بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
يجب أن نعد أنفسنا إلى أن تدهور الأوضاع فى غزة مستمر وليس مؤقتاً، وأنه سوف يزداد فى وتيرة العنف والدمار والتصعيد فى الساعات والأيام القليلة المقبلة.
وكما يقولون: «أنت تشعر بلسعة لهيب الحرارة بقدر قربك من النار».
ولأن مصر الأقرب إلى نيران غزة، فهى طرف أصيل فى آثار العمليات الإجرامية الإسرائيلية ضد غزة.
الأزمة أن ما يحدث فى غزة معقد بشكل يتجاوز الصراعات المعتادة.
أول عناصر التعقيد هو تعدد التنظيمات وفقدان القدرة على «الإدارة والسيطرة» لهذه التنظيمات من قبل التنظيم المركزى الرئيسى فى غزة.
وآخر نماذج انفلات القدرة على «القيادة والسيطرة» هو خرق تنظيم الجهاد الإسلامى للاتفاق الأمنى المصرى الإسرائيلى بإيقاف أى إطلاق نار من الجانبين أثناء قيام الدكتور هشام قنديل بزيارته لغزة وحتى مغادرته نهائياً للقطاع.
إذن، نحن نتعامل مع أزمة لا يوجد طرف رئيسى قادر على أن يحسم التصعيد أو التهدئة النهائية فيه من قبل الطرف الفلسطينى الغزاوى.
الإشكالية الثانية هى تعدد الأطراف الممولة للفصائل بدءاً من إيران وقطر إلى قوى لا تعلمونها ولكن الله يعلمها.
تعدد مصادر التمويل يؤدى بالضرورة إلى تعدد «إرادة القرار النهائى فى المقاومة أو التفاوض».
أما الإشكالية الثالثة فهى ثنائية السلطة فى غزة ورام الله.
حتى يومنا هذا ما زلنا نتحدث عن رئيس حكومة منتخب ولكن يقال فى غزة، ورئيس حكومة آخر معترف به ولكن لم يأت عن طريق انتخاب.
ما زلنا حتى الآن نتحدث عن صندوق خزانة فى غزة وآخر فى رام الله.
ما زلنا حتى الآن وهذا هو الأخطر لدينا إرادتان متضادتان للتفاوض!
فى غزة يؤمنون بأن فلسطين التاريخية من البحر للنهر ولا سبيل لاستعادتها إلا بالبندقية.
وفى رام الله يؤمنون بأن التاريخ ضد حسم تعديل الجغرافيا لذلك لا يوجد سبيل إلا التفاوض الدولى حول ما تبقى من أراضٍ فلسطينية.
أزمة المقاومة أنها حتى الآن غير قادرة على الحسم، وأزمة التفاوض أنه غير قادر على تغيير الواقع على مائدة المفاوضات.
المقاومة تنتهى بمفاوضات والمفاوضات تحتاج إلى مقاومة.
وأزمة المقاوم أنه متصادم مع المفاوض أو أزمة المفاوض أنه رافض للمقاومة.
تركيبة معقدة ورثتها مصر، ووجد الطرف المصرى ذاته شريكاً فيها فى ظل أبشع وأسوأ ائتلاف حاكم فى تاريخ إسرائيل وفى ظل أكذب رئيس وزراء حكم إسرائيل.
نحن طرف فى النفق المظلم الإسرائيلى الفلسطينى، فهل لدينا إمكانية لمنع الانفجار المقبل؟








