لا تقتصر جاذبية أفضل البلدان للتقاعد على انخفاض تكاليف المعيشة فيها، بل إنها تشتهر بالترحيب بزائريها بحيث يسهل عليهم الاندماج في المجتمع، فهي بلدان آمنة وفاتنة وتوفر لك العديد من وسائل الترفيه المتنوعة التي تريدها.
وفقا للمؤشر العالمي السنوي للتقاعد لعام 2013 والذي نشره موقع (انترناشونال ليفينغ- InternationalLiving.com) حديثا، تعتبر الإكوادور أولى الدول التي يفضلها الأمريكيون الشماليون لقضاء فترة التقاعد. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه هي المرة الخامسة التي تحتل فيها الإكوادور موضع الصدارة.
هذا المؤشر السنوي- الذي يصدر منذ 22 عاما- يعمل على تصنيف أفضل الوجهات الدولية للتقاعد. وبغية إعداد القائمة، قام محررو (انترناشونال ليفينغ) بجمع المعلومات من فريق الخبراء على أرض الواقع في أكثر البلدان شعبية بين المتقاعدين الأمريكيين والكنديين في الخارج. كما عمد المحررون إلى تحليل العوامل التي تتفاوت بدءا من أسعار المواد التموينية ومعدل درجات الحرارة وحتى تكاليف الخدمات ولطف السكان المحليين.
ثم استخدمت البيانات لتصنيف أفضل الدول من بين 100 دولة في فئات مثل “العقارات” و”الطقس” و”الفوائد الخاصة للمتقاعدين” و”الرعاية الصحية”. تقول جينيفر ستيفنز، مديرة التحرير في مجلة (انترناشونال ليفينغ): “يهدف التصنيف إلى مساعدة القراء في المقارنة بين الدول التي نعتقد بأنها أفضل الخيارات للتقاعد في الخارج لعام 2013”.
وتضيف قائلة: “الإكوادور خيار جذاب جدا للمتقاعدين اليوم، وذلك لأن الدولار ذو قيمة مرتفعة هناك. يمكنك أن تعيش بأريحية مقابل 1,600 دولار شهريا بما في ذلك ثمن الإيجار. كما تمتد الفوائد لتشمل العقارات، فالشقة السكنية المطلة على البحر مباشرة والتي قد تكلفك مبلغ مليون دولار في كاليفورنيا تستطيع الحصول عليها مقابل 150 ألف دولار في الساحل الشمالي للإكوادور. ونعرف هناك بعض القراء الذي اشتروا منزلا جبليا وشقة مطلة على البحر وهم يوزعون أوقاتهم بين المسكنين. لم يكن بوسعهم أبدا فعل شيء كهذا في الولايات المتحدة”. وتوفر الدولة الأمريكية الجنوبية باقة مدهشة من متع الحياة اليومية، حيث تتوافر فيها شواطئ مشمسة وقرى جبلية معتدلة المناخ ومدن جامعية تتنوع فيها الثقافات وأخرى تاريخية من حقبة الاستعمار.
أما بنما فتحتل المرتبة الثانية في مؤشر التقاعد لعام 2013، فيما تأتي ماليزيا في المركز الثالث. تقول ستيفنز: “إن السبب في تفوق بنما واضح للغاية، فمدينة بنما تزخر بالحيوية والنشاط وتحتوي على مطاعم رائعة ومستشفيات ممتازة. وهي مركز مصرفي وتجاري ضخم، لذا بوسعك العثور على مجتمع دولي حقيقي هناك. كما تعمل بنما بجد على استقطاب المتقاعدين من الخارج وتقدم لهم أفضل برامج التحفيز في العالم لتسهل عملية الإقامة فيها”.
