تراهن مواقع التجارة الالكترونية على نمو مبيعاتها بعد تنفيذ قرار غلق المحلات التجارية فى موعد محدد , فيما رجح متخصصون ان يسهم القرار فى تضاعف حجم المبيعات عبر الانترنت، خاصة ان حركة الشراء والبيع للاجهزة الالكترونية عادة ما تتم فى أوقات متأخرة من الليل.
وتسعى عدة شركات للتوسع فى طرح منافذ لها للبيع عبر الانترنت لاستغلال القرارات الحكومية الاخيرة بغلق المحلات التجارية فى موعد محدد توفيرا لاستهلاك الطاقة.
قال شريف نصار المدير التنفيذى لموقع “نفسك” للتجارة الالكترونية ان قرار اغلاق المحلات التجارية مبكرا سيصب بشكل تلقائى فى مصلحة منافذ التجارة الالكترونية حيث ان الحركة فى الشوارع ستتراجع بشكل ملحوظ خلال الساعات التى تسبق موعد الاغلاق ما يؤثر على تردد المستهلكين على منافذ التجزية للاجهزة الالكترونية ويخفض من مبيعاتها.
أضاف نصار ان قرار اغلاق المحلات التجارية مبكرا سيخلف نتيجتين اولهما ازدحام الشوارع خلال فترات النهار لرغبة المستهلكين فى اقتناء احتياجاتهم قبل حلول موعد الاغلاق ما يجعل كثيراً من العملاء ينفرون من الشراء التقليدى بسبب الازدحام الشديد وبالتالى يبحثون عن بدائل عن المغامرة فى اجراء عمليات الشراء بالزحام وهو ما توفره خدمات الشراء أون لاين، اما النتيجة الثانية لقرار الاغلاق مبكرا فهي ان كثيراً من المستهلكين قد لا يكون لديهم المساحة الكافية من الوقت خلال الفترات المسموح للمحلات العمل بها، ما يجعلهم يلجأون لمواقع التجارة الالكترونية لتوفر لهم عناء ضغط الوقت باتمام عمليات الشراء من المنازل.
اوضح نصار أن الاجهزة الالكترونية تستحوذ على حصة كبيرة من مبيعات الشركة لا يمكن اغفالها، متوقعا ان تشهد نموا خلال الفترات القادمة بفضل نمو وعى المستهلك اضافة إلى كونها وسيلة اكثر راحة وسهولة من التجول بمنافذ البيع.
وتوقع ان يدعم قرار الاغلاق مبكرا مبيعاتهم فى نشاط الاجهزة الالكترونية على غرار “مصائب قوم عند قوم فوائد“.
من جانبه، قال المهندس محمد غالى، المدير التنفيذى لشركة A1 FERS ان المحلات والمولات المتخصصة فى مبيعات الالكترونيات لن تتأثر بصورة كبيرة من قرار غلق المحلات مطلع الشهر المقبل , مبينا أن أغلب المحلات المتخصصة تغلق أبوابها فى هذا التوقيت تقريبا.
وحول ما اذا كانت المبيعات الالكترونية على المواقع ستزيد بعد تفعيل قرارغلق المحلات بين المدير التنفيذى لشركة A1OFFERS أنه لايتوقع ذلك , مشيرا إلى أن المواقع لن تحصل على حصة من عملاء المحلات والمولات المتخصصة فى الاجهزة الالكترونية.
أوضح غالى أن شركته ستركز على مبيعات الاجهزة الالكترونية مطلع 2013 , متوقعين أن تشكل ما يقرب من 35% من اجمالى مبيعات A1OFFERS.
أكد مصطفى مؤمن مدير التسويق بشركة E3050 أن كل سوق له مستخدميه , ومن الطبيعى أن ينتقل المستخدم إلى جهة أخرى تلبى احتياجاته اذا اغلقت المحلات , متسائلا فى الوقت نفسه عما إذا كانت الحكومة قد أعدت دراسة عن دخل الافراد الذين يعملون فى المحلات خلال توقيت الاغلاق الذى أقرته؟.
وقال إن أغلب المولات تغلق أبوابها فى الثانية عشرة منتصف الليل وفى حالة اغلاق هذه المحلات الساعة العاشرة فان نسبة العملاء الذين سينتقلون منها إلى المواقع الالكترونى سيشكلون 10%.
كانت وزارة الصناعة والتجارة قد اعلنت عن بدء التطبيق التدريجى لنظام عمل المحلات التجارية، بعد الاتفاق مع الاتحاد العام للغرف التجارية، وسيتم البدء فى التطبيق التدريجى للقرار اعتباراً من مطلع ديسمبر من العام الجارى حتى نهاية شهر ابريل من العام القادم ويشمل المناطق السكنية بالقرى حيث تلتزم بتخفيض الاضاءة الخارجية واطفاء الاضواء المبهرة من الساعة 9 مساءً والاغلاق التام 11 مساءً بالقرى، وفي المدن تلتزم المحال التجارية بخفض الاضاءة الخارجية واطفاء الاضواء المبهرة من الساعة 10 والاغلاق التام 12 مساء بالمدن، بينما ستخفض المحال العامة (مطاعم وكافيتريات ومقاهى) والمناطق السكنية بالقرى والمدن تخفض الاضاءة الخارجية واطفاء الاضواء المبهرة من الساعة 12، وان يكون الاغلاق التام 2 صباحاً.
وسمحت القواعد لمحلات (Take away) وكذا السماح بخدمة التوصيل (Delivery) الصيدليات ومحطات البنزين بالعمل بعد الموعد بالبيع المباشر دون جلوس الزبائن بالمناطق السكنية بالقرى والمدن مع خفض الاضاءة الخارجية واطفاء الأضواء المبهرة من الساعة 9 بالقرى و10 بالمدن مع مراعاة أن تكون المواعيد حرة للمحال التجارية والعامة أيام الخميس والجمعة والعطلات الرسمية والأوكازيون.
كما تم الاتفاق على أن يتم تبكير الاغلاق ساعة بدءاً من 1/1/2013 حتى 31/4/2013.
كما سيتم البدء الفورى فى دراسة المواعيد المناسبة لفصل الصيف ومراعاة خصوصيته وظروف النشاط التجارى، كما يساهم تطبيق هذا النظام فى بناء منظومة مجتمعية معاصرة أسوة بما هو متبع فى معظم دول العالم الصناعية والسياحية، وهو أداة لزيادة الانتاجية وضبط الايقاع العام للشأن الداخلى، فضلاً عن تحقيق الانسياب المرورى المرجو منه وترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة.
كتب – محمد فوزى ومحمد علاء الدين
