اجرى بيت.كوم المتخصص فى التوظيف في الشرق الأوسط، مؤخراً دراسة حول “إندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وذلك بالتعاون مع مؤسسة YouGov المتخصصة في مجال الأبحاث والاستشارات.
وأظهرت الدراسة أن التوازن بين العمل والحياة مهما جدا لتحفيز الموظفين في مصر. وفي حين أن 60٪ من المشاركين في مصر أشاروا الى أن شركاتهم تدعمهم لتحقيق هذا التوازن، أفاد 72٪ أنهم يفكرون جدياً في تغيير وظائفهم الحالية.
ووفقا للدراسةيشعر أكثر من 7 من كل 10 من العاملين في مصر (67٪) على أساس يومي بأنهم إما “مندفعين جدا” (38٪) أو “مندفعين” (29٪) حول العمل الذي يقومون به. كما ترى نسبة مثيرة للاهتمام تبلغ ثلاثة أرباع المشاركين في مصر (77٪) أن التوازن الجيد بين العمل والحياة هو مصدر مهم جداً للتحفيز، في حين يشير 60٪ أن شركاتهم الحالية تقدم لهم الدعم لتحقيق هذا التوازن (وهذا أعلى بمعدل 2٪ من المتوسط الإقليمي البالغ 58٪).
والى جانب التوازن بين العمل والحياة، تبين ان المحفزات الأهم للموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتضمن تقدير الجهد والإنجازات (47٪)، وفرص التدريب والتطوير (45٪)، وفرص التقدم المهني (42٪)، والشعور بأن جهود الموظف ذات تأثير (40٪)، وتحقيق الذات (39٪)، وفرص النمو الوظيفي على المدى البعيد (39٪). كما شملت قائمة أبرز المحفزات أيضاً المشاركة في صنع القرار (37٪)، والزملاء وبيئة العمل (34٪)، وطبيعة المسؤوليات اليومية (31٪)، والقدرة على تعيين وتحقيق الأهداف (31٪).
وعلى الرغم من هذه المحفزات الهامة، لم يتضمن التقرير الكثير من المشاركين الذين ينوون البقاء في الشركة التي يعملون فيها. وأشار أكثر من ثلث المشاركين في مصر (38٪) أنهم ينوون البقاء في شركتهم الحالية مدة لا تقل عن 12 شهراً، مقارنة بالمتوسط الإقليمي البالغ 39٪. وتنوي نسبة 30٪ البقاء مدة لا تقل عن 3 إلى 5 سنوات، في حين أشار 20٪ فقط أنهم سوف يبقون لمدة لا تقل عن 10 أعوام، أو حتى التقاعد.
وقال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: “تساهم المحافظة على الموظفين جيدين الأداء في رفع مستويات الإنتاجية والروح المعنوية في الشركة، مع تقليل التكاليف المرتبطة بتبدل الموظفين. وتبين نتائج الدراسة أن الشركات بحاجة إلى القيام بجهد أكبر للمساعدة في زيادة مستويات التحفيز لدى الموظفين، وتحديداً في مجال التوازن بين العمل والحياة، وهو أكثر ما يهم معظم الموظفين. ولا تقتصر مجالات تخصص بيت.كوم على دعم الباحثين عن عمل من خلال مساعدتهم على العثور على وظيفة الأحلام، ولكن تتعدى ذلك لتقدم لمختلف متخصصي التوظيف الإحصاءات الأساسية التي ترسم ملامح سوق التوظيف في المنطقة على جميع الأصعدة. ونحن نوصي باستخدام المعايير القياسية التي حددتها دراستنا حول “إندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” فهي تساعد رؤساء أقسام الموارد البشرية في تقييم وتحديد العوامل المحفزة التي تعتبر مهمة بالنسبة للموظفين. وينبغي بعد ذلك تبني منهجيات واستراتيجيات فعالة لتعزيز مستويات الاحتفاظ بالموظفين، كما هو الحال مع أي هدف آخر في مجال تطوير الأعمال”.
