خيم اللون الرمادى الضبابى على قطاع الآثار والسياحة المصرية أغلب شهور عام 2012 الذى أوشك على الانتهاء ، وهو القطاع الذى يمثل أهم قطاعات الدولة ويشكل مصدرا أساسيا للدخل القومى للبلاد من العملة الصعبة وفرص العمل والصناعات الصغيرة لملايين المصريين البسطاء.
وكانت أهم الأحداث التى شهدتها الآثار المصرية مع قرب نهاية عام 2012 والتى كان لها صدى عالمى وصدمة لشعوب العالم المحب لحضارة وتراث مصر قبل أن تكون صدمة للمصريين ، هي تهديدات بعض التيارات الإسلامية المتشددة بهدم آثار مصر واعتبارها أصناما وأوثانا يجب القضاء عليها وهدمها مثلما هدمت تماثيل بوذا الشهيرة.
واعتبر العاملون بقطاع السياحة والآثار فى مصر ، تلك التهديدات أنها القشة التى قسمت ظهر البعير وأن أى جهود لاستعادة الحركة السياحية لمصر من جديد لن تجدى لسنوات من العمل للترويج لعودة السياحة وطمأنة السائح بأن مصر هى بلد الأمن والأمان كما كانت .
وفي المقابل ، شهد منتصف عام 2012 أحد أهم الأحداث المبشرة لقطاع الآثار والسياحة ،وتفاءل بها الكثيرون من العاملين بهذا القطاع فى عودة السياحة سريعا إلى مصر بل أكثر مما نتوقع ، تمثلت فى حرص الرئيس محمد مرسى أول رئيس منتخب فى مصر بعد ثورتها العظيمة فى 25 يناير والذى يحسب على التيار الإسلامى وأحد أهم قيادات الإخوان المسلمين على زيارة المواقع الأثرية بأهم محافظات مصر السياحية
والأثرية محافظة الأقصر فور توليه المسئولية .
وبعثت تلك الخطوة برسالة طمأنة من مصر للعالم بأن مصر ورئيسها الجديد ترحب بزائريها وتدعوهم من جديد لزيارة مصر التى أبهرت العالم بثورة سلمية ضد الفساد قام بها شباب متحضر من قلب ميدان تحرير من أجل عيش حرية وعدالة اجتماعية .
وكانت زيارة الرئيس التى استغرقت عدة ساعات فى شهر رمضان المبارك لمعبد الكرنك والبر الغربى لمدينة الأقصر ولقاء السائحين والحرص على الاستماع إليهم والترحيب بهم فى مصر وأخذ الصور التذكارية معهم ، بالفعل ، رسالة سلام من رئيس مصر وأبلغ رد على المتخوفين من زيارة مصر اوالتعرض للسائحين وغيرها من الدعاية السلبية التى انتشرت فى الإعلام الغربى بعد فوز الإسلاميين بحكم مصر .