ومثلما هي الحال في الإكوادور، فإن تكلفة المعيشة في بنما أقل بكثير مما قد يتوقعه المرء. تقول ستيفنز: “إن وضع ميزانية بمقدار 1,700 إلى 2,500 دولار شهريا، بما في ذلك ثمن المسكن، سيضمن لك متعة الذهاب إلى المطاعم مرات عديدة واستخدام مدبرة منزل لأكثر من يوم في الأسبوع ومشاهدة الأفلام في السينما بضع مرات شهريا وهكذا”.
ماليزيا، صاحبة المركز الثالث عالميا في قائمة وجهات التقاعد الأفضل في العالم، تمتاز بشيوع اللغة الانجليزية فيها على نطاق واسع باعتبارها اللغة الأولى غير الرسمية في البلاد، ما يسهل على المتقاعدين من أمريكا الشمالية الانتقال إليها. كما أن أفضل وجهة للتقاعد على مستوى القارة الآسيوية تثير الدهشة وتتصف ببعد المسافة- لكن تكلفة الحياة فيها يسيرة إلى حد كبير. تعلق ستيفنز بالقول: “إنها بقعة يمكنك فيها أن ترفع من مستوى معيشتك دون أن يؤثر ذلك على ميزانيتك. يقول محررنا هناك إنه استأجر مع زوجته شقة في بينانغ تطل على البحر وتحتوي على بركة سباحة وناد للياقة نظير ألف دولار شهريا. كما يملكان قارب إبحار صغير ويذهبان إلى المطاعم 5 ليال في الأسبوع ولديهما خادمة تأتي مرة أسبوعيا- ويقومون بكل ذلك مقابل 1,700 دولار في الشهر”.
فائدة أخرى: تعتبر ماليزيا وجهة للسياحة العلاجية، لذا يمكنك أن تنعم بالرعاية الفائقة التي قد تكلفك أقل من نصف ما تنفقه عليها في الولايات المتحدة، إضافة إلى أن بوسعك في هذا البلد، بعكس أي بقعة أخرى في آسيا، أن تشتري العقارات أو الأراضي أو المنازل بحرية مطلقة ولمدة غير محدودة.
ولا تقتصر جاذبية أفضل البلدان للتقاعد على انخفاض تكاليف المعيشة فيها، بل إنها تشتهر بالترحيب بزائريها بحيث يسهل عليهم الاندماج في المجتمع، تضيف ستيفنز قائلة: “إنها بلدان آمنة وفاتنة وتوفر لك وسائل الترفيه التي تريدها سواء أكانت الغوص أو الأوبرا أو ممارسة الأنشطة الخاصة”. لكن ليس هناك بالطبع وجهة واحدة تلائم جميع الأذواق. عليك التفكير مليا في أولوياتك وما ترغب في فعله وأن تسأل نفسك: هل تميل إلى التواجد قرب الشاطئ أم في القرى البسيطة أم تود العيش في مجتمعات أكبر؟
تقول ستيفنز: “لا تتاح فرصة التقاعد في الخارج للجميع، فأسعد المتقاعدين الذين نقابلهم في الدول الأخرى يشتركون في شيء واحد وهو أنهم يحبون المغامرة. لقد تركوا أوطانهم ليجربوا أمور جديدة تملؤهم بالغرابة والإعجاب والمفاجآت. إن الحياة في الخارج تناسب من يسعون إليها طوعا لا كراهية. إذا كان الدافع وراء قيامك بذلك اقتصاديا بحتا، فقد تتجرع مرارة خيبة الأمل”. وتذكر أنك لست مضطرا إلى بيع كل ما تملك وإعادة هيكلة حياتك للاستمتاع بنمط حياة آخر في دولة أجنبية ذات تكاليف معقولة ومزايا ساحرة، فبإمكانك أن تذهب إلى هناك لمدة شهر أو بضعة أشهر، وإذا حالفك الحظ فسوف تتمكن من إنفاق مبالغ أقل بكثير على احتياجاتك اليومية مما ستنفقه إن بقيت في موطنك الأصلي.
قائمة أفضل 10 دول للتقاعد في 2013

تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
بقلم : جاكلين سميث / ترجمة: محمد البلواني