ومن أجل الاحتفاظ بالموظفين تجدر الاشارة الى ان المحفزات الأهم لدى المهنيين هي المكافآت النقدية (55٪)، والشهادات (35٪)، والإجازات (19٪)، والجوائز، وشهادات الإنجازات (14٪)، والمكافآت العينية، مثل عضوية الصالات الرياضية وقسائم الخصم وما شابه (13٪).
تشعر الغالبية (92٪) من أفراد العينة في منطقة الشرق الأوسط بأن العمل الذي يقومون به مهم لشركاتهم، حيث يشير 86٪ إلى أن مهامهم هامة للعملاء والزملاء والشركاء التجاريين. كما يعتقد 72٪ أن عملهم مهم لبلد إقامتهم، في حين ترى نسبة 72٪ أن ما يفعلونه هام بالنسبة لمجتمعهم. ويفيد ثلاثة أرباع المشاركين (76٪) أن عملهم يعطيهم شعور بالإنجاز الشخصي، و77٪ بأن عملهم يوفر لهم الشعور بالإنجاز المهني.
وتظهر الدراسة أن مواقف المشاركين في مصر تجاه العمل حسنة، وهي تتماشى مع المستويات الإقليمية. وأفاد 9 من أصل 10 (94٪) أن مهامهم هامة بالنسبة لشركاتهم، ويقول 9 من أصل 10 (89٪) أن وظيفتهم هامة للعملاء والزملاء والشركاء التجاريين، ويرى 73٪ بأن ما يفعلونه مهم للدولة، ويعتقد 74٪ أن عملهم مهم للمجتمع. كما يرى ثلاثة أرباع المشاركين أن عملهم يوفر لهم شعوراً بالإنجاز الشخصي (78٪)، وشعوراً بالإنجاز المهني (78٪).
الولاء والإدارة
على الصعيد الإقليمي، يبدو أن المشاركين هم أكثر ولاء لمهنتهم/مجال عملهم، يليه الولاء للعملاء والشركاء التجاريين. ويظهر أن الولاء الأقل هو تجاه المدراء المباشرين، مع تصريح 44% فقط ان الميدر يطلعهم على التطورات داخل الشركة.
ويعتقد 54% من المشاركين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن مدراءهم المباشرين يتشاورون معهم على نحو كافي في المسائل ذات الأهمية، و53% يشجعون موظفيهم لتحقيق أفضل ما لديهم و50% من المدراء يمنحون التقدير الرسمي عند أداء العمل بصورة جيدة. وترى نسبة 78٪ من أفراد العينة أن مدراءهم المباشرين يظهرون ملتزاماً بالشركة، كما يتقبلون الاقتراحات (65٪) ويقدمون الدعم إذا كان الموظف لديه مشكلة (62٪). بالمقابل، فإن 43٪ فقط في مصر يعتقدون أن إدارتهم تخصص الوقت للاستماع إلى همومهم ومقترحاتهم.
بيئة العمل والرضا الوظيفي
يعتقد المشاركون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن مستويات التواصل الداخلي عالية، حيث ذكر 71٪ أنهم إما على “علم تام” أو على “علم جيد” بأهداف شركاتهم على المدى القصير والبعيد بالإضافة إلى الخطط والتطورات الأخيرة. وتعتبر نسبة 64٪ من أفراد العينة أن الشركات شفافة.
ويشعر 43٪ من أفراد العينة في مصر أنهم “تحت الضغط” (27٪) أو “تحت الضغط الشديد” (16٪) خلال أيام العمل العادية، بالمقارنة مع النسب الإقليمية البالغة 30٪ و 16٪ على التوالي. ويمكن ربط هذا مع حقيقة أن 23٪ من الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعملون لساعات إضافية دائماً أو ينجزون باقي العمل من المنزل. ومن بين هذه النسبة، يرى 44٪ أن ذلك جزء من متطلبات وظائفهم، ويقوم 36٪ بذلك من أجل تسريع العمل والانتهاء من المشاريع في وقت مبكر، في حين يرى 30٪ أنه السبيل الوحيد للالتزام بالمواعيد النهائية.
