بقلم: تاى ماكورميك
شهد عام 2012 عددا من الانتخابات غير العادية رفيعة المستوي، بين معركة انتخابات الولايات المتحدة، وعودة فلاديمير بوتين إلى الرئاسة الروسية، وانتقال القيادة فى الصين الذى يحدث مرة واحدة كل عقد، حتى بدا العالم وكأنه فى حالة تغيير مستمر.
ولكن لا يجب أن ننخدع بالوتيرة الاكثر هدوءا هذا العام، حيث تؤثر الانتخابات على كل شىء بدءا من ازمة الديون الاوروبية وبرنامج ايران النووى وحتى استقرار قارة افريقيا بأصوات الناخبين فى 2013، وها هى نظرة سريعة على الانتخابات الاكثر اهمية هذا العام.
ستشهد مصر انتخابات برلمانية فى غضون شهرين، بعد أن اصبح الاستفتاء على الدستور المثير للجدل شيئاً من الماضى وانتقلت السلطة التشريعية بالفعل إلى مجلس الشوري، وبات المصريون يتطلعون الآن إلى ثانى انتخابات برلمانية فى اكثر من عام بقليل.
ستجرى الانتخابات الجديدة فى غضون شهرين، بموجب الدستور الجديد، وهذه الانتخابات من شأنها ان تضع الاخوان المسلمين وحلفاءهم من الاسلاميين فى منافسة ضد الاحزاب العلمانية التى شنت حملة من اجل التصويت بـ«لا» فى الاستفتاء على الدستور.
يتمتع الاخوان المسلمون، الذين حظوا بغالبية مقاعد البرلمان العام الماضى وحصلوا مؤخرا على الرئاسة، بخبرة ادارة الانتخابات، ولكن الانتخابات القادمة تمنح فرصة للمعارضة بأن تأخذ قضمة من التفاحة، بدلا من التهديد بالمقاطعة، وتخطط جبهة المعارضة للمشاركة فى انتخابات مجلس الشعب القادمة حيث تأمل ان تساعدها هذه الخطوة على احباط الدستور، وقد اثبتت المعارضة المصرية أنها غير قادرة على قراءة ميول الرأى العام، لتكون مهمة الاسلاميين سهلة داخل صناديق الاقتراع.
سيشهد هذا العام ايضا انتخابات رئاسية فى ايران والتى من المقرر اجراؤها فى 14 يونيو، يشبه محمود احمدى نجاد البطة العرجاء خلال الستة اشهر المتبقية من فترة ولايته الرئاسية، وهو الذى كان يعتقد العديد، حتى وقت قريب، ان يخلفه اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب احمدى نجاد، الا ان توتر العلاقات بين احمدى نجاد والمرشد الاعلي، على خامنئي، تبدو وكأنها تقف فى طريق ترشيحه، وقد تردد اسم محمود قاليباف، عمدة طهران واحد موالى خامئنى، كخليفة لنجاد.
أما إسرائيل فسوف تشهد انتخابات برلمانية فى اقل من شهر، ويبدو انها سوف تكون اكثر اثارة عما كان متوقعا، فعلى الرغم من ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضمن اعادة انتخابة، الا ان ظهور نافتالى بينيت، المدير السابق لمكتب نتنياهو، كقوة سياسية خطيرة فى الاسابيع الاخيرة، من الممكن ان يؤثر على الائتلاف الحاكم فى اسرائيل، حيث ظهر كنجم صاعد على الساحة السياسية مؤخرا بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل بما فى ذلك عدم رغبته فى طرد المستوطنين اليهود حتى لو تلقى اوامر للقيام بذلك من قبل الجيش، إدراج بينيت فى الحكومة المقبلة بمثابة ضربة كبيرة لحل الدولتين، الذى يعارضه حزبه بشدة.
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية الالمانية التى من المقرر أن تجرى فى الفترة بين 1 سبتمبر و27 اكتوبر، نجد أن انجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، وحزبها الديمقراطى المسيحى متأهبون لمواصلة عهدهم فى البوندستاج، البرلمان الالماني، الخريف المقبل، ولكنهم قد يكونون فى حاجة إلى التخلص من شركائهم الائتلافيين الحاليين من حزب الديمقراطيين الاحرار.
يرى المحللون السياسيون ان النتيجة الانتخابية الاكثر ترجيحا هى وقوع ائتلاف ضخم بين حزب ميركل والحزب الديمقراطى الاشتراكي، حيث يمثل بيير شتاينبروك، رئيس الحزب الديمقراطى الاشتراكى تحدياً كبيراً لميركل، ولكن يعتقد قلة من المحللين انه لديه فرصة حقيقية للاطاحة بالمستشارة الألمانية، التى اكسبتها طريقة معالجتها لأزمة ديون منطقة اليورو تأييدا بنسبة 70% تقريبا.
المصدر: فورين بوليسى
إعداد: إيثار شلبى








