بقلم: ريك نيومان
يأمل العديد من الناس فى رؤية عهد من السلام والاستقرار والرخاء فى 2013، ولكن مع كل الاحداث المخيبة للآمال التى تحاصرنا، من غير المرجح ان نشهد هذا العهد العام المقبل، ونحن أمام خمس كوارث اقتصادية من الممكن أن تحدث فى 2013 ويكون لها عواقب غير متوقعة.
اولا: تعثر تراجع امريكا عن «الهاوية المالية»، اذا فشلت المفاوضات بشأن اتفاق نهائى حيال الضرائب والانفاق، سوف تضطر الاسرة لدفع 3400 دولار إضافية فى صورة ضرائب مع تراجع حاد فى الانفاق الحكومى وهو ما يعد بمثابة ضربة اخرى للاقتصاد، الامر الذى من المرجح ان يتبعه ركود اقتصادى ومزيد من تسريح العمالة وخفض الرواتب وغيرها من المآسى التى عاشتها البلاد على مدار السنوات القليلة الماضية.
لكن كل هذه التدابير التقشفية قد تحسن بشكل كبير الفرق الشاسع بين إنفاق واشنطن ودخلها كما انها ستنبه جميع الاسر الامريكية لمدى خطورة مشكلة الديون، فقد تجعل عقلية ادارة الازمات الساسة اكثر توافقا والناخبين اكثر استعداداً للتضحية.
ثانيا: يتوجس زعماء أوروبا خشية من احتمال تعثر اليونان، منذ ان اطلق تعثر أثينا عنان العدوى المالية التى انتقلت إلى الاقتصادات الاكبر كاسبانيا وايطاليا وجميع أوروبا تقريبا، ولكن خطوة انقاذ اليونان المتعثرة التى بدأت فى مايو 2010، منحت بعض الوقت للبنوك ورجال الشركات والمستثمرين المعرضين لمخاطر سندات الديون الاوروبية لتحصين انفسهم ضد الخسائر المحتملة، ويعتقد بعض المحللين ان خروج اليونان من منطقة اليورو امر حتمي، ربما بعد الانتخابات الالمانية فى سبتمبر.
وفى حال تعثر اليونان عن سداد ديونها وعودتها إلى عملتها القديمة «الدرخما»، فقد يتبع ذلك فترة فوضوية من التغيير، ولكن هذا الخروج قد ينهى ايضا سنوات من القلق حيال مصير اليونان ويجبر اوروبا على الالتزام بخطط الانقاذ الخاصة باسبانيا وايطاليا والتى ستعيد حتما الثقة إلى منطقة اليورو وتدعم الاصلاحات التى تجعل اوروبا اقوي.
ثالثا: اندلاع الحرب مع ايران فاذا سقطت القنابل فوق برنامج طهران النووى المثير للجدل، سوف ترتفع اسعار البترول بشدة لتتخطى سعر 200 دولار للبرميل اى اكثر من ضعف سعره الحالي، وقد تتمكن ايران من غلق مضيق هرمز، الممر الرئيسى لشاحنات البترول، لعدة اسابيع وترد على هذا الهجوم بشن هجمات ارهابية ضد اهداف امريكية وغربية.
قد تضعف هذه الحرب مع ايران دعمها لنظام الاسد ومقاتلى حزب الله الذين دائما ما يشكلون تهديدا على اسرائيل، ولكن بمجرد توقف القتال، قد يعيش الشرق الاوسط فترة غير مسبوقة من الهدوء.
رابعا: ان يسجل الغاز سعر 6 دولارات للجالون الواحد، قد ترفع الحرب مع ايران اسعار الغاز إلى السماء مما قد يضر بالمستهلكين ويضطرهم إلى خفض انفاقهم على احتياجاتهم الاخري، ولكن هناك جانباً مشرقاً من ارتفاع اسعار الغاز وذلك لانها قد تعزز الطلب على السيارات الاكثر كفاءة فى استهلاك الوقود مما يجعل اسعارها فى متناول الجميع.
خامسا: انتشار التضخم فى كل مكان، حيث حذر منتقدو بنك الاحتياطى الفيدرالى لسنوات عديدة من ان تتسبب برامج «التيسير الكمى» الذى يحتاج طباعة النقود فى حدوث تضخم مدمر، فاذا وقع مثل هذا الامر، فقد يكون من المفارقة ان يحل مشكلة اخرى فى غاية الاهمية، فالتضخم يجعل كل شيء اكثر غلاء ماعدا الديون التى عادة ما يهيمن عليها الدولار ذو القيمة غير المتقلبة، ولكن مع التضخم سيصبح من السهل على الولايات المتحدة سداد ديونها، ويفعل المستهلكين الشىء ذاته مع الرهائن العقارية وغيرها من الديون.
ولكن حتى تستطيع الاستفادة من التضخم كمدين، فعليك ان تتوقف عن الاقتراض لان الديون الجديدة ستكون بالطبع ذات أسعار فائدة مرتفعة، اذا وقعت تلك الازمات الاقتصادية وكانت هذه هى نتائجها، قد يصبح عام 2013 عاماً جيداً.
إعداد: نهى مكرم
المصدر: يو إس نيوز








