بقلم : عماد الدين أديب – الوطن
شاهدت حلقة مثيرة للغاية على قناة النهار بين الزميل العزيز خالد صلاح والأستاذ عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط.
وأهم ما طرحه الأستاذ عصام هو تحديده لأخطاء فى وقائع من جانب الإعلام وذكره لنقاط سلبية وقعت فيها بعض فصائل المعارضة، وتأكيده على الدور الخطر الذى يؤمن إيماناً كاملاً أنه من قِبل فلول النظام السابق.
والقضية التى توقفت أمامها طويلاً هى إشارة الأستاذ عصام سلطان حول «دخول السلاح إلى مسرح الأحداث»، وفى يقينى أنها قضية بالغة الخطورة، وكنت أفضّل أن أسمع منه أكثر عنها.
النقطة التى أخالف فيها الأستاذ عصام هى أن دخول السلاح فى لعبة الخلاف السياسى ليس قاصراً على طرف واحد، وليس لعبة ما يعرف باسم الطرف الثالث دون سواه.
التقارير السيادية والتقديرات الدولية تتحدث عن تسرب 12 مليون قطعة سلاح عبر الحدود المصرية السودانية، والحدود المصرية الليبية.
وأفادت التقارير أن السلاح متوافر بكثرة فى مخازن فى محافظات الدلتا والصعيد، وانتقل بعضه منذ فترة قصيرة إلى المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية والغربية.
وتسرب أيضاً أن بعض الزوايا والكنائس فى منطقة الصعيد بدأت فى تخزين السلاح.
المؤلم أن أكثر من 27 مقراً لجماعة الإخوان المسلمين ومقار لحزب الحرية والعدالة تم حرقها ونهب بعضها وآخرها المقر الرئيسى لجماعة الإخوان بالمقطم.
القضية التى أتفق فيها مع الأستاذ عصام أن العنف مؤثّم وجريمة مهما كان مصدرها ومهما كان خلافنا مع الطرف الذى وُجهت إليه.
أما ما أريد أن أؤكد عليه أن جنون العنف أصبح ثلاثى الأطراف، أى بين الطرف «ألف» والطرف «باء» والطرف الثالث المجهول قانوناً والمعروف إعلامياً باسم فلول الحزب الوطنى.
الكارثة أن طرفاً رابعاً دخل على الخط الآن هو الأطراف غير المسيسة التى أصبح لديها هوس باقتناء أسلحة شخصية دون ترخيص، ثم تطور الأمر إلى استخدام البعض لأسلحة أوتوماتيكية روسية وبلجيكية الصنع.
العنف اللفظى تحول إلى عنف بدنى تطور إلى استبدال الحجر والمولوتوف بالسلاح الخرطوش والآلى.
لا يوجد قاتل وحيد بعينه، ولا يوجد ضحية وحيد بعينه، نحن جميعاً يا سيدى أصبحنا قتلة ومقتولين برصاص غادر.
نحن جميعاً ساهمنا بالقول والفعل والتصعيد والعنف فى الشوارع وفى الصحف وعلى شاشات التوك شو التى تحولت إلى ساحات تصفية معارك.
نحن جميعاً شاركنا فى جريمة شق صف هذا الوطن وتحوله من أقدم أمة موحدة فى تاريخ البشرية إلى وطن تتآكله نيران هستيريا الاغتيال المعنوى والمادى.








