفقات إلى صناديق العملات المحلية أنه منذ بداية أغسطس بلغت قيمة التدفقات 4 مليارات دولار أى ما يمثل %35 من إجمالى التدفقات لسندات الأسواق الناشئة، وأنه على مدار العام جذبت صناديق العملات المحلية 7.5 مليار دولار أى ما يمثل %28 فقط من إجمالى التدفقات.
قالت فيفيان تابيرير، من شركة إنفيستك لإدارة الأصول إن هبوط أسعار العملات فى سبتمبر من العام الماضى بث المخاوف بين المستثمرين، ولكن لمتوسطى وطويلى الأجل كان الاستثمار من العملات المحلية مربحاً.
يعد البيزو المكسيكى العملة الأفضل أداءً فى الأسواق الناشئة، ورغم ارتفاعه بشدة منذ مايو الماضى إلا أنه لم يصل لأعلى مستوى فى صيف 2011، ويؤكد الكثيرون من مديرى الصناديق ان العملة المكسيكية مازالت أمامها فرصة كبيرة لمواصلة الصعود.
ومع ذلك، مازال يشعر العديد من مديرى الصناديق والمحللين بالقلق، مؤكدين أن الإقبال على السندات المقومة بالدولار سوف يتنامى ويثبت مرونته أمام أى اتجاه لتجنب المخاطرة أكثر من سندات العملات المحلية، ولا يتفق الكثيرون على أن عملات الأسواق الناشئة أمامها فرصة كبيرة للارتفاع، وفى هذا الصدد، قال سيرجى ستريجو، مدير سندات الأسواق الناشئة فى صندوق أموندى إن العديد من البنوك المركزية تقاوم بشدة أى احتمالية لارتفاع قيمة العملات المحلية، وحتى المتفائلون بتلك الفئة من الأصول يتفقون مع فكرة أنها مازالت معرضة للتغير فى اتجاهات المستثمرين حول العالم ولا يستبعدون تكرار ما حدث فى الخريف الماضى.
كتبت – رحمة عبد العزيز