وقال سنديب شاهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: “قد يعود مستوى الضغط وساعات العمل الطويلة الى عمليات تسريح الموظفين السابقة التي نتجت عن الركود. ولكن مع انتعاش الاقتصاد مرة أخرى وعودة الشركات لتحقيق النمو، قد تتقلص هذه الإحصاءات مع تقسيم المهام بشكل أفضل بين الموظفين”.
ويفيد عموم المشاركين في مصر بأنهم يتمتعون بنسبة من الحرية في إيجاد حلول لتحديات عملهم، في حين تفيد نسبة 8٪ فقط في مصر أنهم “نادراً ماً” أو “أبدا” ما يستطيعون القيام بذلك.
وتظهر الدراسة أن الغالبية (59٪) من شركات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقوم بالمشاركة في أنشطة المسؤولية الاجتماعية. ويشدد المشاركون على أنه ينبغي على شركتهم المساهمة في توفير فرص العمل (35٪)، كما تحتل المحافظة على البيئة مرتبة متقدمة للغاية (30٪). ومن الأمور التي ينبغي على الشركات أن تنظر فيها أيضا ذكر المشاركون مساعدة الأيتام (28٪)، وتوفير التدريب وفرص العمل (27٪)، وبرامج الدعم الصحي [مثل حملات التبرع بالدم] (26٪)، ودعم حقوق الإنسان (25٪).
وإذا ما أخذنا كل من هذه العوامل في الاعتبار، يمكن القول أن رضا المشاركين عن عملهم ومؤسستهم مرتفع بشكل عام. كما يمكن القول أنهم سعداء، خصوصاً بعلاقاتهم مع زملاء العمل (85٪)، والمسؤوليات التي تم تعيينها لهم (78٪) وظروف العمل (75٪). وتشمل معظم نقاط عدم الرضا التعويضات والبدلات (48٪ يشعرون بالرضا)، وعدم الالتزام بالوعود التي تعطى للموظفين (50٪ يشعرون بالرضا)، ونوعية فرص العمل والتدريب على تحسين المهارات (50٪ أعربوا عن رضاهم).
ويظهر أن الموظفين في الشركات الخاصة متعددة الجنسيات هم الأكثر احتمالاً أن ينصحوا بشركاتهم كوجهة للعمل، وذلك وفقاً لنسبة 84٪ من أفراد العينة. بالمقابل، ستعمد نسبة 81٪ من الموظفين إلى النصح بالشركات ذات المسؤولية المحدودة في القطاع الخاص، يليه القطاع العام والحكومي وشبه الحكومي أو المنظمات الخيرية، بنسبة 79٪.
وعلى الرغم من مستويات الرضا العالية، تظهر الإحصاءات الواردة في الدراسة إمكانية حدوث مستويات عالية من تغيير الوظائف، حيث لا تتعدى نسبة الموظفين الذين لم يفكروا بتغيير عملهم سوى 14٪ فقط من المشاركين في مصر (مقارنة مع 12٪ من أفراد العينة الإقليمية). وقال 4 من كل 10 مشاركين في مصر (36٪) أنهم إما يبحثون حالياً أو يفكرون جدياً بإيجاد فرصة عمل أخرى، مع ذكر 36٪ أنهم على استعداد للتغير في حال حصلوا على فرصة عمل جديدة، على الرغم من أنهم لا يسعون لإيجاد فرصة بديلة.
وقد تم جمع بيانات دراسة “إندفاع الموظفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” التي أجراها بيت.كوم عن طريق الإنترنت خلال الفترة بين 6 و16 ديسمبر 2012، حيث شارك فيها 10,167 شخصاً تفوق أعمارهم 21 عاماً ويقطنون في الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة.








