ادى توقف مصنع ابو قير للأسمدة منذ ثلاثة اسابيع عن العمل إلى نشوب ازمة حادة وترتب عليها تأخر الحكومة فى صرف اسمدة الموسم الشتوى التى كان من المقرر ان تطرح بداية نوفمبر.
قال محمد الخشن، رئيس شعبة الأسمدة بالاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس مجلس إدارة شركة المنوفية للأسمدة والكيماويات ان تعطل مصنع ابو قير عن العمل ادى إلى نقص المعروض خاصة ان المصنع ينتج اكثر من مليون و800 ألف طن سماد سنويا تمثل نحو 20% من حجم الإنتاج المحلى.
من جانبه قال اسلام محروس عضو جمعية كبار منتجى الاسمدة ان تزامن توقف مصانع ابو قير مع عطلة عيد الأضحى، ادى إلى تعطيل انتاج الأسمدة حوالى 3 اسابيع مما أدى إلى نقص فى المعروض من السماد الشتوى فى بعض المناطق، وبالتالى ادى إلى ارتفاع اسعار الأسمدة ليصل سماد اليوريا إلى 3200 جنيه للطن والنترات إلى حوالى 2700 جنيه للطن، وكشف عن أن احتياجات الموسم الشتوى تعادل ثلث احتياجات الموسم الصيفي.
طالب عضو جمعية كبار منتجى الأسمدة بضرورة إعادة النظر في إمكانية زيادة دعم الحاصلات، وأنه من الضرورى جزئيا ان يحصل المزارع الذى ينتج الطماطم والجرجير على دعم مماثل لمنتجى المحاصيل الرئيسية مثل القمح والارز والقطن، بالاضافة إلى ضخ الاستثمارات وبناء المصانع الجديدة فى الدلتا وأسوان.
وأشار إلي أن ازمة الغاز التى تسببت فى تقليل الطاقة الإنتاجية لبعض مصانع الأسمدة وراء ارتفاع اسعار الاسمدة وتقليل المعروض بالأسواق مع وجود نقص شديد لعدم قيام القطاع الخاص بالاستيراد لارتفاع السعر عالمياً، وانه عندما كان القطاع الخاص يتاجر فى الأسمدة لم تصل الأسمدة إلى هذه الحدود وان الفلاح سوف يستمر فى تدبير باقى احتياجاته من السوق الحر.
اضاف ان القطاع الخاص شبه متوقف عن الاتجار فى الأسمدة بسبب هذا الاضطراب الذي يعانيه السوق، وأنه يتم تسريح العمالة التى تعمل فى هذا المجال.
وفى السياق نفسه قال ياسر تركى عضو جمعية منتجى الأسمدة ان تعطل مصنع ابوقير عن انتاج الأسمدة لمدة ثلاثة اسابيع ادى إلى نقص معروض السماد وهو ما سيؤثر على اسعار الموسم الشتوى حيث ان الطلب يزداد فى تلك الفترة على الأسمدة وطالب بزيادة الكميات المطروحة من جانب وزارة الزراعة والمنتجين لمواجهة الاختناقات التى تتعرض لها بعض المواقع وتتسبب فى ارتفاع الأسعار بصورة ملحوظة على الفلاحين.
أوضح تركى ان الطاقة الإنتاجية لمصنع ابوقير يبلغ نحو 5 آلاف طن يوميا مقارنة بنحو 4 آلاف طن يومياً ينتجها مصنع السويس فيما ينتج مصنع السخنة 4.5 ألف طن يوميا وهى كميات لا تكفى مطلقا للوفاء باحتياجات السوق المحلى اى ان توقف مصنع أبوقير قد يترتب عليه تعطيش السوق من الاسمدة لأن حصته من الإنتاج مؤثرة جداً، وهذا بدوره قد يترتب عليه زيادات كبيرة في الأسعار.
وفي ذات السياق، قال عادل فاضل نائب شعبة الأسمدة بالاتحاد العام للغرف التجارية ان مصنع ابوقير عاود العمل إلا أنه لم يصل بعد إلى طاقته الإنتاجية القصوي حيث يقوم بضخ كميات ضئيلة جدا من الأسمدة، وشدد علي ضرورة أن تقوم شركات المناطق الحرة بتوريد جزء من اسمدة الموسم الشتوى بالسوق المحلى لسد العجز، ويتم إرسال الكميات المطلوبة إلى الشركات ليتم التعاقد عليها خلال الأسبوع الجارى، أوضح أن ذلك يحتاج أن تقوم الحكومة باتخاذ قرار لردع شركات المناطق الحرة من خلال إجبارها على وقف التصدير 6 شهور لحين سد العجز فى الأسواق المحلية بعد تكبد الفلاح الموسم الماضى خسائر كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار السماد.
من جانبه اكد مجدى احمد عضو شعبة الاسمدة بالاتحاد العام للغرف التجارية ان توقف مصنع ابوقير يهدد بارتفاع اسمدة الموسم الشتوى 30% خاصة ان الفترة من سبتمبر وحتى يناير كل عام تشهد استهلاك 55% من حجم الأسمدة حيث يزداد الطلب على الأسمدة الأزوتية فى تلك الفترة.
أوضح أن الغريب في الأمر أنه علي الرغم من زيادة الطلب هذه الأوقات تعد شركات المناطق الحرة والقطاع الخاص والاستثمارى تصدر جميع إنتاجها إلى الخارج كونه يباع بسعر مضاعف عن السوق المحلى الأمر الذى يؤدى إلى ظهور عجز فى الكميات المطروحة، مطالبا بالتوسع فى انشاء مصانع الأسمدة الكيماوية فى مصر حلا للأزمة المتكررة كل عام.
قال عاصم دوس رئيس مجلس ادارة هيرو ايجيبت للأسمدة إن توقف مصنع ابو قير يعد كارثة حقيقية، لأن ذلك يمكن أن يترتب عليه أزمة في سوق السماد لأن المصنع يقوم بتسليم كامل انتاجه الذى يبلغ مليونى طن سنويا لبنك التنمية الزراعية وانتاجها يغطى 70% من السوق المحلى.
انخفاض انتاج مصنع ابوقير إلى 75% بسبب الإضرابات العمالية التى قللت كمية الإنتاج، وتوقف محطة ضخ المياه وتوقف انتاج الدلتا بسبب الأعطال، كل هذا ادى لتوقف الانتاج لفترة مما ينذر بأزمة خطيرة تهدد المحاصيل والزراعة المصرية.
جدير بالذكر ان استثمارات مصنع ابو قير تصل إلى 500 مليون دولار ويعمل بها ألفان من العمال، وبعد قيام الثورة ونشوب أزمة الأسمدة قامت الشركة بتوفير 20% من إنتاجها للسوق المحلى بأسعار مدعمة تقل كثيرا عن سعر التصدير.
كتب – إنعام العدوى ورانا فتحى
