رحلة شاقة طويلة يبدأها الهاتف «الكوبى» من الصين تنتهى بشارع عبد العزيز مرورا بموانئ دبى وليبيا حتى محافظة مطروح المصرية قبل ان تنتقل برا من مطروح إلى وسط البلد والمناطق التجارية بباقى المحافظات، هذه باختصار هى رحلة الهاتف الصينى «الكوبى» منذ خروجه من مصنعه حتى وصوله للمستهلك المصرى ثم مطاردة الحكومة له.
وقال مستورد يعمل فى تجارة الهواتف الصينية غير المعتمدة والمشهور بـ «الكوبى» ان تصنيع هذا النموذج من الهواتف يبدأ من خلال منطقة صناعية بأحد الاحياء الصينية تشتهر بصناعة الكوبيهات من اى منتج الكترونى «ايفون – هاتف محمول – تابلت» حيث يقوم صاحب البضاعة بعرض صورة للمنتج المطلوب ويقوم المصنع بتصنيع نسخة مطابقة فى المرحلة الاولى.
أما المرحلة الثانية التى تمر بها الهواتف «الكوبى» فهى التغليف والتعبئة ويسألنى مستنكرا: «انت فاكر التليفونات دى بتيجى بالكرتونة يا باشا؟.. فجاوبته: أومال إزاى؟»، وبدأ المستورد شرح الخطوة التالية للتصنيع وهى تغليف الاجهزة بمادة عازلة من الحرارة والماء ووضعها بكراتين لا تسمح بدخول الضوء أو الهواء أو المياه إليها، ثم يجرى شحنها إلى موانئ دبى فى حاويات وسط بضاعة ملابس أو اى بضاعة اخرى مسموح بتداولها.
تابع المستورد طريقة وصول الحاويات المشحونة من الصين بالهواتف «المضروبة» حيث تدخل دبى ترانزيت ثم يتم توجيهها إلى ليبيا عبر البحر، ثم يتم تفريغها ونقلها إلى محافظة مرسى مطروح عبر البحر، مشيرا إلى ان المهربين يلجأون إلى إلقاء البضاعة بالبحر إذا تعرضوا إلى اعتراض من خفر السواحل ثم يقومون باستخراجها مرة اخرى، مرجعا الفضل فى المحافظة عليها إلى الكراتين العازلة التى توضع بها، مشيرا إلى نقل كميات عبر تلك الصناديق تصل إلى 1000 قطعة فى الصندوق الواحد.
أشار إلى أنه يتم نقل الشحنة من مطروح عبر البر إلى التجار الرئيسيين بكل محافظة والذى بدوره يقوم بوضعها داخل كراتين خاصة بكل هاتف ووضع اكسسواراته معه «شاحن – سماعة – كارت ميمورى»، ثم يتم توزيعها بعد ذلك على المندوبين التابعين لكل تاجر وفقا للمنطقة حيث يتخصص كل مندوب للترويج بمنطقة معينة، ثم يجرى بيعها إلى تجار منطقة شارع عبدالعزيز، والتى غالبا ما يكون تجارها هم مستوردو الاجهزة المذكورة، ثم يقوم كل مندوب بتوريدها إلى التجار التابعين له بالمنطقة، ورغم تلك الرحلة الطويلة الا انها تباع للمستهلك العادى بأسعار لا تتجاوز 400 جنيه لأغلى هاتف «كوبى» بسوق المحمول.
خاص البورصة








