رهنت الشركات المصرية المشاركة فى معرض الخرطوم الدولى، الذى انتهت فعاليته الأسبوع الماضى، قدرتها على اختراق الأسواق السودانية بالمضى الحكومى قدماً لتحقيق بعض المطالب، على رأسها تفعيل إتفاقية الكوميسا التى تسمح بدخول السلع المصرية دون جمارك، وإلغاء القائمة السلبية التى يضعها السودان لحماية صناعته المحلية.
وقال مختار أحمد مختار، مدير مبيعات شركة الإسكندرية للكيماويات والمنظفات «أدكو» إنه يسعى لتصدير منتجاته إلى السودان منذ نحو 5 سنوات، إلا أن العقبات التى تضعها الحكومة السودانية تحول دون توسع الشركة فى السودان على الرغم من تصدير منتجاتها لنحو 55 دولة أخرى. وأضاف أن الجمارك المفروضة على السلع المصدرة إلى الأسواق السودانية، بالإضافة إلى القوائم السلبية تقف عقبة أمام الشركات المصرية لزيادة صادراتها للسودان.
وأوضح محمد خميس، مدير المبيعات والتسويق فى شركة «إكسبريس» للصناعات الهندسية والمتخصصة فى صناعة الغسالات، أن الشركة تحاول دخول السوق السودانى منذ عامين، من خلال منتج جديد تطرح بتكنولوجيا إيطالية، إلا أن هناك صعوبات تقف دون ذلك، وأن الشركة تمكنت من التصدير إلى عدد من الدول العربية والأفريقية مثل «كوت ديفوار».
وشاركت العديد من شركات القطاع العام بينها شركة الحديد والصلب والمطروقات وإسكندرية للحراريات، فى محاولة لفتح أسواق أمام منتجاتها.
و علمت ” البورصة ” من مصدر مسئول إنه يجرى الاتفاق حاليا مع إحدى الشركات السودانية الكبرى لصناعة الأعلاف فى السودان وتصديرها إلى مصر بالاتفاق مع اتحاد منتجى الدواجن.
وفى لقاء نظمه اتحاد عام أصحاب العمل السودانى، اتفق رجال الأعمال المصريين المشاركين فى المعرض وعدد من رجال الأعمال السودانين على أن أبرز المشكلات التى تقف أمام زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين وارتفاع حجم الاستثمارات المصرية فى السودان وكل ما يتعلق بمشكلات التحويلات البنكية وصعوبة فتح الاعتمادات المستندية، فضلاً عن البيروقراطية الحكومية.
وقال أحد رجال الأعمال المصريين إن شركته لم تتمكن من تحصيل قيمة بضائعها المصدرة إلى السودان منذ نحو 3 أعوام بسبب صعوبة إصدار الاعتماد المستندى وتحويل الأموال.
ويعد الجناح المصرى هو الأكبر بين الدول الأجنبية المشاركة، ويضم حضورا قويا من شركات القطاع العام، ومن أهم الدول المشاركة، إيطاليا، الأردن، تشاد، البرازيل، النمسا، الأردن، الجزائر، إندونيسا، المانيا.
وأوضح الدكتور محمود سامى بدر مستشار البنك الدولى والمرافق لبعثة هيئة المعارض، أنه تم الحصول على موافقة مبدئية من وزارة التجارة الخارجية السودانية على إقامة معرض للمنتجات المصرية فى الخرطوم، إبريل المقبل، لبيع المنتجات مباشرة للجمهور، حيث أن معرض الخرطوم الدولى لا يسمح فيه بالبيع للجمهور.
وكشف حاتم مدين، مدير عام شركة طوبلاط للإنتاج المعمارى، التابعة لشركة العربية للاستثمارات والتنمية، أن شركته المتخصصة فى انتاج بلوكات الخرسانة والأرضيات، تقترب من إقامة مصنع فى السودان، وأن صناعة هذه المنتجات تتم فى السودان بطريقة يدوية وأن شركته لديها فرصة كبيرة فى تحقيق مبيعات جيدة حال تنفيذ المصنع.
فيما قالت شيرين هلال، ممثلة الشركة المصرية لصناعة البلاستيك، والتى تنتج ” كولمان زمزم “، إن شركتها تسعى حاليا إلى شراكة مع أحد المستثمرين فى السودان لإقامة مصنعا فى السودان ليكون بمثابة البداية الحقيقية للتوسع فى السوق السودانى.
وأشار الدكتور سليمان عمر، عضو مجلس إدارة ومدير التسويق بشركة النوبارية للاستصلاح الزراعى، إلى أن شركته تسعى حاليا للحصول على قطعة أرض فى السودان لتنفيذ مشروع مماثل لمشروعها فى مصر الذى يقوم على فكرة المستوطنات الزراعية السكنية.
و بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان العام الماضى نحو 731 مليون دولار، وهو ما اعتبره غالبية المشاركين لا يتناسب مع قوة العلاقات والموارد المتوفرة فى البلدين.
خاص البورصة